عندما تجد نفسك في مكان لا يشبهك و لا تنتمي إليه فماذا عليك أن تفعل؟ ستجيبون و ببساطة..ستهرب..لكن الأمر ليس بهذه السهولة..فقد يلعب القدر لعبته و تجتمع كل الظروف ضدك لكي تبقيك في مكانك ذاك..و تضطر الى التعايش مع الوضع و قد تتعلم كيف تتقبل كل سيئاته قب...
أبعد أصلان يده عن عينيه اللتان فتحهما بتثاقل و رد: _ مرحبا يا أبي..أنا بخير..لماذا تسأل؟ قال الرجل: _ بني..أنا قلق عليك..و حالك لا يعجبني..أخبروني بأنك تهمل عملك و ها أنا أرى بنفسي بأنك تهمل صحتك أيضا..أرجوك بني..لا تفعل هذا..لا أحب أن أراك هكذا. استوى أصلان جالسا و نظر الى ابيه ثم أجاب: _ أبي..أنا بخير..هي فترة عصيبة و ستمرّ..لكن لا تلمني و لا تعاتبني لو سمحت..أنت تعلم جيدا بأن قلبي تمزق بعد أن خسرت هزان..كانت أمامي..و أقرب الي من النفس الذي أتنفسه..و بقيت صامتا..و ليتني لم أفعل..ليتني أخبرتها بمشاعري..ليتني أخبرتها أنني أحبها و طلبت يدها للزواج قبل أن أفقدها الى الأبد..اللعنة..كيف أضعتها؟ كيف؟ جلس جمال بجانب ابنه و وضع يده على كتفه و هو يقول: _ هوّن عليك حبيبي..قسمة و نصيب..و هزان ليست من نصيبك..انسها و تابع حياتك..لا تحبس نفسك في الماضي..و لا ترهق نفسك بهذه الأفكار..ستجد فتاة تحبها و تحبك و .. قاطعه: _ لا تسمعني هذا الكلام من فضلك..ليس هذا الوقت المناسب لذلك..أتفهم خوفك علي..لكن لا تقلق..سأكون بخير..أحتاج فقط الى بعض الوقت لكي استعيد حياتي..هذا كل ما في الأمر. ابتسم الرجل و قال: _ فيليز أيضا تفتقد كثيرا لهزان..فكما تعلم كلتاهما كانتا تسكنان معا و تذهبان و تجيئان معا..و نشأت بينهما صداقة قوية..تحدثت معها اليوم..كانت حزينة جدا لأن هزان لم تتواصل معها منذ أن سافرت..و الغريب أن هاتفها مغلق طوال الوقت. قطب أصلان جبينه و سأل: _ لماذا قد تفعل هزان شيئا كهذا؟ لماذا قد تغلق هاتفها و لا تتواصل حتى مع صديقتها المقربة؟ أيعقل بأنها تبقى هناك رغما عنها؟ أيعقل بأنهم زوجوها له غصبا؟ انتفض واقفا و راح يذرع الغرفة جيئة و ذهابا و هو يكرر نفس الأسئلة..أمسكه أبوه من يده و صاح به: _ هذا يكفي..توقف عن تعذيب نفسك و عن تأمل أمور لا وجود لها..استيقظ من هذا الوهم الذي تعيشه..هزان الآن امرأة متزوجة..و متزوجة من آغا..و أنت لا تعرف معنى هذه الكلمة لأنك لم تتربى في بيئة مماثلة..الآغا رجل قوي و صاحب نفوذ و له عشيرة تأتمر بأمره و تطيعه و تخوض حربا لأجله..مواجهته لن تكون سهلة أبدا..اياك أن تفكر حتى في الأمر..هزان تزوجت و انتهى الأمر..ثم لا تنسى..هي ليست هناك لوحدها..أمها و أختها معها..و لن يسمحان بأن يصيبها أي مكروه..لهذا اهدأ و أخرج من عقلك هذه الأفكار التي لن تنفعك بل ستعذبك فقط. صمت أصلان و لم يقل شيئا..لكن عقله كان مشغولا بالتفكير في مجرد الاحتمال بأن تكون هزان قد تزوجت بالإكراه.
في وان..أنهت العائلة تناول طعام العشاء في قصر الآغا ثم خرجت هزان الى الحديقة و جلست بالقرب من المسبح
Oups ! Cette image n'est pas conforme à nos directives de contenu. Afin de continuer la publication, veuillez la retirer ou mettre en ligne une autre image.
