"لم يحدث لأحدٍ بأن رأى الشبح، لا أحد حدثَ وقام بمقابلته أو يعلمُ كيف يبدو، كيف تبدو هيئته أو صوته، من أين هو مثلاً؟ ولِما يفعل كل ما يفعله..
لا أحد سواها هي! هي وحدها من إستطاعت لمسَ طيفهِ الذي يتسربُ من بين أصابع الجميع وقبضَت عليه لتجعلهُ ملموساً...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
يرونكِ إمرأه عادية وهم لا يعلمونَ بأنكِ في شريط حياتي كاملاً بأنكِ كنتِ أجمل مشهداً فيه، الذي شاهدتهُ مراراً وتكراراً حتى غفوتُ على قلبي.. ◇ ◇ ◇
الأول من أكتوبر|السابعة مساءاً-أمسية دافئه|لقاء ليسَ بالحُسبان، خلفهُ أمر من أمران، إما حَملٌ وديع أو حمَلٌ بقرونِ شيطان..
تناثرت قطرات المطر بهدوء ورِقه على النافذة المواربة للشارع كأنها تهمسُ في الآذان بأن فصلكُم المفضل على وصول، إستقبلوه بأيادٍ مفتوحة ولا تفتحوا مظلاتكم في وجهه، دعوه يغسل أرواحكم قبل أجسادكم ليُطهر كل حقدٍ أو شعورٍ حملتموه طيلةَ الصيف وأثقلكم، تحرروا منه، إمنحوا أنفسكم فرصةً أخرى، وإبدؤوا بداياتٍ جديدة علها تكون صائِبه هذه المرة..
هل من السهل أن نمنح أنفسنا فرصةً أخرى؟ فكرت ليديا بهذا وهي تراقب قطرات المطر التي تصطدم بالنافذة الكبيرة للمطعم التي تطلُ على الشارع، كانت تمرر سبابتها حول كأس مشروبها بشرود وسط غمغمات المحيطين بها والأصوات المتداخله، كانت ليديا مُلفته بطريقة جميلة ترتدي معطفاً زيتونياً طويل وبنطالاً أسود اللون، ووضعت بأذنيها قرطين ذهبيين وإكتفت بإسدال شعرها على ظهرها، مع بعض المساحيق التجميلية على وجهها لتُبرز ملامحها..
"أين شردتِ ليديا؟"
جذب إنتباهها سؤال زميلتها في العمل إيملي التي جاءت هي وكل طاقم التعليم من المدرسة ليُقيموا حفلة عيد مولد لزميلتهم لينا، إبتسمت ليديا بخفه وإستدركت..
"أعتذر عن ماذا كنتم تتحدثون؟"
صرخت إميلي بحماسةٍ واضحة وهي تنظر إلى صاحبة العيد لينا وهتفت بأعينٍ مُلتمعه..
"كنا نقول بأن لينا في كل عيد مولدٍ لها تقوم بصبغ شعرها وإرتداء عقد ذكرى زواجها لتفتنَ زوجها به"
تعالت الضحكات من زميلاتها حول الطاولة وتابعت إيملي وهي ترمق لينا بنظرة لعوبه..
