الفصـل الثامن|اللعنـةُ الحَمـراء

412 34 410
                                    

• ❀ ❀ ❀ •

شخصٌ واحد يأتي ليعبثَ برتابةِ حياتِك كلها ومن ثم لا شيئ يعود ابداً كما كان، يأتي ليقتحمَ أحلامك، ذهنك، وقتكَ ويحتلك كُلك، تشعرُ به يهمسُ في أذنك، تشعرُ بوجوده حولك رغم غيابه، تشعر بإقامته الدائمة في حواسك تارةً يشعلها وتارةً أخرى يُخمدها

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

شخصٌ واحد يأتي ليعبثَ برتابةِ حياتِك كلها ومن ثم لا شيئ يعود ابداً كما كان، يأتي ليقتحمَ أحلامك، ذهنك، وقتكَ ويحتلك كُلك، تشعرُ به يهمسُ في أذنك، تشعرُ بوجوده حولك رغم غيابه، تشعر بإقامته الدائمة في حواسك تارةً يشعلها وتارةً أخرى يُخمدها..

وأنت تفتحُ يداكَ بإتساع مُرحباً بهذا الإحتلال، إما حتى يحتضنك ويبادلك شعورك بالرضى والقبول لإحتلاله أرضك، وإما حتى يصلُبكَ على مذبح العشق لشعورٍ لا سلطةَ لك عليه..

إما مُحتَل أو خائنٌ لشعورك.

◇ ◇ ◇

الثالث من سبتمبر| العاشرة مساءاً-ليله حارة مليئه بالخبايا| ليلة في طياتها أسرارٌ تُحاك من خلف ظهور الكثيرين، وأمورٍ خطيره تجري كالنَهر من تحتِ أقدام الغافلين، وصلواتٍ تُتلى لتحوطَ قلوب المحبوبين النائمين..

أصوات، همسات، خطوات، رَعشـه على طول النخاع، وكابوسٌ آخر، تشعرُ بأنها ليست وحدها في المنزل، كانت تأتيها تهيؤات كهذه سابقاً بوجود والدها لكنها لم تكن تخشاها أو تُعرها إنتباهاً، أما بعد رحيله باتت تشعرُ بأنها بصُحبةِ شبحٍ ما، روحٍ ما تجوب غرفتها، تتسللُ إليها، تعبثُ في إستقرارها وتوازنها، تهمسُ في أذنها بكلماتٍ تتردد في ذاكرتها..
"أنا الذي ستُحبينني يوماً ما، أنا لن أترككِ أبداً كما فعلوا" وكانت هذه آخر جملة تسمعها في حلُمها الذي بات يتكرر حتى تسيقظ منه مفزوعة من نومها تتصببُ عرقاً، وتشعر بحلقها جاف لسببٍ جهلته، ثم تستيقظ وتُغلق نافذة غرفتها المواربة التي تُدخل الرياح العابثة وربما الأرواح الملعونة..

حدثَتْ أكثر من شخص عن حالتها وأخبروها بأنها تتوهم، وفي أحد المرات جعلت إيف تبيتُ عندها ولم يأتيهما نوم وقتها طيلة الليل، وهما تنتظران
حدوث أي شيئ غريب خارجٍ عن المألوف، ألا أنه لم يحدث شيئٌ قط مما ذكرت..

لكنهُ مرةً في أحد الليالي الصيفيةِ الحارة، بينما كانت مُستلقيةً على سريرها بملابس نومها الخفيفة مأخوذةً بأفكارها الكثيرة سمعت صوتاً ما في الطابق السُفليّ، صوت خطواتٍ خفيفة وكركبه، إرتعبَت لكنها في ذات الوقت لكي تُثبت لمن قال بأنها مُتوهمه وتُثبتَ لنفسها أولاً تحلَت بالشجاعة ثم إستقامت من سريرها تاركةً قلقها وجُبنها مُتدثران في السرير، إرتدت ملابسها على عجل، وفتحت باب غرفتها وخرجت لكي تتفقد أمر الصوت وتُطمئن نفسها بأنه ليس من نسجِ خيالها، سارت على أطراف أصابعها وحملت بيدها سكيناً باتت تُخبئه تحت وسادتها منذ مدة تحسُباً إن دخل شخص ما إليها..

The Ghost Heir|وريـثُ الشبـححيث تعيش القصص. اكتشف الآن