أناني

821 30 18
                                    

اتجهت لمكتبها صباح اليوم التالي لتدلف للداخل حيث لم تجد مارك
تنهدت لتضع اغراضها و تبدأ بعملها حتى جاءها اشعار لهاتفهها
فتحت الهاتف ليتضح انه اشعار تذكير لمثل هذا اليوم كان عرضها الازياء
الصور تنتشر مجددا و مجددا في صفحات التواصل و التعليقات تتجدد
تركت اعمالهازو عادت تنظر للصور... انه اليوم الذي نهضت فيه و بقوة
انه اليوم الذي سطع و لمع اسمها في اليوم الذي دخلت به اجواء الازياء و الشهرة و اصبح اسمها بتداول على كل لسان و صورها منتشرة في الارجاء
ابتسمت و هي تتمعن بالصور حتى لمحت صورة الكس من بينهم لتتوقف لبرهة تتأمل تلك الصورة
تبا كم من المشاعر تحملها تلك الايام
ايام عهدها مع الكس... اوليس هو من جعلها تصعد الى هنا؟ اوليس الوحيد من وقف بجانبها و ساندها
لم يكن يوما الكس قاسيا بل لطالما كان حنونا محبا
ادمعت عينيها و هي تذكر ايامهم سويا... حبهم... تذكر كيف استعادت روحها و حياتها بقربه... تذكر كيف كان كل شيء بحياتها... كيف انها تخلصت من ارهاقها معه... هو من جعلها تنتعش بالحياة مجددا
عكس مارك الذي دمرها و دمر حيويتها
مسحت دموعها لتنهض متجهة خارجة من مكتبها لتبحث عن الكس
عينيها تبحثان عنه في كل مكان
قلبها ينهش الما و يتقطع لاشلاء
تبا هي دمرت كل شيء بيدها... هي جعلت منه رجلا كئيبا
ما كان يستحق شيء من ذلك... هو لا يستحق سوى الحب وكل ما هو جميل
رأته في آخر الرواق يقوم بتقليب بعض الاوراق
انهمرت دموعها الحارقة على وجنتيها... تبا كيف تخلت عنه؟؟ فيما كانت تفكر؟؟ كيف تركته يواجه كل شيء بمفرده؟؟ كيف لم تفكر بألمه و معاناته... اللعنة لكل ما فعلته بقلبه
عينيها الان لا تنظران لدونه و لا تبحثان عن احد غيره
اوليست من احبته اولا؟؟ فلما فعلت ما فعلته
مسحت دموعها سريعا و اخدت تتجه نحوه حتى وصلت الي باعينها المتلألأة كانها تنظر اليه لاول مرة بينما رفع نظره نحوها مستغربا وجودها و وجهها المتعب
عقد حاجبيه لاستغراب ليردف : صوفي؟؟ ما تلك الحال التي انت بها؟
كادت تنطق بشيء ذلك قبل ان تسحبها ذراع من خلفها جاذبا اياها حتى ارتطمت بصدره
فتحت عينيها بصدمة حيث كان مارك من جذبها بتلك الطريقة حتى اخدت يده تداعب وجنتها ببطء قبل ان يطبق بشفتيه على خدها يقبلها بلطف و حب وسط صدمتها التي جمدت من اوصال جسدها باكمله حتى ما عاد بوسعها الحراك
قبلها بعمق قبل ان يفصل القبلة ناظرا لعينيها بعشق هامسا لها : اشتقت اليك زوجتي الجميلة.
كانت ما تزال متصنمة لا تفهم ما حدث لكن شيء واحد يدور بعقلها الا و هو الكس
التفتت نحوه لتجده قد غادر
تبا لقد تدمر كل شيء
علدت الالتفاف نحو مارك لتتبدل معالم صدمتها باخرى حاقدة غاضبة لتردف بحدة و غضب : تبا اك... مالذي فعلته؟؟؟ كيف تفعل شيء كهذا بي؟؟؟ اللعنة عليك ... اللعنة عليك
كادت تلحق بالكس لكن مارك كان قد جذبها مجددا لتتوسع عينيها بصدمة من افعاله : من اليوم ستفهمين شيء واحدا بشكل جيد انستي..... انك زوجتي.... و سنتعامل وفقا لذلك
كانت مصدومة حقا من كلماته لتحاول دفعه عبثا حتى دفعها ضد الحائط محاصرا اياها و انفاسه الحارك تضرب عنقها و هي تتنفس بصعوية : انتهت الالعاب و انتهى كل شيء... تحملتك كثيرا... ليس بعد اليوم... ستعودين معي للمنزل و تكونين زوجتي ... هل فهمتي ذلك؟
كادت تصوخ به لولا عيون الموظفين عليهم
ابتسم بجانبية ليقبل وجنتها مجددا مردفا امام الجميع : رحبوا بزوجتي السبدة صوفي
صمت الجميع للحظات قبل ان يعيد جملته ليبدأ الجميع بالترحيب بها باحترام مضيفين كلمة ( سيدة ) قبل اسمها
بينما هي ما تزال بحال من الصذمة الكبيرة
همست بوهن و هي لا تصذق : مالذي فعلته مارك؟؟ مالذي فعلته؟؟
رد ببرود : لا شيء سوى باشهاري لزواجي بك
فبعد كل شيء ... انا ما زلت زوجك و انتهى وقت اامرح
كانت متصنمة تماما و وحده الكس من علق بذهنها الان تبا كيف ستفسر له ما حدث
نظرت لمارك لتردف بلهجة فظة مع اعين حادة : لست زوجي و لن تكون يوما
قالتها و حاولت ان تبتعد عنه عبثا لكنه عاود و جذبها و عينيه تطلق شرر الغيرة و الالم : لما فعلتي ذلك؟؟ لما فعلتها الان؟؟؟ لما كسرتني للتو لما؟؟؟ لما جعلتني اظن ان العودة قائمة و الان تكسرينني لمااااااااا؟؟؟
قال الاخيرة بصراخ و هو يشدد على كفتيها و يصك اسنانه بغضب
بينما هي جفل قلبها و شعرت بالذعر لانفعاله للتو
تبا لم يجدر حدوث ذلك الان
ردت بالم : مارك يكفي ارجوك... ما عاد بوسعي النقاش بذلك
همهم بتوعد ليسحبها من رسغها وسط تأوهاتها المتألمة و هو يصعد بها للمكتب وسط نظرات الموظفين التي لم يبالي لاحد منهم حتى وصلا للاعلى
دفعها للداخل حتى تلوت و كادت تسقط بينما هو يغلق الباب و يوصده بالمفتاح ثم بحركة سريعة خلع معطفه و لن تنكر انها شعرت ببعض الخوف لافعاله المجنونة الان
نطق بحدة : ستقولين كل ما تشعرين به الان... كل شيء... ستصارحينني بكل شيء.. هل فهمتي ؟
ركضت نحو الباب لتفتحه لكنه امسكها ليدفعها ضد الحائط و يحاصرها راميا المفتاح بعيدا و هو يصك اسنانه ضاريه الحائط بيده بقوة حتى كادت تنزف لشدة احمرارها: قلت .. انك ... ستنطقين ... بكل شيء..... الاااااننن
كانت ترتجف و قلبها ينبض بعنف و هي تبكي بخوف لتهمس بوهن: لرجوك مارك... ارجوك تعبت.. انا حقا خائفة الان
ضحك بسخرية : و اللعنة لا اكترث لشيء الان ... ف انا من تعب
زمت شفتيها بالم و هي تنظر بعينيه : اتعلم شيئا..... ذلك ما جعلني اتخذ قراري الذي ظللت افكر به منذ ايام ..... انانيتك..... ذلك ما جعلني انا و الكس مختلفين عنك....
تنهدت مغمضة عينيها رافعة شعرها عن وجهها بكف يديها بتعب ثم عاودت فتح عينيها بوضوح الان : ساقول لك كل شيء... لن اخبئ شيء عنك ... ساصارحك لان لديك الحق بذلك... لكن بعد اليوم فلا يحق لك التدخل بشيء بعدها
رد بحدة و قسوة: ذلك قرارا انا من يتخده... كوني على علم بذلك
زفرت لتردف : سنناقش تلك المسألة لاحقا
همهم لتكمل : منذ التقيت بك... علمت ان ثمة شيء غريب بينما لن يكون طبيعا... علمت ان زواجك من شارلوت ليس عن حب كما كانت تظن هي
لا اعلم السبب الذي جعلك تعزم على الزواج منها... منذ شعرت بك تغلق .... تنهدت لتكمل : تغلق سحاب فستاني و انا اشعر بشيء غريب نحوك... لم يكن حبا... كان شعورا بالرهبة... كنت اشعر بشكل مستمر بأن علي الابتعاد عنك... و كدت انجح بذلك و انا التي ظننت انني فشلت و اتضح انك كنت من يتقرب مني.... لم اكن افهم لمرة لما ابتعد عنك... نظراتك نحوي... ملمس يديك التي تصافح يدي... تعليقاتك مهما كانت عادية او بسيطة كنت افهمها على نحو اخر مختلف لما يفهمه الجميع... كانني كنت احس بما تود ان تنقله لي... لذا كنت اشعر بااخوف منكو افكر مليا قبل فعل اي شيء جنوني او متهورو لو كان عاديا لكنني كنت احاول ان ابقي نفسي آمنة منك رغم اعتقادي الجازم بأن لا شيء قد يحدث مقنعة نفسي بذلك باستمرار مع مرور الايام
كان مجرد شعور بالرهبة و الخوف و القلق
و كلما كان يُذكر اسمك يقشعر جسدي و احاول الهرب منك

انت القطة و انا صيادك  (٢)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن