الفصـل الحادي عشَر|فتاةُ الضوء تنطفئ

401 37 187
                                    

• ❀ ❀ ❀ •

مُخيف جداً أنه يوجد مرة أخيرة لكل شيئلآخر لقاءآخر كلمةآخر مرة تقرر فيها أن تلتفتَ خلفك وتمضي قدماًآخر مرة تحاول فيهاآخر مرة تتوقف فيها عن حب شخصٍ ماآخر مرة تكون فيها طفلاً لتدخل عالم الكبارهناك مرة أخيرة قبل أي غيابٍ أو إنفجار

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

مُخيف جداً أنه يوجد مرة أخيرة لكل شيئ
لآخر لقاء
آخر كلمة
آخر مرة تقرر فيها أن تلتفتَ خلفك وتمضي قدماً
آخر مرة تحاول فيها
آخر مرة تتوقف فيها عن حب شخصٍ ما
آخر مرة تكون فيها طفلاً لتدخل عالم الكبار
هناك مرة أخيرة قبل أي غيابٍ أو إنفجار..
◇ ◇ ◇

التاسع عشر من سبتمبر-الحادية عشر صباحاً| بعد مرور عشر أيام|الحُب بأن أداوي جرحكَ بينما أنا مُصاب، وأقفُ محارباً مخاوفكَ رغم أني أهاب، وأذكركَ بالخير دائماً حتى بعد أن تعود لتراب..

كفراشةٍ ذات أجنحةٍ خلابه ومُلفته ترى كل شيئ جميل لكنها لا تستطيع رؤية جمالها، ففراشتنا اليوم لم تكُن مُلونه وزاهِية كعادتها بفساتينها الصيفية التي تحبها، بل كانت شاحبه بعض الشيئ وتلتحفُ بالسواد لذكرى مؤلمه مرت قبل بضع سنوات وتصادف هذا اليوم، الأمرُ أشبه بأنها محتجزة في ذاك اليوم الذي من دون أن تدرك بأن كل أحداث حياتها، وإنفعالاتها، وإتخاذها لبعض القرارات، كل شيئ يدور حوله..

كانت كالفراشةِ المحتجزة بداخل وعاءٍ زجاجيّ، كلما ظنَت بأن الحرية أمامها وطارت لتنالها حتى إرتطمت بالوعاء، مراراً وتكراراً لتستسلم منزويةً على نفسها حتى أتعبتها المحاولة وإستنزفتها، متناسيةً بأن لها أجنحه لو رفرفت بها قليلاً لأحدثت عاصفة قوية فتُحطم الزجاج وتنتزعَ حريتها من بين براثن الخوف، فأثر الفراشة لا يُرى أثر الفراشة لا يزول..

صوت صفير الرياح الباردة كان يعبثُ في كل ما يدعي الثبات، أوراق الشجر المتشبثةِ بالأغصان تسقطُ لتجف وتيبس معبِدةً الطرقات باللون البرتقاليّ، الطيور تترك أعشاشها وتهاجر إلى مناطق تتسمُ بالدفئ في هذه الفترة من العام، والشمس كانت تعلنُ حالة حداد فتأوي إلى نفسها وتختبئ خلف السحابات، وإن حاولت إستعادة مجدها في السطوع جاءت الغيوم لتسُد عليها الأفق فتبعدُها عن الأرض، وتبقى اللعبة في هذا الفصل بين الشمس والغيوم والرياح بين كَرٍ وفر..

كذلك كانت ليديا بمزاج وحالة غائمه اليوم، ترتدي قميصاً قاتماً مع تنورة سوداء واسعة وتحتها سروال شيفون أسود يُظهر ساقيها، منتعلةً حذاءاً أحمر جلديّ كأحذية الدُمى، كانت تسير بشرود ذهن وأوراق الخريف تُسحق تحت حذاءها الساطع مصدرةً صوت خشخشه كاسرةً سكون الطريق إلى وجهتها حيث يمكثُ والدها.. فالمرء مهما إبتعد أو أخذته الدروب الطويلة مصيرهُ أن يعود إلى كنفِ عائلته، رغم كونهم المتسببَ الأعظم في أغلب حالاته النفسية وتمزقاته، لكن بعض الجروح لا تلتئم إلا مع جروحٍ تشابهها ومع أناسٍ يتقاسمون ذات الوجع..

The Ghost Heir|وريـثُ الشبـححيث تعيش القصص. اكتشف الآن