• ❀ ❀ ❀ •
إني أرى نفسي معها، باننٍ حياتي معها، حولنا أطفال يكبرُ الأطفال يرحلون في مرحلةٍ ما، لنعود لوحدنا مجدداً، نشيبُ معاً، نموتُ معاً ونُدفَن تحت سبعة أمتارٍ في الأرض معاً، معاً حتى إنطفاء آخر كويكبٍ في السماء، حتى تُبعث الخلائق من جديد، لأحيى وأعود للبحث عنها من جديد..
◇ ◇ ◇التاسع من سبتمبر|الثامنة مساءاً-قصر أبواق الملائكه|أبيض جميل، أبيض ساطِع ومُثير، أبيض لعوبٌ وطويل، من شدة كمالهِ تشكُ بأن النقصَ فيك وأن عيبهُ مجرد شيئ ضئيل، لكن ما شدةُ سطوعهِ إلا عمىً مؤقت تزيدُ فوقَ الضلالَ تضليل..
ترجلت من السيارة التي أقلتها من منزلها إلى القصر الذي تُقام فيه الحفلة التنكرية، بكلمات أخرى إلى "مهمتها الأولى"، لم ترى وجه السائق الذي يُقلها لأنه كان بينها وبين المقعد الأمامي حاجز زجاجيّ، بقيت متوترة طيلة الطريق الذي كان الصمتُ مُخيمٌ عليه ألا أن جي بقي يحادثها من حينٍ إلى آخر عبر السماعة الصغيرة التي تضعها في أُذنها، فكانت تستمع إلى كلامه وتعليماته حتى وصلت بخيرٍ إلى المكان المطلوب..
وقفت مشدوهة الملامح على بضع أمتار من البوابةٍ الرُخامية الضخمه للقصر الذي يبدو كالقِلاع التاريخيه، الطريق إلى الداخل كان مفروشاً ببساطٍ أحمر يمتد على سلالم بيضاء، وعلى جانبيّ البوابة كان يقفان رجليّ أمنٍ ضخمين يقومان بفحص دعوات الحضور.. كانت كأنها في عالمٍ موازٍ تماماً لا يشبه العالم الذي تعرفه! ثبتت قناعها التنكريّ على عيناها وشدّت معطفها الطويل إلى جسدها فالطقس كانَ بارداً في الخارج وما إرتدتهُ في الدقيقة التسعون من مجيئها كان كاشفاً ولا يساعد البته، سارَت بخطواتٍ ثابته متجاهلةً التوتر الذي ينخرُ في عظامها فهي لم تأتِ إلى هنا لتفشل أو تخاف، وهي درست الشخصية التي عليها أن تكونها مئات المرات فليس عليها الشعور بالخوف..
صعدت نحو الأعلى بكعبها الأبيض الطويل على الطريق المُعبدة بالبساط لتقف أخيراً خلف الدور الصغير للحضور المُترَف المُلفِت لتنتظر دورها في الكشف عن هويتها، بدأ الدور بالتقدم حتى جاء دورها فتناولت من محفظتها الذهبية التي تلائمُ فستانها الرمليّ كريميّ اللون بطاقة دعوتها التي يندرج أسفلها رمز باركود، وقالت بصوتٍ مُغنج -كما تدربت- أقرفها من الداخل..
أنت تقرأ
The Ghost Heir|وريـثُ الشبـح
Romance"لم يحدث لأحدٍ بأن رأى الشبح، لا أحد حدثَ وقام بمقابلته أو يعلمُ كيف يبدو، كيف تبدو هيئته أو صوته، من أين هو مثلاً؟ ولِما يفعل كل ما يفعله.. لا أحد سواها هي! هي وحدها من إستطاعت لمسَ طيفهِ الذي يتسربُ من بين أصابع الجميع وقبضَت عليه لتجعلهُ ملموساً...