"لم يحدث لأحدٍ بأن رأى الشبح، لا أحد حدثَ وقام بمقابلته أو يعلمُ كيف يبدو، كيف تبدو هيئته أو صوته، من أين هو مثلاً؟ ولِما يفعل كل ما يفعله..
لا أحد سواها هي! هي وحدها من إستطاعت لمسَ طيفهِ الذي يتسربُ من بين أصابع الجميع وقبضَت عليه لتجعلهُ ملموساً...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
"واحد إثنان ثلاثة نحنُ الآن على البث المباشر!"
عدّلت المذيعة من جلستها وعقدت كفيها بطريقةٍ رسميه، ثم وجهت أنظارها نحو عدسه الكاميرا وبدأت تقرأ النشرة التي تظهر امامها على الشاشة..
"أعزائي السيدات والسادة أهلاً بكم، عدنا إليكم مجدداً في نشرة أخبار جديدة من الساعة السادسة بتوقيت غرينتش، وها هي أبرز العناوين.."
ظهر التقرير المصحوب بالموسيقى الإعلامية على الشاشة فيما تابعت المذيعة بعد أن أخذت شهيقاً ثم أردفت..
"إزدياد عدد البلاغات عن عدة مواطنين فُقد أثرهم خلال الأسابيع القليلة السابقة، فيما عقبت هيئةُ الشرطة ونبهت من أخذ الحذر وعدم التجوال بشكلٍ فرديّ في أماكن مشبوهة خاصةً في ساعات المساء، ووجهت أيضاً أصابع الإتهام نحو المدعو الشبح الذي قام بعدة سلاسل إجراميه من دون أن يترك خلفه أثراً يُذكر، سوى العلامة المميزه التي يتركُها على كل من ضحاياه وهي علامة إكس خلف كلٍ من أعناقهم، أما الخبر الثاني يتناول قضيةَ الـ--"
إنقطع بثُ القناة فجأةً بحيث صدر صوت تشويش بداخل الأستوديو موقفاً النشرة الإخبارية، تبعثر الوسط في الأستوديو فيما كان فريق التصوير والتقنيين يحاولون إيجاد المشكلة والمُسبب في ذلك، حتى إنتشرَ صوتٌ مُعدل رقمياً وظهرت صورةٌ لمُقنع يلتحفُ بالسواد ويرتدي قفازاتٍ جلديه ويضعُ قناعاً أحمر من فيلم الصرخه أعلاه قرنيّ شيطان، وجعلهم يتوقفون عن كل ما كانوا يفعلونه، توجهت أنظار من في الاستوديو إلى الشاشه بقلق وأعصاب متوترة، من هذا؟!..
"أعتذر عن المقاطعة جولز لكن كان لا بُد لي من الخروج لتصحيح بعض المفهومات الخاطئة عني.."
وضحكَ ضحكةً قصيرة بثَت الخوف في قلوب المستمعين بالأخص قلب المذيعة جولز التي شعرت بأنها مُستقصدة لأنها الوجه الإعلامي لهذه النشرة..
"مرحباً يا سكان فيلادلفيا، ربما هذه أول مرة أخرجُ بشكلٍ علنيّ هكذا على الشاشات.. بلا شك لقد سمعتُم عني ولو لمرة واحدة في حياتكم، وإن لم يكن من خلال التقارير الموثوقة التي تَصدرُ عني أو من خلال مؤسساتي الرسميه، فإنكم قد سمعتم عني من خلال نشرات الأخبار الكاذبه التي تتناقلها وسائل الإعلام والقنوات الفضائيه وبالأخص من هذه القناة التي تلفقُ عني وتلصقُ بي تُهم أنا بريئٌ منها.."
