عن النعمان بن بشير قال
استٲذن أبو بكر رضي الله عنه
على النبي ﷺ
فإذا عائشة ترفع صوتها عليه
فقال : يا بنت فلانة ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فحال النبي ﷺ بينه وبينها
ثم خرج أبو بكر فجعل النبي صلى الله عليه يرضاها
وقال : ألم تریني حلت بين الرجل وبينك
ثم استٲذن أبو بكر رضي الله عنه مرة أخرى فسمع تضاحكهما
فقال أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما.
.الوقفة الأولى :
المرأة مجموعة شخصيات في إنسان واحد
والرجل كذلك!
كل منا يرى أمه المرأة الأجمل والأعظم في هذه الحياة
لانه خبِرها وهي في أجمل شخصيات المرأة ألا وهي الأم
وكل بنت ترى أباها الرجل الأعظم في هذه الحياة
ذلك أنها خبِرته في أجمل شخصيات الرجل ألا وهو الٲب
ما تصبر عليه المرأة من زوجها غير ما تصبر عليه من ابنها وأبيها وأخيها
وما يصبر عليه الرجل من زوجته هو غير ما يصبر عليه الرجل من ابنته وأمه وأخته
لو كانت الزوجة محكومة بالأمومة مؤبدا
والزوج محكوم بالأبوة مؤبدا
لما رأينا بیتا واحدا فيه مشاكل
ولكننا مخلوقات مركبة بطريقة نقية غريبة
تكاد تصل حد الانفصام!
لهذا تجدنا ننتقل من شخصية لاخرى برشاقة.!
الأم هذا الكائن الملاك بالنسبة لك
هي بنفس الوقت زوجة وتفعل معه كل ما يزعجك من زوجتك والأب الرجل الملائكي في عينيكِ
هو نفس الوقت زوج يفعل معها ما يزعجكِ من زوجكِ.
الوقفة الثانية :
الزوجة هي الزوجة تلك الشخصية كثيرة الشكوى!
والزوج هو الزوج ذاك الشخصية قليلة الرضى!
فلا يوجد مسلمة مثلا تتخيل أن بامكانها أن ترفع صوتها بوجه النبي
وهذا شيء صحيح لانها ليست زوجته
ولو قدّر الله لها أن تكون ما تلبث أن تفعل
لأن ذاك طبع
وممارسة شخصية الزوجة له ٲدبیات
تفعله كل الزوجات وإن بنسب متفاوتة
ولا يتخيل مسلم مثلاً أن يسخط على آسيا أو مريم بنت عمران
وهذا صحيح لأن الله لم يُقدّر أن تكون أحداهما زوجته
ولو قدر سبحانه هذا فلن يرضی
ذلك أن قلة الرضی طبع في الأزواج
وإن بنسب متفاوتة
والشيء بالشي يُذكر
جاء رجل إلى عمر رضي الله عنه
يريد أن يشكوله رفع زوجته صوتها عليه
فما كاد يطرق الباب حتى سمع أم كلثوم بنت عليّ وقد رفعت صوتها
وعمر يهم بالخروج فوجد الرجل بالباب
فقال ما جاء بك؟
قال يا أمير المؤمنين جئتك شاكيا فوجدتك تشكو مما منه ٲشكو
.
.
الوقفة الثالثة :
على الزوج أن يفهم أن طبع الزوجة أن تكون متبرمة
وَ «النق» غدة أنثوية كامنة تبدأ بافراز عصارتها في جسد المرأة
فور انتقالها من طور العزوبة إلى طور الزواج
وهنا يٲتي دور الرجل
الكثير من الأمور تحتاج إلى الكثير من التجاهل
شرط أن لا تصل الأمور لدرجة الاهانات
وهذا ليس ضعفا
بالعكس هو ممارسة الرجولة في أبهى صورها
فأنت قوام لتقيم الأشياء لا لتكسرها
وعلى المرأة أن تفهم أن الزوج قليل الرضی
وأناني بفطرته
يجب أن تكون زوجته له وحده
أن يستٲثر بالقسم الأكبر من اهتمامها ورعایتها
تعرفين الأولاد متقاربي العمر كيف يغارون من بعضهم
ومهما حاولت أن تساوي بينهم سيعتقد أحدهم أنه مظلوم
الزوج هو ذاك الشخص المظلوم! وهذا طبع
تضيء ، الزوجة أصابعها العشر شمعة فلا يرضى كل الرضا
وتعد له ابنته کوب شاي فيقضي نهاره يدعو لها
ذاك أننا كائنات بشرية مركبة بطريقة نفسية عجيبة
علينا أن نلتفت لها ونحاول ضبطها
.
.
الوقفة الرابعة :
لا تدخل بين زوج وزوجته إلا لصلح
لا يوجد زوج إلا ووصلت معه الأمور أحيانا ورٲى نهاية علاقته الزوجية
ولا توجد زوجة إلا ورأت هذا
ثم بعد قليل من الوقت ترجع المياه إلى مجاريها عذبة صافية
بين أختك وزوجها أصلح
بين أمك وأبيك أصلح
بين بنتك وزوجها أصلح
بين ابنكِ وزوجته أصلحي
بين ابنتكِ وزوجها أصلحي
لأن الزوجين ينسيان كل ما اقترفاه بحق بعضهما وقت الخلاف
ولكن لا ينسيان مواقف الأخرين أثناء الخلاف.
الوقفة الخامسة :
الخلافات الزوجية تحتاج إلى عقل أكثر منها إلى عاطفة
كان جدي رحمه الله يقول لبناته بعد زواجهن :
هذا البيت لكُنّ بإمكان احداكنّ أن تجلس فيه سنة ضيفة
ولكني لا أستقبل يوماً واحدة تشاجرت مع زوجها
تخيلوا مثلا لو قال لهن :
من أزعجها زوجها فلتترك بيتها وتأتي إليّ
من منهن كانت لتبقى في بيت زوجها!
للأسف المشاكل الزوجية تتفاقم بسبب الأهل
أهل الزوج وأهل الزوجة على السواء
ذلك أن الزوجة تجد من يقوي شيطانها عليها لا من يقمعه
والزوج يجد هذا أيضاً
مع أن الأصل أن تبقى مشاكل البيت في البيت
لأن البيوت أسرار أولاً ولو على الأهل
ولأن المشاكل لا تكبر إلا حين تخرج من البيت ثانياً
ولأنه ليس من البر أن يرهق كلاهما أبويه بمشاكله المؤقتة ثالثاً
أنت تقرأ
حديث الصباح
Romansaالعشرة الطويلة لا تصنع الصداقات منذ الاف السنين والأخشاب ترافق المناشير والمناجل ترافق السنابل لم يكن المنشار يوما صديقا للأخشاب ولم يكن المنجل يوماً رفيقاً للسنابل وهكذا بعض الذين تعاشرهم مناجل ومناشير ولكن السنابل بقيت تعطي القمح والأخشاب ا...