28

12 3 2
                                    

الفصل الثامن والعشرون.
#لنا_لقاء_في_بغداد.
__________________

‏وإذا إلتَقت عينُ الخَليلِ خَليلُها
وَسَطَ الحُشودِ فليسَ للنُطـقِ ثمَنُ

تَكفي تعابيرُ الوجُوهِ كَأنها
أنهارُ شَوقٍ فَاضَ من كُثرِ الشَجنِ ❤️

__________________

بسم الله الرحمن الرحيم.
__________________


أستدار "يامن" ببطء بعدما سحب السلطان الخنجر بعيدًا عن عنقه، كان يطالعه بأبتسامة ماكرة رغم الشر القابع خلفها، وضع "يامن" أصابعه علي عنقه فوجد دماء تسيل منه، لقد ترك الخنجر أثر جرح بسيط عليه، وقبل أن يقول أي شئ، أستدار مرة أخري يقترب من ذلك الجسد المكوم، فتجمد مكانه وأنحبست أنفاسه، أنها ..أنها "عنود".

_ مفاجأة أليس كذلك ؟؟

أستدار "يامن" مرة أخري، ورغم الصدمة التي حطت عليه ألا أنه تمالك نفسه، وقال بهدوء.
_ مَن تكون هذه ؟؟

حك السلطان ذقنه وبقي يطالع "يامن" وتلك الإبتسامة الخبيثة تتراقص علي شفتيه، ثم نطق.
_ ألا تعلم مَن تكون هذه أيها القائد ؟؟

هز "يامن" رأسه بنفي، ثم نطق بثبات.
_ أن لم يكن لديك مانع مولاي، فلتخبرني أنت.

_ حسناً أيها القائد، تلك الفتاة هي نفسها الجارية التي هربت مع ذاك الجندي، والتي لم تستطع أنت أيجادها وأحضارها إليّ.

أبتسم "يامن" ونطق بدهشة أجاد أتقانها.
_ حقاً ؟؟ وكيف وصلت لها أذن يا مولاي ؟؟

أبتسم السلطان بأتساع وأقترب يربط علي كتف "يامن".
_ ألست تعلم أيها القائد، أنني أصدرت فرمان منذ هربت تلك الجارية بمنع تحرك السفن إلي داخل العاصمة وإلي خارجها ؟؟

صُدم "يامن" للمرة الثانية، وهذه المرة لم يستطع مدارة صدمته، كيف لم يكن لديه علم بأمر كهذا ؟؟ كيف لم يخبره رجاله بهذا الأمر ؟؟

كان السلطان يتابع تعابير وجه "يامن" بتمعن، بينما حمحم "يامن" ونطق.
_ لم يكن لدي علم بهذا الأمر أيضًا.

هز السلطان رأسه وتابع.
_ لقد كان فرمان سري للغاية، وقد كلفت أحد رجالي المخلصين لتنفيذه.

أستطاع "يامن" ملاحظة التلميح المبطن خلف حديث السلطان وخاصةً نطقه لكلمة "المخلصين"، ولكنه تحدث مُخفي ذلك.
_ وكيف وجدوا تلك الفتاة أذن ؟؟

_ تقصد جاريتي ؟؟

أحتدت نظرات "يامن" وقبض علي كفه بقوة، ورغم صعوبة إيقاع الكلمة علي أذنيه ألا أنه أجبر نفسه علي تخطيها _ مؤقتاً _، وهز رأسه مبتسماً.

فتابع السلطان.
_ أمرت بوضع رجال داخل الميناء، ومراقبة تحرك أي سفينة، فكما أخبرتك قرار منع أبحار السفن كان سرياً، لذا كانت السفن تُبحر بشكل طبيعي، ولكن رجالي كانوا يوقفونها قبل أن تتخطي حدود العاصمة، وكانوا يفتشون جميع الركاب، وهذا ما حدث مع هذه الجارية، فلقد وجدوا في حقيبتها، أوراق كنيتها، وعلموا أنها الفتاة المعنية، أليس كذلك يا عنود ؟؟

#لنا_لقاء_فى_بغداد.Where stories live. Discover now