في قلبي الموصود

2.1K 41 7
                                    

رحلت انت ذلك اليوم لترحل معك احلامي و رغباتي
عرفت ذلك اليوم انك قيمٌ لدي... قد تخبرني ان قيمة الشيء تظهر حينما تختفي
و سأخبرك ان قيمتك كانت محفوظة و موصودة في قلبي منذ الازل و ابيت ان اعترف حتى اللحظة بذلك و مازلت مصرة على الا اعترف للامر لنفسي
حتى الان ... لانني على يقين تام... على يقين انه مهما حصل
تبقى اختي هي الاولوية في حياتي و سعادتها و استقرارها هي الاهم
قد اذكرك فجأة بين الحين و الاخر و اختنق لذكرك ثم اعاود نسيانك
انا على يقين ان الوقت كفيل بحل كل شيء و جعل قلبي يعود لاستقراره
فمنذ دخلت انت حياتي حتى تشوش كل شيء
اما الان و قد غادرت ف سأعيد ترتيب كل شيء في موضعه
بقاءي مع الكس هو ءأمن و افضل
استقرار و راحة و طمأنينة... لستُ اكرهكم
ربما ما عدت اتقبله كما السابق
قبل زواجي بك... قبل اللحظة التي لم يصدقني بها و ذهب دون ان يلتفت
شعرت بانعدام الثقة بيننا
رغم ذلك ابرر له باستمرار انني السبب في جعله على ما هو عليه الان و انا على يقين انه يحبني
لم ترسل لي ورقة الطلاق حينما اخبرتني بذلك
انتظرت اسبوعا علك تفعل
لكن شيء من ذلك لم يحدث
مضى على رحيلك سنة و ٣ اشهر تماما....
لا تظن انني انتظر عودتك... كلا انني فقط اذكر يوم عودتي لألكس
ذلك كل ما في الامر
رغم انك لم ترسل لي ورقة الطلاق
الا انك صارحت عائلتي بما حدث و عادت اختي الي
شارلوت عادت تحتضنني و تبكي الما و ندما
لا انكر انني شعرت بالضيق وقتها
لكنها بررت لي بفعلت مارك يوم افتتاحية عرض الازياء الخاص بألكس و كيف انه خدعها و احضرها للغرفة لتستمع لحديثهم
فحدث أن صدقت شارلوت ما حدث
اذكر كيف اتت الي تعتذر و هي تبكي بحرقة و ندم لما فعلته بي
و الاهم لعدم وثوقها بي
لكن رغم كل شيء تبقى اختي و قد صالحتها حتما و عادت علاقتي بها اقوى بكثير مما سبق
و زادت ثقتنا ببعضنا اكثر
و ذلك ما جعلني ارتاح نوعا ما لانني لم اخسرها كما توقعت ان يحدث
كل ما كنت اخاف خسارته منذ عامين عاد الي
لكنني لم افطن لحقيقة انني خسرتك ....

خرجت من شرودها و افكارها و هي تتطلع نحو النافذة نحو الامطار الغزيرة التي تتساقط مذكرة اياها باليوم الذي حدث الفاصل القطعي في حياتها
كانت بذات الموقف وسط الرعد و الامطار رفقته حينما افترقا
التفتت لتجد شارلوت تنادي عليها
اقترب منها لتردف : ما الامر ؟
ردت شارلوت و هي تطبخ: احضري لي الملح صوفي.. لا يمكنني الوضع منه
يداي متسختان
همهمت بخفة لتحضر لها الملح و تضع القليل منه : ماذا لدينا على العشاء؟
ردت شارلوت بحماس : باستا مع الدجاج
ابتسمت صوفي لتردف : تجيدين اعدادها بمهارة
اومأت شارلوت: اعلم انك تحبينها ... اعدتتها لاجلك
ابتسمن صوفي بخفة لتردف : شكرا حبيبتي
صمتت شارلوت لثوان قبل ان تضع الملعقة ملتفة نحو صوفي ناظرة نحوها : انت تفكرين بشيء ما انا اعلم... لستِ على طبيعتك
رفعت الاخرى رأسها :كلا انا بخير
تنهدت شارلوت لتغسل يديها ثم تسحب اختها معها ليجلسا : صوفي... انا اعلم ان ثمة امر ما.... ماذا هناك
هزت الاخرى رأسها نافية: انا بخير شارلوت حقا
ابتلعت الاخرى غصتها لتردف : صوفي هل يمكنني ان اصارحك بشيء ؟
رفعت الاخرى نظرها : ما الامر شارلوت؟
تنهدت لتردف : صوفي انا... انا لا استطيع تخطي ما حدث... لا استطيع مسامحة نفسي انني... انا
تنهدت صوفي لتعانقها : يكفي شارلوت ارجوك... لقد تحملنا و مررنا بالكثير
يكفي ارجوك.. لا تحملي الامر فوق استطاعتنا... كلانا عان الكثير
ردت الاخرى بصوت واهن: لكن الثقة صوفي... كان علي ان اكون واثقة اكثر بكِ... انا حمقاء... صدقت ما حدث و
قاطعتها صوفي: الحق ليس عليكِ... لم يكن لديك خيار امامك خصوصا و اننا تزوجنا انا... انا و .. انا ومارك
ردت الاخرى باعين دامعة: كنتِ تفعلين كل ذلك لاجلي.. انا لا استحق عطفك حتى.. كل ما مررتي به لاجل الا اذرف دمعة واحدة
انت ... انت دمرتي نفسك لاجلي
ابتسمت صوفي بسخرية مع ذاتها
هي بالفعل تدمرت....ليست نادمة على ما فعلته لاجل اختها بتاتا
لكنها لم تتوقه في ظل كل ما حدث الا تشعر بالضيق من مارك
و لا تعاتبه لاي شيء
هي حتى ليست مستائة لانها لم تتطلق منه
بل راضية عن ذلك
خرجت من افكارها على صوت شارلوت: كل ما حدث هو بسبب اللعين مارك.. لقد فرق عيشتنا و فرق كل شيء بيننا... لقد انهى كل ما هو جميل
و ها هو الان لم يتطلق منكِ بعد ان غادر حتى
يبقى اسمه يُذكر في هذا المنزل آبيا ان يتركنا نرتاح منه و من افعاله الشنيعة
حتى تعكر امر زواجكم انت و الكس بسببه
اللعنة عليه و على افعاله... انا حقا حزينة لان حبكِ انت و الكس لا يسعكم بعد اكماله بالزواج
و اشعر انني السبب في كل ما يحدث انا
قاطعتعا صوفي: كفى شارلوت... اخبرتك مرارا انني لستُ مستاءة منك و عليك تجاوز الامر حتما في العاجل القريب و الا لن تنتهي مشاكلنا
مارك قد رحل و تركنا في حالنا... لم يعد يضيق عيشتنا
لقد تركنا منذ اكثر من عام... لم نعد نسمع عنه اي خبر
فلما تضايقين نفسك بذكر اسمه
ردت لانفعال : لان ذلك الاحمق كان السبب في مشاكلكم انت و الكس حتى اللحظة
لانك على ذمة رجل لا احد يعرف اراضيه و لم يحدث بينكم اي طلاق حتى اللحظة
لا افهم ما يحاول فعله... لما ابقاكِ زوجته حتى الان.... الامر بسيط صوفي
لا يريدك ان تشعري باي نوع من السعادة... يريد ان يدمرك فوق دمارك
يريد حزنك... كيف يفعل ذلك بك ان كان قد احبك فعلا
اي لعنة يفعلها و لما يفعلها
اتى الينا قبل عام و نصف و اخد يحدثني عما فعله بكِ
كل كلمة قالها كانت جارحة لقلبي حتى جعلته بنزف ببطء لشعوري بالعار من نفسي... و خجل لانني لم اثق باختي
و حدث مع امي ذلت الشيء... شيء واحد لم استوعبه ... هو كيف تركك و شأنك بعد كل ما فعله
ردت صوفي بضيق و قلبها ينفطر ببطء : شارلوت ارجوك انهي الامر حتى هذه النقطة.... انا اجهل اين أراضيه ... اجهل اين هو ....مع من ...ماذا يفعل ... لا ادري... انتي مستاءة بالقدر الذي لنت مستاءة منه... لكن ما عساي افعل... مشاكلي مع الكس لن تنتهي حتى يعود مارك و نتطلق
انا اعلم ذلك... و ذلك يصيبني بالتوتر... لا ادري متى يعود او هل سيعود يوما... اجهل كل شيء... لذا ارجوكِ... دعينا نعيش اليوم و لا نفكر بالقادم
لانني متعبة... انا مرهقة من التفكير بالمستقبل
و ذلك ما جلعني اكبر ١٠٠ عام كل يوم
ارجوكِ شارلوت
اومأت الاخرى و هي تبكي: كنت فقظ اراكِ حزينة ف زدتك حزنا
المها قلبها لصوفي لانها رغم كل ما قالته
الا ان شيء في داخلها هو اكثر ما يحزنها و اكثر ما يقلقها و يؤلمها
و لا تستطيع البوح به
انها حقا تبحث بعينيها عنه في كل مكان... حقا لديها الفضول لتعلم ما حل به و كيف هي حاله
هي تخلت عنه دون تردد او تفكير... فلما تقلق الان
ردت صوفي بخفة و ابتسامة واهنة: انا بخير حقا... الطقس فقط جعلني اشعر ببعض الكآبة لا اكثر
همهمت شارلوت بتفهم لتنهض و تكمل الطبخة بينما بقيت صوفي تتألم اكثر بعد هذا الحديث الذي دار بينهم
قد تكون عادت لحياتها لكن شيء بداخلها لم يعد كما كان

انت القطة و انا صيادك  (٢)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن