أبوبكر... الإنسان والخليفة

18 2 0
                                    

1
حيث ينتهي الأنبياء يبدأ أبو بكر
وحيث ينتهي أبو بكر يبدأ الناس!
أبو بكر فيه عدل عمر وحزمه
ورأفة عثمان وكرمه
وعقل عليّ وحكمته
وشجاعة خالد وبأسه
وبصيرة ابن عباس وعلمه
وذكاء عمر بن العاص ودهاؤه
وحكمة معاوية وتدبيره
ورقة أبي عبيدة وأمانته
فإذا سكبت عمر وعثمان وعليّ وخالد وابن عباس وابن العاص ومعاوية وأبي عبيدة في انسان واحد حصلت على أبي بكر!

2
في الجاهلية :
كان أبو بكر منذ البداية مهيئا ليكون أبا بكر
كان صغيرا عندما أوقفه أبوه أمام هُبل  وقال له هذا الهك!
فقال أبو بكر لُهبل :
اسقني ... اطعمني .. اشفني ، فلم يجبه
فقال له : بئس الرب أنت
ومن يومها نشا قرشياً على غير دين قریش کصاحبه!
كان مُعداً جيداً ليخلف صاحبه حتى قبل أن يلتقيه
لم يشرب خمراً
لم يئد بنتاً
ولم يأكل رباً
ولم يعرف بغياً
كان رفيعاً في أخلاقه
شريفاً في نسبه من بني تيم
ولأن الطيور على أشكالها تقع
وقع على محمد ﷺ ووقع محمد عليه
.

3
في الٳسلام :
يقول النبي ﷺ :
«ما عرضت الإسلام على أحد إلا رأيت حيرة في عينيه أجابني أم لم يجيبني إلا أبا بكر»
كان مُعداً باتقان ليكون صدّيقا
كل ما كان ينتظره لحظة ميلاد
وعندما أُعرج بالنبي ﷺ
ولم يكن أبو بكر قد علم بالأمر بعد
وجدتها قريش فرصة سانحة لأخذ أبي بكر من محمد
فقالوا له : إن صاحبك يزعم أنه أُسري به إلى بيت المقدس وعاد في ليلة
فقال لهم : والله لو قال لي أنه أعرج به إلى السماء لصدقته!
.
كان ثرياً جداً
أوقف ماله كله في دعوة صاحبه
لم يكن بلال هو الوحيد الذي اشتراه أبو بكر ثم باعه لله
ولكنه الأشهر لهذا نعرفه
وعندما يأتي بماله للنبي ويسأله :
ماذا تركت لأهلك
فقال : تركت لهم الله ورسوله
وضع المال تحت قدميه لهذا ارتفع فوقهم جميعاً
وعندما جاء عمر يوم تجهيز جيش العسرة بنصف ماله محدث نفسه :
اليوم أسبق أبا بكر
وجد أبا بكر قد جاء بكل ماله
فعرف الفاروق يومذاك أن أبا بكر لا يُسبق

4
في الخلافة
حياة النبي ﷺ  كشفت لنا أبا بكر الرقيق والجواد
وموته ﷺ كشف لنا أبا بكر الشجاع والمغوار
الرقيق الذي كان لا يقوى على القرآن فيبكي عند أول آية
هو الوحيد الذي كان جلداً في الأزمة الكبرى
كان من المفترض بحسب ظاهر الأمور أن يعتلي عمر المنبر فهو أقوى
وكان من المفترض أن يفعلها خالد فهو الفارس
أو عليّ فهو الحكيم
ولكن كان لها أبو بكر
«من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت»
أبو بكر درس بأن لا نأخذ بالظاهر
وأن في داخل كل إنسان إنسان آخر
ويوم الردة أشار جمهور الصحابة على أبي بكر بأن لا يُحارب فأمسك بتلابيب عمر وقال له :
أجبار في الجاهلية خوار في الإسلام
والله لو منعوني عقال بعير كانوا يدفعونه لرسول الله لقاتلتهم عليه ولاقاتلن من يفرق بين الصلاة والزكاة أينقص الإسلام وأنا حي
إن كانت الخلافة أظهرت لنا أبا بكر السياسي والمحارب
فلم تخف أبا بكر الإنسان
فيوم تولى عمر الخلافة بعد وفاة أبي بكر
خرج إلى الطريق فرآه أولاد صغار يلعبون فهربوا لشدة ما كان مهابا
فبکی عمر
فقال له أبو عبيدة : ما يبكيك
فقال له : هؤلاء الصبية كانوا يأخذون بثوب أبي بكر بالأمس ويقولون له يا أبتاه يا أبتاه

حديث الصباح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن