الفصل الخامس والعشرون
#لنا_لقاء_في_بغداد.
_______________كلُّ النَّاس تسمعُ صوتِي إلاَّ أنْت تسمعُ قلبِي. 🤍
- جلال الدين الرومي.
_______________مع بزوغ الفجر، كانت "عنود" بصحبة "زيدان" متجهين نحو الميناء، فور وصلوا أخذت تدور بعينيها يمينة ويسرة، "يامن" ليس هنا ..
أستنتج "زيدان" من نظراتها أنها تبحث عن رفيقه، فقال.
_ في الحقيقة، يامن لديه بعض الأمور الهامة في القصر، لذلك أرسلني لأصطحبكِ إلي هنا.علت أبتسامة ساخرة علي شفتيها، بالتأكيد أمور القصر أهم منها، ماذا كانت تنتظر منه ؟؟ ألن يقتل أخيها دون شفقة ؟؟ ألن ينكث وعوده لها ؟؟ أذن ماذا تتوقع منه ؟؟ أن يأتي ويودعها! يودعها بعدما سرق منها شقيقها وقلبها ؟؟
أبتلعت غصة مؤلمة بحلقها ونطقت بلا مبالاة زائفة.
_ جيد أنه لم يأتي، في الواقع لم أكن أريد رؤيته.أطرق "زيدان" برأسه، فنطقت "عنود".
_ سأبقي هنا طويلاً ؟؟نفي "زيدان" برأسه قائلاً.
_ بل ستصعدين إلي تلك السفينة.كان يشاور علي أحدي السفن متابعاً حديثه.
_ متجهة إلي مصر.هزت "عنود" رأسها، وقبل أن تخطو متجهة إلي السفينة، نظرت نحو "زيدان" وقالت بأمتنان.
_ شكرًا لك، زيدان.هز رأسه بأبتسامة بسيطة وقال.
_ هذا واجبي، أنتبهي لنفسكِ، ولا تقلقي قبطان السفينة يعلم يامن جيدًا، لذا ستكونين بأمان.أمأت وأستدارت لترحل، ومع كل خطوة تخطُها قدميها كانت تسقط دمعة حارقة رغماً عنها، بهذه الأرض فقدت شقيقها وقلبها علي يد الرجل الوحيد الذي أحبته، هنا خسرت الكثير، وها هي ستعود لوطنها ووالدتها خالية الوفاض، ألا من هزيمتها الكبري.
صعدت متن السفينة، فلافحتها برودة الطقس، فجذبت طاقية سترتها تضعها علي رأسها، وهي تحاوط نفسها جيدًا، ها هي نهاية هذه الرحلة ..
وعلي شاطئ الميناء خلف أحدي الأشجار كان "يامن" واقفاً يتابع رحيلها بقلبٍ يصرخ، يالتيه يستطع منعها، ولكن هذا الأفضل، لا بد أن تبتعد عن هنا، كي يضمن أمانها لا بد أن ترحل.
أقترب "زيدان" يربط علي كتفه، فقال "يامن" وعينيه معلقة علي أثر السفينة التي أبحرت مغادرة الميناء.
_ اليوم تأكدت يا زيدان، أن جميع الأشياء التي أتعلق بها، تبتعد عني وتنفرط من بين قبضتي، ولا يتبقي لي منها سوي أثر موجع.أجابه "زيدان" مواسياً بحزن.
_ لا تحزن من أجل عنود، أنت فعلت هذا من أجل سلامتها.تنهد "يامن" وهو يهز رأسه، وأبتعد يسير كالمهزوم، هو بالفعل هُزم منذ رأى عينيها للوهلة الأولى، منذ شعر بحبها يتسرب لداخله دون أدراك منه، ومنذ بكت بحرقة وهي تسقط أمامه، تحتضن سيفه الغارق بدماء شقيقها، لقد هُزم شر هزيمة.
YOU ARE READING
#لنا_لقاء_فى_بغداد.
Historical Fictionهناك حيث تقف شامخاً والدماء تسيلُ من قلبك لتُعانق يدى. حيث يعرف قلبي خريفه الأول بغيابك عنه،، بتلك الأرض التي أخترتها أماً وأختاً وبيتٍ لك، هناك حيث رافقتَ الليل وحدك وتركتني أطالع النجوم بحسرة.. حسرة رحيلك عني. هناك حيث أنا وأنت والموت يا عزيزي. "ط...