استسلام

792 30 16
                                    

كانت واقفة تستمع لضحكاتهم من خلف الباب و نيران تتأجج في داخلها... لم تتحمل سعادة ايا منهم
و لم تتحمل ان تدعهم و شأنهم ... كان الامر اكبر منها و حملا كبيرا على قلبها

طرقت الباب طرقات متتالية حتى سمعت خطوات تتقدم
و اذ بصوفي تفتح الباب لتفتح عينيها بصدمة من رؤية جولي
نظرت لها الاخرى و حاولت ضبط اعصابها لتردف بشيء من النفاق تدعي الحزن ر الالم: اعتذر لازعاجك..... في الواقع... علي التكلم مع زوجي...
صمتت لتكمل : اعني زوجكِ... انه امر ضروري حقا
نظرت لها صوفي و قلبها يخفق بشدة و عينيها تراكمت حولهم الدموع
تبا ... وجودها بحد ذاته مشكلة بالنسبة لها
ماذا عن السم الذي بثته في قلبها للتو؟
تمالكت نفسها مبتلعة غصتها لتردف : مارك؟
اومأت جولي لتتنهد مجيبة اياها : انه مشغول... لا يمكنة محادثتك..
رفعت الاخرى حاجبا لتردف : حقا؟
اومأت صوفي لتردف : هنالك اولوليات بحياة يا انسة لذا
قاطعتها جولي : مدام... انا مدام و لستُ انسة
صمتت صوفي و هي تحاول ان تتمالك اعصابها لتكمل : ايا كان... هنالك اولويات بحياة زوجي و انا اولويته و لدينا بعض الاعمال سويا
ثم عذرا منكِ... كونني زوجته.... اتمنى الا تعاودي التواصل مع زوجي مهما كان السبب و ان كان هنالك امر اضطراري ف اخبريني به
انا يمكنني ان احل محله.... لا حاجة للتواصل معه... رجاءً
كانت الاخرى تستشيط غضبا حينما اردفت بصوت حاد قليلا: لا يمكنكِ ان تحلِ محله و لا محلي
كانت صوفي تصغِ البها و قلبها بتقطع الما
ردت بشيء من الحدة: لا يهمني... ابتعدي عن منزلي و عائلتي
قالتها و همت باغلاف الباب و لكن جولي كانت قد دلفت سريعا : قلتُ انني اريد رؤية مارك
نظرت لها صوفي بصدمة لتردف : انت مادا؟؟ ما تلك الواقاحة
ردت الاخرى بحدة: قلت انني سأراه.... اين مارك؟
ردت صوفي بغضب : السيد مارك يا مدام... انتي لا يمكنك اللفظ باسمه كيفما شئتِ... احترمي حدودكِ
لانني بدأت افقد اعصابي بحق
نزل مارك الدرجات حينما سمع اصوات تتعالى و قد تبدلت معالم وجهه تماما للغضب حينما رأى جولي
اسرع في نزول الدرجات ليقترب منها و يمسك بذراعه و الغضب يعتليه : الم اخبرك انه يمنع عليكِ دخول هذا المنزل؟؟؟ هاااا الم افعل؟!!!!
ردت و الحقد يملئ قلبها : لا يمكنك ان تغادر على هذا النحو هل فهمت؟؟ لا يمكنك تركي في منتصف الطريق
لعن بسره ليردف : جولي احترمي ما كان بيننا و انهي ذلك
اطلقت صوت ساخر :ههه... انا من سأحترم ذلك هااا؟؟ انا من علي فعل ذلك؟؟ و ماذا عنك؟؟ هااا ماذا عنك؟؟
اي رجل انت؟؟ هيا افصح لي... لانني بِتُ متأكدة الان انني لم اعرفك ليوم واحد
مسح وجهه بكف يده ليعلق بحدة: لا تفعلي جولي... لا تفعلي
ابتسمت بسخرية و مكر : لا افعل ؟؟؟ حقا؟ هل انا الوحيدة التي يجب ان تعاني ؟؟ هيا اخبرني.. لما سأنال الظلم لوحدي؟ لما علي ان اضحي لوحدي؟؟
رد بألم و حدة : لم ادعكِ لوحدك للحظة و انتِ تعلمين ذلك
اقتربت و عيونها مليئة بالدموع لتردف بقسوة و الم : انت اناني فحسب... تبا لك و لامثالك .... خائن عديم الانسانية
صرخ بغضب و الم ينهش جسده: لستُ كذلك و انتِ تعلمينننن.... لما تنكرين هاااا لمااا؟؟؟؟
ردت و هي تحاول ان تشفي غليلها منه : لانك خائن لعين
اغمض عينيه و اعتصر قبضة يده ليلتفت معيرا اياها ظهره
كانت صوفي تستند على الحائذ حينما لم تعد تحملانها قدماها
نقاشهم كان اصعب عليها من ان تفهمه او تستوعبه .. كان اليما عليها بحق
اقتربت جولي لتردف دون ان يرف لها جفن او يحرك في قلبها ذرة شفقة: زوجكِ يا انسة... او الذي تفتخرين به زوجا لكِ و لا اعلم كيف لفتاة مثلك ان تقبل بخطيب اختها... عموما... دعيني اخبرك انه طليقي ... منذ عام
اغمضت صوفي عينيها لتكمل جولي : كنا عشاق... افضل زوجين
قاطعها مارك و الالم ينهش قلبه: جولي يكفي
اكملت الاخرى و رمت بكلام مارك عرض الحائط : كان افضل زوج في العالم... كان يضحي بنفسه لاجلي... نعم احبني و ما زال يحبني
لانه الى الان لم يتجرأ على فعل اي شيء سيء ضدي
كان يفعل اي شيء حتى فعل الاتي يا مدام..... انا امرأة عقيمة... لا انجب الاطفال... احترق كل ليلة لاجل ان اسمع طفل يناديني بامي
كنت اموت الف موتة كل ليلة احلم بطفل جميل احمله بين يدي
و لم يخيب املي عزيزي مارك.... كان سيفعل ما شئت لارضى
حتى قبل ان يتزوج باختك لاجل ان يحضر لي طفلا و
قاطعتها صوفي و هي تصرخ : كفااااااا .... يكفي قلت كفاااا
ابتسمت جولي بسخرية مبتعدة عنها بينما مشاعر صوفي في تلك اللحظة كانت اكبر من ان تفهمها او تتحملها
كانت شفتيها ترتجف و دموعها عالقة داخل عينيها
انهارت قدميها لتسقط على الارض و قد خذلها جسدها عن التحمل
التفت مارك نحوها و عينيه اصبحت حمراء و دموع في عينيه قد تجمعت هو الاخر
قلبه بنهش بالم شديد.... تبا لا يمكن حدوث ذلك
اقتربت جولي لتكمل دون رحمة: زوجكِ كان سيترك اختك و يحضر لي الطفل دون ان يلتفت وراءه لشيء.... لاجل ارضائي
زوجك حتى اللحطة يرسل لي كل ما يلزمني للعيش
لما يا ترى!!
رفعت صوفي وجهها لتنظر لعيني جولي المليئة بالحقد بينما عينا صوفي مليئة بالدموع
اكملت بكره: انتِ لا شيء في حياة مارك.... هو فقط يعيش مراهقة متأخرة رفقنك و سيترككِ عند اول فرصة و لهذا هو تارك الوصال بيني و بينه ثم انه
صمتت تماما و انبلع لسانها حينما صرخ مارك : اصمتييييي تمامااااا
واللعنة لا اريد سماع صوتكِ
التفت نحوها و عروقه قد برزت من شدة غضيه ليقترب منها ممسكا اياها من ذراعها : انا اللعين.... الذي كاد يخطأ و يقترف اثما بحقهم لاجلك.... رضيت... رضيت و ذهبت لامرأة اخرى لاجلك.... و انا من اتضح انني اناني في نهاية المطاف صحيح؟؟؟
انا تنازلت عن الابوة ... تنازلت عن حقي منكِ و فوق ذلك حاولت بطرق حقيرة لاجلك.... لم اتخلَ عنكِ ليوم لاجل ما كان بيننا من مودة في وقت سبق
ولاوفيكِ حقك مني لانني ظلمتك ... او حسبتُ نفسي اقوم بظلمك
و الواقع هو انكِ انتِ انانية لا تحبين سوى نفسك و ما ترغبين بامتلاكه فحسب
صمت ليأخذ نفسا قبل ان يكمل : انا حينما تعرفت على صوفي...
صمت مجددا ليكمل بصعوبة : صوفي.... صوفي كانت السبب في تغييري الجذري..... قد اكون ظلمت الكثير و فعلت الكثير بحقك كل منكما
و بحق شارلوت... لكنني و اللعنة حينما احببت صوفي ما عدت ارغب بشيء سواها.... انا... انا اتخلى عن حياتي في سبيل روحها.... في سبيل الا ارى دمعة منزلقة من عينيها... اعلم ما انتِ ترغبين به.... انفصالنا.... لاجل ان يرتاح قلبكِ مني؟؟؟ ام لانك شعرتي ان الانسان الذي يحبك و ظننتي انه مهما فعلتي سيظل على حبك قد تخلى عنكِ و احب اخرى؟؟؟
لانكِ حقودة.... تودينني ان اعيش وحيدا... و انا الذي حاول ان يكون لكِ عائلة... لما؟؟؟ لما كل هذا الحقد و الكره؟؟؟ ام انكِ معتادة على التخلي عن الحميع و لستِ معتادة على ان يتركك احد ما.... حينما احببت صوفي صارحتك
لانني لا اريد ان اظلمكِ.... حينما ارسلتني لامرأة اخرى حذرتك... حذرتكِ كثيرا لكن ابيتِ الى ان تفعلي ما ترغبين به
شعرت بالالم لانكِ لم تفكري بالغيرة قط .... فكرتي فقط بما ترغبين به لانكِ انتِ الانانية... انا و الان و قد تبت عن افعالي... احاول ان اكون بعيدا عن الجميع رفقة الفتاة التي جاهدت لنيلها و ابقاءها قربي
حاولت ان اقتصر كل المشاكل و ابقَ بعيدا عن الانظار وكل ما يدعو لاختلاق المشاهد و بث السموم و الوجع
الان اصبحتم تلاحقونني لخلق المزيد من الالم في حياتي
ردت بحدة: هل نحن فقط من يستحق الالم
رد عليها بمرارة و حدة: نلتُ ما يكفي من الالم .... الا ترين بحق السماء؟؟ بحق الجحيم فيما تفكرين.... يكفي .... انا ارهقت لاحظى بصوفي..... اشعر بنفسي مرضا عنها...
صمت ليمسح وجهها بصعوية ليكمل بوهن : هل نلتِ ما تبغينه ؟؟؟ هل شُفي جرح قلبك بألمي؟؟؟ اهذا ما اردته.... هل نجح الامر؟؟
التفت لصوفي ليكمل : انفصالنا؟؟هه... هل هذا ما جئتِ لاجله
ابتلعت مرارتها بصعوبة و ما زالت تحاول المقاومة لاثبات صحة نظرها اتجاه الامر لتكمل : نعم... هذا ما اريده .... لأن ايا منكما لا يستحق السعادة
التفتت لصوفي لتردف بسخرية: من يخون الاخوة لا يوثق به ك زوجة
و من يخون زوجته و خطيبته كذلك لا يستحق الثقة
قالتها موجهة كلامها لمارك
ابتسم بسخرية ليعلق : لربما لم تفهي الحب يوما
تنهد لينظر لصوفي الصامتة ليقترب منها جالسا القرفصاء امامها ناظرا لوجهها الذي لطالما عهده جميلا اما الان و قد رأى الالم بها
ف ها هو يعلن نفسه و يسبها مرارا ... لا يحتمل رؤية حزنها و انخذالها بتلك الطريقة كأنه طعن في ثقتها
اردف بوهن بابتسامة خفيفة : و هل يبتلى الانسان الا في من يحب؟؟
انهارت باكية بعد كلماته تلك التي اوجعت قلبها
اكمل بصعوبة: لم يشفني سوى املي انني يوما اراكِ
لطالما عهدت و اقنعت نفسي ان ما بيننا سيقام على حلم مضمور صعب المنال و يرهقني انني مليء بما لا استطيع وصفه
اليوم اظنُ انني سأخطو برفق اكثر بعد ان ركضت لوقت طويل
انزلقت دمعة من عينه غصبا عنه ليكمل بالم : خوفا من ان يفوتني شيء.... و الان و ها انا قد فاتني كل شيء.... منذ البداية كان علي ان اعلم انني لن احظَ بكِ.... و في الواقع كنتُ اعلم.... لكنني فضلت ان اُرهق نفسي في سبيل لحظات كسبتها معكِ.... لستُ خاسرا.... لانني نجحت في النهاية بامتلاك قلبك و جعلك تحبينني رغم كل الظروف التي تعرقلت امامنا
ايقنت لوهلة ان كل شيء قد يتحسن
تنهد ليكمل بأسى: كنتُ ارفض ان اصدق ان الخطأ بي و بالنهاية كنت انا الذي يؤذي، كل ما حصل كان سببه انا و بالنهاية اهلكتُ الجميع معي
رأى دموعها تتهاطل كشلال ليبتسم بارهاق ماسحا دموعها: خضراء العينين... حينما رأيتك لم يجذبني عينيك و جمالك بقدر ما جذبني حنيتك التي رأيتها بعينيكِ كان هنالك شيء هادئ بقلبي يقول لي اقترب... هنا عند صدري اسكني ... خذيه لكِ مسكن و تطمني...امام عيني الفرحتين بكِ ترعرعي فالدنيا من قبلك لم تكم دنيا بل كانت شيء مؤجلا لكِ انتِ
مسح دموعها باصابعه المرتجفة ليكمل بصعوبة : اعلم ان احيانا نرحل ليس حباً بالرحيل ولكن لا فائدة ترجو بالبقاء
آسف للالم الذي سببته لكِ دون قصدٍ مني.... لانك لا ستحقين سوى السعادة... السعادة المطلقة
قالها ثم نهض بصعوية فقدميه كانتا تخدلانه عن الوقوف
مسح دموعه الحارقة من عينيه الحمراوتين
ليقترب من جولي متمتما بهدوء : آمل ان يكون قلبك قد شُفي من الالم... و انكِ قد نلتِ مرادك... اهنئك بذلك...
قالها لينظر مرة اخرى لصوفي التي نهضت بصعوبة و يعلم جيدا من عينيها انها ضائعة حائرة
اقتربت منه بصعوبة لينظر لعمق عينيها التي كانتا تائهتين فيه
ابتسم بخفة ليردف : ابقِ سليمة دائما لاجلي
التفت ليغادر لكنها امسكت بيده و يديها ترتجف و دموعها لا تكف عن الهطول
نظر لها لثوانٍ.. واقفة صامتة لا تخرج اي رد فهل منها عير انها ممسكة بيده
يعلم ان الامر صعب عليها مثله لكنه يدرك جيدا انها لن تسامحه... لن تغفر... من الصعب عليها ان تفعل... يعلم انه جرحها كثيرا الليلة و المثير للسخوية انه كان يعلم ان هذا اليوم آتٍ لا محال و لكنه كذب نفسه و احساسه
ابعد يدها بلطف ليردف : وداعا صوفي
قالها و خرج سريعا سامعا نحيبها و شهقاتها التي اخدت تتعالى من خلف الباب معتصرة فؤاده و روحه
التفت يود لو يدلف و يعانقها لكنه جلد ذاته لكي لا يفعل


وقفت تحت زخات هذا المطر القارص.... ما عدتُ اميز بين دموعي الحارقة على وجنتي ام برودة قطرات المطر تنهالني
تبكي على حالي و لربما تحاول غسل اوجاعي
هل بدأنا لننتهي بهذا المكان؟ بتلك الطريقة؟ يعز بقلبي حزن شديد لما حل بنا
هكذا ننتهي؟؟ لا ادري لماذا بعد كل هذا الحب خذلتنا الايام
و تبقى لبعض الاماكن ذكريات تهمس قائلة: لقد كنتم هنا .... يوما ما....

انت القطة و انا صيادك  (٢)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن