أنا بعدكِ بخير
لم يتحول قلبي إلى مضخة تافهة لأنكِ غادرته
ووجهكِ لم يعد قِبلته وصار بإمكانه أن يتجه حيث شاء
دمي بخير مذ كفّ عن حملكِ والجريان بك في كل أنحاء جسدي
شرايني لا تسأل عنكِ حين يعبرها دمي ولستِ فيه
وخلاياي لم تقل لدمي : لستُ بحاجة لأوكسجينكَ هذا ... آتِني بها لأتنفس
الشهيق بعدكِ ليس محاولة غبية للاستمرار على قيد الحياة
والزفير ليس حاراً كما تعتقدين فلم يحرقني جمر رحيلكِ
.
.أنا بعدكِ بخير
أستطيع أن أعدّ إلى العشرة دون أن أستعين بأصابعكِ
وأستطيع أن أعدّ إلى المئة دون أن أستعين برمشيك ِ
وأستطيع أن أعدّ إلى الألف دون أن أستعين بشعرك ِ!
وأستطيع أن أعدّ إلى المليون دون أن أغشّ عن نبضات قلبك ِ
كما ترين أنا أتدبر أموري دونكِ
.
.أنا بعدكِ بخير
أُميّز بين النهار والليل فليست حياتي كلها ليل دونكِ
الأمر يسير وليس كما كنتُ أظن
النهار ليس حين يُشرق وجهكِ وإن أشرق منتصف الليل
والليل ليس حين تودعيني وإن ودعتِني عند الظهيرة
عادت أوقاتي إلى رشدها
الدقيقة معكِ كالدقيقةِ دونكِ
الدقيقة معكِ ستون ثانية والدقيقة دونكِ ليست ستين وجعاً
الساعاتُ لا تحتاجكِ معي لتمضي بسرعة
.
.أنا بعدكِ بخير
فصولي أربعة
خريفي أسقط كل أوراقي فلا تحسبي أن ما عرّاني هو غيابك
وشتائي لا يحتاجكِ ليصير صيفاً في ثانية !
وربيعي ليس ضحتكِ
وفي الصيف أتدبر أمر سنابلي وحدي دون الحاجة لتحصدني نظراتك ِ
.
.أنا بعدكِ بخير
قهوتي مُرّة ويمكن الاستعاضة عنكِ وتحليتها بشيء من السّكر
الجروح في يدي تشفى دون أن تمرري أصابعكِ عليها
وقطعة الشوكولا حلوة وإن لم تلمس شفتيكِ كما اعتدتُ أن آكلها بعد أن تأخذي منها القضمة الأولى
حتى ساعتي انضبطت على فراقكِ فلم تعد تُقدّم ولا تُؤخر فكما تعلمين كان كل شيء بي يسكر من رائحتك ِ
.
.أنا لا أفتقدكِ
لا أحتاج أن يخرج اسمي من فمكِ لأقتنع أنه يخصّني
ولا أحتاج يدكِ في يدي لأقتنع أنها لي
ولا أحتاج أن أقول لكِ أحبكِ لأقتنع أني لستُ أبكماً
ولا أحتاج أن أكتب اسمكِ في مطلع الرسائل لأقتنع أني لستُ أمياً
.
.أنا لا أشتاقكِ
لا أشتاق لأن تمسكي يدي في الطريق وتقوديني كالضريرِ حيثُ شئتِ
لا أشتاق لتعقدي لي أزرار قميصي
لا أشتاق لصوتكِ
لا أشتاق للغمازة على خدكِ
لا أشتاق لعطرك
لا أشتاق لأصابعك ترسم حدود وجهي وتعلنني دولة مستقلة عاصمتها أنتِ
.
.
الحمقى الذين جاؤوا قالوا قبلنا : " يخلق من الشبه أربعين "
وأنا أسامحهم بتسع وثلاثين امرأة يشبهنَكِ
وابحث عن امرأة واحدة تشبهكِ لأقنع نفسي أن جنوني بكِ ليس مبرراً
أطوف الأرض بحثاً عن نسخة ثانية لكِ ولو كانت مُقلدة فلا أجد
.
.تعالي أصدُقكِ القول
أنا حين أقول لا أحبك ِ... فإني أحبكِ
وحين أقول لا أشتاقك ِ... فإني أشتاقكِِ
وحين أقول لا أفتقدك ِ... فإني أفتقدكِ
أنت تقرأ
حديث الصباح
Romanceالعشرة الطويلة لا تصنع الصداقات منذ الاف السنين والأخشاب ترافق المناشير والمناجل ترافق السنابل لم يكن المنشار يوما صديقا للأخشاب ولم يكن المنجل يوماً رفيقاً للسنابل وهكذا بعض الذين تعاشرهم مناجل ومناشير ولكن السنابل بقيت تعطي القمح والأخشاب ا...