• ❀ ❀ ❀ •
العشرون من سبتمبر|السابعة والخمس صباحاً- داخل منزلها|مقامات الموسيقى سَبع ثامنُها صوتها..
هنالك صباح عندما تستيقظُ منه تعلم بأنه مختلف غير بقيةِ الصباحات، هنالك شعاعُ شمسٍ دافئ يتوهج بداخل غرفتك ويسقط عابثاً بجفونك فتشعر بأن يومكَ سيكون مميزاً، حتى الهواء البارد صباحاً الذي كنتَ تكرهه تصير تحب تنفسه وجعله يلفح وجهكَ ويوقظ نعاسَك، صباحات لذيذة مُنعشه للحواس..
إستيقظت ليديا في ميعاد إستيقاظها لدوامها إلى المدرسة وهي تشعر بالنشاط والراحة من نومها المتواصل لليلةِ السابقة، فلم تراودها الكوابيس، ولم تكن قلِقه من أن يتسلل متعقبٌ ما إلى منزلها، فهنالك رجلٌ يطرد المتعقبينَ والشياطين يحرس منزلها في الأسفل، شيطانٌ خطير ذو وجه ملائكيّ يثير الحنق! إبتسمت لهذه الفكرة الجنونيه، فكيف إنتهى بها الأمر تنام هي ورجلٌ لا تعلم الكثير عنه سوى ما يُظهره لها من حُسن معاملة تحت سقفٍ واحد؟ لا يفصل بينهما سوى طابقٍ واحد، عدةُ سلالم وأمتار؟ لكن الكثير من المشاعر كانت تربطُ بينهما بحبلٍ خفيّ متين لم يدرك أهميته أيٌ منهما بعد، والبرهان على ذلك بأنه مهما إمتدت بينهما مدةُ اللقاءات أو قلَ تواصلهما لأسبابٍ تخصه يعود كلاهما إلى الآخر شعورياً من دون وعيّ..
تجهزت وإرتدت قميصاً أبيض صوفيّ خفيف مخطط بخطوط حمراء، أسفله إرتدت بنطال جينز داكن فضفاض تاركةً شعرها مرفوعاً للأعلى، وإكتفت ببعض المكياج الخفيف ورشت عطرها برائحة بذور الشيا والزهور، وقبل أن تلتفت خارجةً إلى الأسفل إبتسمت لإنعكاسها في المرآه إبتسامةً واسعه مُتغنية بإشراق وجمال وجهها لهذا الصباح، إصطحبت معها حقيبتها الحمراء الصغيرة وإستلت قلبها معها على عجل لمقابلةِ الرجل الوحيد الذي إهتمت بهيئتها أكثر قليلاً لتكون أمامه أنيقه وآسِرة، لتحصل منه على النظرات التي تُنبت لها أجنحة فراشات وتجعلها تُحلق بين السُحب..
غزَت أنفها رائحة طعام كلما كانت تقترب نحو الطابق السُفليّ، وسمعت صوت أطباق وكؤوس وصوت أغنية متوسطة الصوت تملئ المطبخ، توقفت عند الباب من دون أن تدخل وأخذت تراقب هيئة الرجل الذي لم تعلم منذ متى بدأت تُرخي دفاعاتها أمامه وتسمح لنفسها بعدم صده في كل فرصة، كان يولي ظهره العاري لها من دون قميص الذي بدى عضلياً وموشوماً بجناحيّ ملاك أعلى كتفيه، وبعض الأشكال والجُمل بخط صغير جداً لم تستطع قراءتها، كان مشغولاً بتحريك أقراص البيض في المقلاة ويغني مع كلمات الأغنية المنبعثة من هاتفه، شدت ليديا أصابعها حول الحقيبة وبدأ قلبها ينبض بشدة بين ضلوعها مثيراً إزدياد وتيرة تنفسها، خشيت حتى بأن يتمكن جي من سماع صوت نبضها فرؤية رجل يطبخ بجسد رياضيّ تثيرُ لديها شيئٌ ما، خاصةً إن كان رجلاً تملك ناحيته مودةً ما..
أنت تقرأ
The Ghost Heir|وريـثُ الشبـح
Romance"لم يحدث لأحدٍ بأن رأى الشبح، لا أحد حدثَ وقام بمقابلته أو يعلمُ كيف يبدو، كيف تبدو هيئته أو صوته، من أين هو مثلاً؟ ولِما يفعل كل ما يفعله.. لا أحد سواها هي! هي وحدها من إستطاعت لمسَ طيفهِ الذي يتسربُ من بين أصابع الجميع وقبضَت عليه لتجعلهُ ملموساً...