1
هذه آخر رسائلي إليكِ
ولم أكن أتوقع أن أجلس يوماً لأكتب لكِ رسالة أخيرة
لقد أردتك للعمر كله ولكنها الحياة يا حلوة
قاتلت بشرف لتكوني لي ولكن الشرفاء أيضأ يخسرون معاركهم !
أتركك الأن وأمضي کجيش مهزوم لم يعد لديه شيء يقاتل من أجله2
قلت لي يوماً : لن تُفلت مني
وها أنا اليوم جئت لأفلت
لا تحسبي أني بهذا أربح المعركة
ماذا سأفعل بنصر لستِ فيه
كل نصرٍ لستِ فيه هزيمة مهما حاولت أن أقنع نفسي أنه ليس
كتلك
بعضُ الانتصارات لها طعم الهزائم یا حلوة
هكذا هي معارك الحب!
كلانا خاسر
وليس غير الله يجعل خسارتي لكِ نصراً
3
دعيني أسالكِ للمرة الأخيرة : كيف حالك؟
كيف حال العسلي في عينيكِ أما زال فاتناً كأخر مرة رأيتكِ فيها
كيف هو الكحل على جفنيكِ أما زال له تأثير البنج فقد كنت أتخدرُ كلما رأيته يحيط بعينيكِ
كيف هو الثلج الأبيض في خديكِ أما زال ناعماً كآخر مرة مررت أصابعي عليه
كيف هو القرنفل الأحمر في شفتيكِ أما زال دافئاً كأخر عهدي به
كيف حاجبيكِ أما زالا أنيقين كما كانا دوماً
وكيف هي الشامة الصغيرة عند شفتك السفلى أما زالت فاتنة كما كانت دوما
وكيف هي الخدوش الصغيرة في بديكِ ؟
أتذكرين كيف كنت أقبلكِ منها لتشفي
وكيف أنتِ
أنتِ كلك كيف؟
4
قسما بالله أحبكِ
وقسما بالله أنه ليس في قلبي أحد أكبر منكِ إلا الله
وإني الآن أعتقكِ مني لله
وأعتق نفسي منكِ لله
ويشهد الله أني إذ أنزعكِ مني كأن ملك الموت عند رأسي ينزع5
كان كل شيء بريئا
لم يكن فيكِ شيء من زليخة
ولكني لستُ بطهر يوسف
وأخشى أن تجتمع الصغائر علي فتصير كبيرة
فاعتقيني لوجه الله وأرحلي
هبیني له
كما أنا الآن أهبكِ له
ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيراً منه
وأقل حلال أجمل من أكبر حرام
وإني أسأله سبحانه أن يهبك بالحلال خيرا مني6
قسما بالله أحبكِ
ولكني لم أعد قادراً على رؤية حمرة شفتيكِ دون أن أتذكر جمر جهنم
ولم أعد قادراً على رؤية سواد كحلكِ ولا أتذكر ظلمة القبر
ولم أعد قادراً على رؤية بياض خديكِ ولا أتذكر بياض كفني
ولم أعد قادراً على أن أسبح بأصابعي وهي تلمس ما لم يحله الله لي
7
لستُ جباناً حين أهربُ منكِ
أنا أهربُ منكِ إلى الله
وإني أحسب هذا شجاعة
وأسأله سبحانه أن يشفيني منكِ
لأني لا أعرف كيف السبيل للهرب من امرأة تحيط بي من كل الجهات
وأنا غارق بكِ
وأرى الله يضيء لي من بعيد نور توبته
أريد أن أسبح صوب الضوء
مهما كانت السباحة بعيداً عنك مؤلمة
وأنا أثق برحمته أن يضمد جرح قلبي بفقدكِ
8
لقد تعبتُ
تعبتُ وأنا أقرأ {إني ذاهب إلى ربي ليهدين} ولا أذهب إليه
تعبت وأنا أقرأ {واتخذ الله ابراهيم خليلا} وأنا أعاديه بكِ
تعبت وأنا أقرأ {واصطنعتك لنفسي} وأنا أرى الشيطان يصنع بي ما يشاء
تعبت وأنا آكل من رزق الله وأسكن أرضه وأعصيه أمام ناظريه
تعبت يمد يده في النهار ليغفر لي حديث الليل فلا أذهب إليه
تعبت يمد لي يده في الليل ليغفر لي لقاء النهار ولا آتيه
تعبت وأنا أتذكر أنه سيسألني عنكِ حين أقف بين يديه وليس بيننا ترجمان .9
قسما بالله أحبكِ
قسما بالله أني أردت أن أمسك يدك وآخذكِ إلى الله
كنت أسأله بيتا صغيرة أؤمكِ به ركعتين
وتمنيت أن أسألكِ عن أذكار الصباح والمساء وركعتي الضحى وجزء القرآن
تمنيت أن أوقظكِ لصلاة الفجر
تمنيت عمرة تجمعنا معا لأقول له : لقد جئتكَ بها يا الله10
تیقنت الآن أنه من المستحيل أن نأتيه معاً
فقررت أن أذهب وحدي
وسأحتسبكِ عنده
إلحقي بي
واحتسبيني عنده
تعرفين أني ما حلفتُ يوما كاذباً
لهذا فليكن آخر حلفان لي عندكِ
أنت تقرأ
حديث الصباح
Romansaالعشرة الطويلة لا تصنع الصداقات منذ الاف السنين والأخشاب ترافق المناشير والمناجل ترافق السنابل لم يكن المنشار يوما صديقا للأخشاب ولم يكن المنجل يوماً رفيقاً للسنابل وهكذا بعض الذين تعاشرهم مناجل ومناشير ولكن السنابل بقيت تعطي القمح والأخشاب ا...