سٲل عمر بن الخطاب عن رجل ما إذا كان أحد يعرفه
فقام رجل وقال : أنا أعرفه يا أمير المؤمنين
فقال عمر: لعلك جاره ، فالجار أعلم الناس بجاره ، بری طبائعه ويخبر أخلاقه
فقال الرجل : لا يا أمير المؤمنين
فقال عمر: لعلك رافقته في سفر ، ففي الأسفار تتبدى الطباع ، وتظهر الأخلاق
فقال الرجل : لا يا أمير المؤمنين
فقال عمر : لعلك تاجرت معه وعاملته بالدرهم والدينار ، فعند الدراهم والدنانير يعرف أبناء الدنيا من أبناء الآخرة
فقال : لا يا أمير المؤمنين
فقال عمر : لعلك رأيته في المسجد يهز رأسه قائما وقاعداً
فقال الرجل : أجل يا أمير المؤمنين
فقال عمر : اجلس فإنك لا تعرفه2
كان ابن الخطاب يُحذرنا منذ 1400 سنة عن ظاهرة نعيشها اليوم لقد كثُر دين المظاهر
وقلّت مظاهر الدين!
نحن الذين كان من المفترض أن نتخذ السواك سُنة فاتخذناه مِسناً
نشحذ فيه أسناننا لنأكل لحوم بعض!
نحن الذين إذا أردنا أن نطيل أيدينا أطلنا لحانا فحولناها في عيون الناس وعقولهم من سُنة إلى متراس يختبئ خلفها لصوص کثُر
نحن الذين نبني المساجد التي تتسع للآلاف وفي صلاة الفجر لا يكتمل الصف الأول!
نحن الذين نشتري صحيح البخاري لأن منظره في المكتبة يوحي بأن أحدنا حبر الأمة
وحبذا لو كان «فتح الباري شرح صحيح البخاري، فقد جعل ابن حجر عدد الكتب أكثر!
نحن الذين نحج لنكتب اللقب على لافتة البقالة فيعرف الناس أن هذا المحل يخص الصادق الأمين
نحن الذين نكتب عن الحب ونكره كل من حولنا
نحن الذين نريد العدل ونظلم كل من تحت أيدينا
نحن الذين نكتب عن زوجاتنا في مواقع التواصل كأننا مجنون ليلى
ونعاملهن في البيوت كأننا أبو جهل
نحن الذين نُظهر عكس ما نُبطن
وهذا ليس إلا تعريفاً مقتضبا للنفاق!3
لطالما آمنتُ أن الكفر الصريح أفضل من الإيمان الكاذب! وفي
كليهما شر!
والإيمان ما وقر في القلب وصدّقه العمل
نريد ديناً يترك أثراً في سلوكنا
نريد أن يلحظ الناس الفرق بين المعلم المتدين وغير المتدين
بين التاجر المتدين وغير المتدين
بين الزوج المتدين وغير المتدين
بين الزوجة المتدينة وغير المتدينة
مصيبة أن لا يكون لنا من حجنا إلا المسابح وسجاجيد الصلاة ووجبات البيك
مصيبة أن لا يكون لنا من صيامنا إلا الجلاب والتمر هندي وباب الحارة
مصيبة أن تكون صلاتنا رياضة وتحريكا للمفاصل ونحن نتلو
{تنهى عن الفحشاء والمنكر} ولا ننتهي
الدين الذي حول رعاة الغتم لقادة أمم في سنوات قليلة ما زال أمامها علم الاجتماع مُصابا بالذهول قادر أن يفعل بنا ما فعل بهم
ولكنهم أسلموا أنفسهم لله
أحبوا ما أحب وكرهوا ما کره
عبدوه كما أراد
وجاؤوه من حيث أمر
أنت تقرأ
حديث الصباح
Romanceالعشرة الطويلة لا تصنع الصداقات منذ الاف السنين والأخشاب ترافق المناشير والمناجل ترافق السنابل لم يكن المنشار يوما صديقا للأخشاب ولم يكن المنجل يوماً رفيقاً للسنابل وهكذا بعض الذين تعاشرهم مناجل ومناشير ولكن السنابل بقيت تعطي القمح والأخشاب ا...