24

29 3 5
                                    

الفصل الرابع والعشرون
#لنا_لقاء_في_بغداد.
________________
بسم الله الرحمن الرحيم.
________________

أنتشر كسرعة البرق نبأ أنتحار السلطانة "عائشة"، كان القصر حينها كالنيران المشتعلة، وكانت السلطانة الأم في حالة يُرثي لها، لقد خسرت أبنتها بسبب ذلك الجندي، لقد أنتحرت خلفه، وتركت حياتها ووالدتها وشقيقها وكل شئ خلف ظهرها، وأختارت الرحيل.

في غضون تلك الحالة التي تعيشها الأسرة الحاكمة، كان السلطان ثائر كالبركان، وأول مَن كان يتوجب عليه أن يكون بالقصر للحد من غضب السلطان الذي ينصب علي الجميع ..هو "يامن"، قائد جيوشه وذراعه الأيمن في كل شئ.

ولكن "يامن" لم يكن يطيق البقاء في القصر لحظة واحدة، بل كان بصحبة "زيدان" يجلسان بأحدى الحانات علي غير عادتهما.

_ لم يكن يخطر ببالي أبدًا أن نأتي لهذا المكان يوماً.
قالها "زيدان" بضحك وهو يوجه أنظاره نحو رفيقه الشارد الذي يرتشف من كأسه بصمت، زفر "زيدان" بحزن علي حاله، هو بهذا الوضع منذ ما حدث، عاود "زيدان" الحديث مجددًا.
_ يامن، لابد والعودة للقصر، السلطان ثائر ويريد رؤيتك.

عند ذكر أسم السلطان، أنقلبت ملامح "يامن" لأخري مقتضبة تكدح شرًا، لن ينسي أبدًا أنه ولأول مرة يخضع لأمر دون أرادته، لطالما لم تهمه قط أوامر السلطان أو غضبه، ولكنه هذه المرة كان مُجبر لتنفيذ ما طلبه ذلك السلطان الأحمق.

عودة لوقت سابق.

كان "يامن" بصحبة "زيد" لرؤية السلطانة "عائشة" كما وعده، وبعدما تركه بصحبة أحد رجاله لرؤية السلطان أولاً ومعاينة أوضاع القصر، وبطريقهم وجدوا أحد رجال "يامن" الذين زرعهم بالقصر ليكونوا له عين وأذن، كان يركض نحوهم بسرعة، وفور توقف نطق بلهاث.
_ قائدي، جنود السلطان قادمون نحوكم، لقد علم مولاي السلطان بمكان الجندي والجارية الهاربان.

خبر صعق "زيد" وجعل الدماء تتجمد بعروقه، بينما "يامن" كانت ملامحه جامدة، لم يكن يضع أمر كهذا في حسبانه، وبعد صمت طال أقلق الجميع، نطق بهدوء.
_ سنُكمل طريقنا.

نظرت له جميع العيون بتعجب ودهشة، هل هو حقاً يريد تكملة الطريق بدلاً من الهرب الآن ؟؟ وهذا ما نطق به "زيد".
_ ولكن كيف سنُكمل طريقنا والجنود قادمون نحونا ؟؟ بالتأكيد سيُمسكون بي.

بثقة لا مثيل لها، أردف "يامن".
_ سنفعل يا زيد، لأن هذا هو سبيلنا الوحيد للنجاة.

هز "زيد" رأسه ولايزال القلق يتحكم به وسرعان ما نطق بلهفة.
_ وماذا عن عنود ؟؟

طمأنه "يامن" مرة أخري بأبتسامة.
_ لا تقلق لأجلها، ستكن بأمان، هي الآن بصحبة زيدان.

رغم توتره البالغ ألا أنه يثق كثيرًا بتفكير ذلك القائد الذي خاض حملات ومعارك ضخمة وفي كل مرة يكن النصر حليفاً له، وبالتأكيد لن يخشي بعض جنود السلطان الذي يستطيع وبسهولة تضليلهم والإيقاع بهم.

#لنا_لقاء_فى_بغداد.Where stories live. Discover now