الفصــل الثالث|مُفاجئات غير مرغـوبة

515 50 127
                                    

• ❀ ❀ ❀ •

هنالك أُناس حضورهم مُريح ينعكسُ على أعيننا كضوءِ الشمس، والبعض الآخر مجالستهم أشبه بالجلوس على صَبارة غير مريح البتة، الإختلاف يُفسر بشيئين رئيسيين: إما الأرواح قبل الخليقةِ تآلفت وتآنستْ فتراكَ ترغبُ مجالسته وتوده، أو تنافرتْ وتضادتْ فعزَفتَ عن ق...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

هنالك أُناس حضورهم مُريح ينعكسُ على أعيننا كضوءِ الشمس، والبعض الآخر مجالستهم أشبه بالجلوس على صَبارة غير مريح البتة، الإختلاف يُفسر بشيئين رئيسيين: إما الأرواح قبل الخليقةِ تآلفت وتآنستْ فتراكَ ترغبُ مجالسته وتوده، أو تنافرتْ وتضادتْ فعزَفتَ عن قُربه أو حتى ذِكر إسمه.. لا يد لكَ بهذا، فتقرب ممن رغبت وإبتعد عمن كرهت..

◇ ◇ ◇

الثامن عشر من أغسطس-السبت|الخامسة مساءاً|لقاء روحيّ، مُريح، صَريح، بلسَماً لقلبٍ جريح:

كقِطَع أحجيةٍ مبعثرة إن جُّمّعت مع بعضها البعض جَسدت ضياعها، قِطعةٌ من الخوف وأخرى من الطمأنينة، قطعةٌ من الغموض وأخرى من الوضوح، الجمال والقُبح، كانت تجتمع فيها كل الصفات ونقيضاتها.. فهي في وِسط عاصفةٍ ذُهنية شديدة تحاول التفكير لإيجاد حَلٍ لمعضلتها، كانت تجلس كالدُميّة الخزفيّة المَسحوبةِ منها الروح على مقعد الحديقة العامة تنتظر حضور صديقتها إيفانا لتُحدثها عما حدث ليلة أمس..


كانت ليدياترتدي قميصاً أبيض صيفيّ وبنطال جينز أزرق وتفردُ شعرها على كتفيها، تحدق في السماء الصافيةِ بلا إنتباهٍ لما يحدث حولها من حركةٍ أو صوت، كأن الكون من حولها آخذٌ بالحركة والناس كُلٌ في أمره وهي تعتبرُ نفسها هامشاً في أحد الزوايا المنسيّة، وجودها وعدمهُ لا يؤثر قدرَ أنملةٍ على أي شيئٍ أو أحد، وهي لا تدري بأنها الكون بذاته وكل شيئٍ يجري حولها ويدور كالحَلقةِ على إنحناء خصرها، لو تعلم..

أعادها للواقع حضور صديقتها إيفانا التي حضرت رائحتها المميزة قبلها، كانت إيفانا نحيفة وأطول من ليديا، تمتلك شعراً فاحم طويل كسِتار الليل يصل إلى أسفل ظهرها، ترتدي نظارات طبيه، ووجهها نحيف شديد البياض، عيناها بُنيتان غامقتان وملامحها سَمِحه.. قابلتها بإبتسامة ثم عانقتها بشدةٍ بمرح..

"إشتقت إليكِ حد السماء لي لي"

إبتسمت ليديا لها بإمتنان وأجابتها بهدوءٍ لا يتناسب مع طاقة صديقتها المتحمسة..

"وأنا ايضاً إيف.."

إبتعدت إيفانا عن عناقها شاعرةً بأن صديقتها على ما لا يرام، نظرت إليها بعُقدة حاجبيها الكثيفين..

The Ghost Heir|وريـثُ الشبـححيث تعيش القصص. اكتشف الآن