نهاية البداية الثالثة (الفصل الثلاثون)

29 4 4
                                    

الفصل الثلاثون
#لنا_لقاء_في_بغداد.
_________________
بسم الله الرحمن الرحيم
___________

أنتهي بلال من تشييع الجنازة ودفنها بمساعدة الشيخ "عُبيد" الذي تكفل بالموضوع كاملاً، وبعد الأنتهاء من الدفن عادا لمنزل "صبا" الذي أصبح كئيباً وفارغاً، كانت السيدة "صبحة" به، جالسة جوار الفراش الفارغ، بيدها سبحة صديقة دربها الوحيدة التي أنفطر قلبها علي فراقها وبكت كثيرًا حتي تورمت عينيها، أقترب منها الشيخ "عُبيد" وجلس جوارها يواسيها وهو يربط علي كفها ويقول بحنو.
_ أدعي الله لها يا صبحة، البكاء لا فائدة منه.

ولكنها لم تستطع وسالت عباراتها مجددًا وهي تقول بحزن شديد.
_ قطعت بي يا شيخ، لقد كانت رفيقتي الوحيدة.

ربط الشيخ علي كتفها، بينما تابعت بحسرة.
_ أخبرتني في أحدى المرات أنها تشعر بأقتراب النهاية، كانت تتمني لو يمد الله في عمرها حتي تقابل ولديها.

ختمت الجملة ببكاء مرير، فأحتضنها الشيخ وهو يربط علي رأسها ويُهديها، بينما كان "بلال" بساحة المنزل بالخارج، يستمع لما تقوله السيدة "صبحة" بقلبٍ حزين منكسر، كان يتمني أيضًا لو أنها أستطاعت رؤية ولديها أولاً، فكم هو مؤلم أن يُفارق المرء أحبته دون وداع أخير، دون عناق أخير ..

مسح "بلال" العبارات عن عينيه بسرعة حين وجد كف يوضع على كتفه، ثم أستدار ليجدها "جوهر"، كانت حاضرة في الغُسل لمساعدة السيدة "صبحة"، كم أنهارت وبكت كثيرًا هي أيضًا، لم تكن تصدق الخبر في البداية وحين رأت جسد "صبا" هامد دون حراك، أنهارت باكية بحرقة، كيف ستتقبل صديقتها الخبر ؟؟ وماذا سيحدث لها ؟؟ أنها فجاعة كبيرة، وفقد شديد ..شديد للغاية علي أن يتحمله قلب "عنود".

_ هل أنت بخير ؟؟
نطقت بها ''جوهر" وهي تنظر نحو "بلال" الصامت منذ دُفنت "صبا"، كانت تخشي عليه كثيرًا، فهو أشدهم تعلق بـ "صبا".

هز رأسه في صمت ولكن أثر الدموع العالقة في عينيه كان واضح للغاية، فتنحنحت "جوهر" ثم قالت.
_ ما رأيك أن تذهب وترتاح قليلاً ؟؟ تبدو متعباً للغاية.

هز رأسه موافقاً، هو بالفعل مُتعب ويحتاج لأن ينفرد بنفسه، همّ ليرحل ولكن أوقفته "جوهر" تقول بحرج.
_ معذرةً، هل لى أن أعرف بماذا تحدثت أمس أنت وأخي ؟؟

أجاب "بلال".
_ فقط أخبرته أنني مَن طلبت رؤيتكِ للحديث معكِ بشأن ما يُشاع بين الناس.

هزت رأسها وسألت مجددًا.
_ هل شك بشئ ؟؟

نفي قائلاً.
_ لا أظن، ولكنه أنزعج بتدخلي في الأمر.

زفرت بهدوء، فطالعها "بلال" قليلاً ثم قال.
_ أخبرني أيضًا أنه سيجعل علي يُطلقك.

نظرت له جوهر بلهفة سرعان ما انطفأت وهي تقول بيأس.
_ علي لن يقبل، سيفعل المستحيل لئلا يقدم على ذلك.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Sep 15 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

#لنا_لقاء_فى_بغداد.Where stories live. Discover now