• ❀ ❀ ❀ •
يُرهقك كمُ الكلام الذي يُثقل جوفك يُصاحبكَ أينما ذهبت، لا يمكنكَ التخلص منه إلا إذا حررته من داخلك وتفوهت به وسمحتَ له بمغادرتك ،وسمحتَ أيضاً بتعريةِ ذاتك، من مخاوفها، وأفكارها الدفينة والمكبوتةِ التي تُعبر عن حقيقتكَ الخالِصه.. يُخيفكَ أيضاً إنبلاجُ كل هذا وخروجه عن السيطره ،خروجه على السطح ليكون أمراً سهلاً للإلتقاط والنقد، كالعلكةِ التي تُمضغ في أفواه الوضيعين..
◇ ◇ ◇
الثاني والعشرون من أغسطس|تحاور الشريكين- الثالثة والنصف|تنازلٌ عن بعض القواعد، أمسَت الجميلةُ تؤثرُ على قراراتي بشكلٍ متزايد، لطالما كنتُ أنا صاحبَ قراراتي وكنتُ أنا القائد، لكنني في حضرتها شخصٌ مُطيع لا قول لي وأمرها عليّ هو السائد..
كان يعلم أن حِفظَ ماء الوجه أفضلُ من فقد دم الفؤاد، لذا كان مُستغنياً عن الناس ولا يطمح للقرب من أحدهم إلا لحاجةٍ قُصوى، لكنه قرر المجازفه ففؤاده كل مرةٍ يتوقُ إلى رؤية عيناها القهوائيتيّن الواسعتين ففيهما شيىٌ يخصُه، شيئٌ ينتمي إلى ظلام روحه رغم كونها إمرأةٌ مُشرقةٌ كالشمس، لكنه كان ينتظر، ينتظر من بعيد بين الظلال ثم تقاطعت سُبلهما وعندها شاءت الأقدار وقرر الظهور ظهر، ألا أنه لا زال ينتظر، ينتظر إلى أن تسمح هي بحدوث الأمر وتحويل العبث إلى معجزة..
سار نحوها بخطواتٍ سريعة لكي يكون على مقربةٍ منها بعدما ألقت على مسامعهِ جملتها الغاضبة تلك معبرةً عن إنهاءها لصفقتهما ولمساعدته حتى قبل أن تبدأ، لم يفهم سبب غضبها أو لما هي ثائرةٌ لهذا الحد، هي من جنس النساء فمن البديهيّ جداً أن لا يفعل! لكنه بالطبع لن يتركها طُعماً سهلاً لإيغور وأعوانه ويتركها تسير لوحدها هكذا في الشارع، كما لم يفعل من قبل..إيغور بالطبع لن يتجرأ على الحَوْم حولها بعد ليلة أمس لكن هذا من باب الإحتياط وحفاظاً على سلامتها، مع أن ما قاله إيغور ليلة أمس حين سأله عن الرجل الذي كان يتتبع ليديا منذ أيام بإن كان يخصه وأجابهُ بالنفيّ أقلقَه، رغم أنه ليس بالضرورة أن يكون إيغور صادقاً فالرجال أمثاله يحبون الإعتزاز بكبريائهم وتلميع ألقابهم بأنهم نافذين في العالم وليسوا بحاجة لإرسال عدة رجال من أجل تحقيق غايةٍ واحدة، لكن رجلٌ حاد الفكر كجي لن يترك هذا الأمر يمر مرور الكرام، فالمعلمه أصبحت تحت مسؤوليته منذ الآن وصاعداً بعد أن أدلت بموافقتها..
أنت تقرأ
The Ghost Heir|وريـثُ الشبـح
Romance"لم يحدث لأحدٍ بأن رأى الشبح، لا أحد حدثَ وقام بمقابلته أو يعلمُ كيف يبدو، كيف تبدو هيئته أو صوته، من أين هو مثلاً؟ ولِما يفعل كل ما يفعله.. لا أحد سواها هي! هي وحدها من إستطاعت لمسَ طيفهِ الذي يتسربُ من بين أصابع الجميع وقبضَت عليه لتجعلهُ ملموساً...