12

27 4 0
                                    

الثاني عشر
#لنا_لقاء_في_بغداد .

____________________
متنسوش الڤوت حبايبي 🥰
____________________
بسم الله الرحمن الرحيم.
صلوا على الحبيب ❤️

لحظة صمت كان السائد بها صوت الأنفاس العالية، و"عنود" التي سقطت أرضاً وقد جحظت عينيها تزفر الدموع بقوة، بدأت رويدًا في إلتقاط أنفاسها المسلوبة وهي ترى سيف "زيدان" قد صد سيف الشاه الموجه نحو رأس "يامن"، ومجموعة من الجنود أنتشروا بالمكان، مُبعدين هؤلاء الجنود المُمسكين بقائدهم، نهض "يامن" فى ثقة شديدة يلتقط سيفه من رفيقه ويقف جواره، ناظراً للشاه فى غضب شديد ممزوج بسخريته وهو يقول :
_ للأسف أيها الشاه فى كل مرة لا يحالفك الحظ.

كان الشاه وأتباعه تكسو وجههم الصدمة والخوف معًا، حتي "معتصم" الذى فكر فى الهرب، ولكن الجنود من حوله حاوطوه مُمسكين به، وكذلك فعلوا بالشاه الذى جثا أرضاً أمام "يامن" الذى أقترب منه ببطء وشرار مُخيف ينطلق من عينيه يقول :
_ لقد عبثت كثيرًا أيها الشاه، وكان بإمكاني العفو عنك مكتفياً بتسليمك للسلطان ولكن ...
تابع وهو ينحني ليكون فى مستوي الشاه، يشمله بنظراته المُخيفة :
_ بعد ما فعلته، لا مجال للغفران لك.

أشهر "يامن" سيفه عالياً وهو يهبط به أعلى عنق الشاه، وفي لحظة أنفصل كلياً عن جسده، أطلقت "عنود" صرخة فزعة وهي تحدق برأس الشاه التي سقطت جوار جسده الغارق بدمائه فى رعب شديد، ألقي "يامن" بسيفه الغارق أيضاً فى الدماء أرضاً، وهو يقترب منها وقد أجفل عن وجودها بسبب غضبه الشديد الذى أعماه، أقترب منها يحاول أخراجها من ذهولها وفزعها معًا، يقول بهدوء :
_ عنود .. أهدى رجاءًا، أعتذر عما حدث صدقيني أنا ..

توقف عن الحديث وهو يرى عينيها الباكيتين معلقة به، ترمقه بأهدابها المُبتلة فى نظرة يملأها الرعب، مما جعله يصمت وهو يشعر بأن نظراتها تكاد تخترق صدره، هل هذه نظرات خوف منه ؟؟

حاول أن يجعلها تنهض من جلستها، فأبتعدت عنه رافضة مساعدته، نهضت بمفردها تترنح قليلا بسبب الدوار الذى أصاب رأسها، فأقترب "يامن" مجدداً يحاول مساعدتها وهو يقول :
_ عنود، أنتِ لستِ بخير، فقط أسمحي لي ..

_ أريد الإبتعاد عن هنا.
نطقت بها فى وهن، وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة، لقد شهدت للتو مشهد بشع، أثار فى نفسها الرعب والإشمئزاز معًا، هز "يامن" رأسه وهو يصطحبها للخارج، وبتلك اللحظة كان جنوده قد تخلصوا من جنود الشاه، و"زيدان" تولي مهمة الإمساك بـ "معتصم" حتي يقرر "يامن" ما سيفعله معه.

بالخارج أخذت "عنود" تتنفس بعمق وهي تضع كفها أعلى صدرها، تحاول إزاحة ذلك الدوار اللعين عن رأسها، ولكن ذلك المشهد التي رأته بالداخل يثير المزيد من تقززها، نظر لها "يامن" الذى يتابع حركاتها ووجهه يملأه إلانزعاج الشديد، ليس منها بل من نفسه، ولأول مرة فى حياته يلوم نفسه علي قطع رأس أحدهم ..

#لنا_لقاء_فى_بغداد.Where stories live. Discover now