• ❀ ❀ ❀ •
ربما الترصدُ الذي تحذره غير موجود، والأنظار التي هربتَ منها طويلاً لم تُلاحظكَ إطلاقاً، والنقدُ الذي لطالما خشيتَه ليس إلا صوت أفكارك إتجاه نفسك.. الحشود في رأسك خُدعة، لا أحد بالخارج..
◇ ◇ ◇
خطَت ليديا خطوتها الأولى لا شعورياً نحو المستودع تلتها خطوة أخرى حتى أصبحت في الداخل تقف مواجهةً الظلام الدامس في وكر الوحش، لا زال ضوء الليزر الأحمر مُثبتاً بين عيناها التي إغرورقَت بالدموع.. شعور أن حياتك بأكملها منذ أن ولدتَ إلى الآن بإمكانها أن تنتهي فقط بضغطة الزناد لأمرٌ مرعب، جعلها تسترجع كامل حياتها في رأسها تحاول أن تتذكر أمراً واحداً يثبتُ لها بأن حياتها كانت تستحق بأن تُعاش، وبأنها لم تعِشها بلا هدف، وبأنها أنجزت خلالها أموراً تدعو للفخر، وأهم ما أرادت التأكد منه هو بأنها إن رحلت فسيتم إفتقادها وتذكرها بالخير..
وإن كانت هذه نهايتها فهي لم تردها بأن تنتهي هكذا بموتها جبانةً رضخت تحت سيط الوضع الراهن من دون أن تقاتل من أجل الفرار بجلدها، لذا صرخت بأعلى صوتها مخاطبةً أياً كان من يستتر في الظلال..
"أيها الجبان إن كنت ستقتلني فعلى الأقل أظهِر نفسك من المكان الذي تختبئ فيه كالجُرذ!.. لترى وجه ضحيتِك الذي سيطاردكَ في نومك ويقظتك ولن يجعلك تهنئُ في قيامٍ أو قعود، لأنك تعلم يقيناً بأنني لم أقترف أي ذنب يجعلك تقتلني!!"
الصمت والصمت هو ما قابلها، والظلام هو كل ما يحيطها، صدى صوتها الذي تردد في الأرجاء جعلها تدرك بأن المكان الذي تتواجد فيه كبير وربما فارغ وليس مجرد مستودع صغير! فجأة إختفت النقطة الحمراء من على جبينها وما هي الا لحظات حتى سمعت صوت خطواتٍ من بعيد تقترب منها بشكلٍ ثابت، تلقائياً مدّت يدها إلى خصرها تأهباً إلى ما يلي، فخُطتها جرت كما خططت، فبدلاً من أن يقود المفترس الفريسة نحو الفخ ها هو المفترس بذاته يقترب نحو فخٍ صنعته، جرأة؟ جنون؟ كلا إنها غريزة البقاء السائدةُ على كل شيئ..
دارت حول نفسها كاللبؤة المتأهبة للهجوم تحاول رصد صوت المقترب منها، توقف الصوت عند نقطةٍ معينة ثم سمعت صوت نقرة واحدة قامت بإضاءة ضوء صغير في الحائط خفيف الإنارة حتى إتضحت لها الرؤية، كان رجلا طويلاً يلتحفُ بالسواد يقابلها بمنكبيه العريضين الظاهران من تحت معطفه الجلديّ، لم تتمكن من رؤية وجهه لأنه كان يضع قناعاً قماشياً ويوليها ظهره بحيث كان يُسند نفسه على طاولةٍ ما، بدا لها الأمر مبتذلاً بحيث كان يتوارى في غيهب الظلام في الداخل وعندما خرج لها منه خرج يضع قناعاً يُخفي وجهه ،كأنه بالأسود الذي يرتديه منسوبٌ لهذا الظلام الذي خرج منه كأنه ما خرج منه..
أنت تقرأ
The Ghost Heir|وريـثُ الشبـح
Romance"لم يحدث لأحدٍ بأن رأى الشبح، لا أحد حدثَ وقام بمقابلته أو يعلمُ كيف يبدو، كيف تبدو هيئته أو صوته، من أين هو مثلاً؟ ولِما يفعل كل ما يفعله.. لا أحد سواها هي! هي وحدها من إستطاعت لمسَ طيفهِ الذي يتسربُ من بين أصابع الجميع وقبضَت عليه لتجعلهُ ملموساً...