لماذا عدت؟

917 32 7
                                    

بينما كانت تمشي جاءها اتصال من شارلوت
تنهدت بضيق لتجيب بخفة: انا لستُ بخير دعيني قليلا ارجوكِ
ردت شارلوت بالم: صوفي ارجوكِ اسمعيني... انا... انا لم اقصد... ارجوك فقط لمرة
صمتت صوفي لتكمل الاخرى: انا اسفة حقا ... ارجوك لا تحملي بقلبك شيئا سيئا اتجاهي.. انا فقط كنت اسأل عن مارك .. لربما لربما هو عاد لكي
قاطعتها صوفي بحدة: اتعلمين شيئا شارلوت؟
صمتت الاخرى لتكمل صوفي بنفس النبرة : ارجوك الا تتحدثي عن مارك مجددا... فبعد كل شيء هو ما زال زوجي
قالها و اغلقت الهاتف لتزم شفتيها بالم كابتة دموعها و هي تعلم انها جرحت اختها للتو لكن طفح الكيل من كل شيء هي تعبت و علبها ان تنال قسطا من الراحة
وصلت للشركة فقد آن أوان ان تبدأ مشوارها في الصعوبات و العمل عليها حتى تستنتج الحل اللازم لمعضلتها
دلفت للداخل و تشعر بقشعريرة غريبة في جسدها
تذكر اليوم الذي حلمت ان تكون احد اعضاء هذه الشركة و نجم عن ذلك عملها كخادمة فيها
تذكر كيف سلمت ملفها لاختها
كيف استدعاها بعدها مارك و كيف كانت سعادتها متغاضية النظر عن كل شيء
تتألم نعم تتألم كثيرا
كانت لتكون ناجحة هنا لكن الكس انتشلها من ذلك العذاب و الضمور الى انجح مصممة ثم عارضة للازياء لتصبح بعدها الاشهر و جميع المجلات يطلبونها بعد تصميمها
مسحت دمعة انسابت على وجنتها لتستقل بالمصعد و تصعد لمكتبه
نبضات قلبها تتسارع و شيء غريب تشعر به
كانها تقابله لاول مرة... كانها لم تكن يوما زوجته لشهور او لربما لم تعد تنظر اليه على انه خطيب اختها السابق
وصلت للطابق المنشود
لتخرج و تتجه لمكتبه
اقشعر جسدها تماما حينما طرقت الباب تنتظره لثوان حتى جاءها صوته يأذن لها بالدلوف
فتحن الباب لتدلف ببطء
رأته يرفع نظره نحوها لتتصنم تماما
ثوان مرت قبل ان يردف بخفة : اغلقي الباب
ابتلعت ريقها لتغلق الباب و تتقدم نحوه
كانت تفضل على الا يحدث اي تواصل بشري فهي ليست تماما على ما يرلم
خصوصا بعدما حدث الجدل بينها و بين شارلوت
اردف بعملية و هو يتابع عمله: اخالك لن تعيدي عملك السابق هنا صحيح؟؟
ك خدامة مثلا
رفعت نظرها غصبا عنها نحوه و نيران من الالم تتأجج بداخلها
لتضرب المكتب بكلتا يديها : لن اجعلك تهينني مرة اخرى
كان باردا تماما و يتابع عمله بهدوء تام ذلك قبل ان يردف بخفة يتخللها بعض السخرية : كنتِ تضبطين نفسك كثيرا يا انسة منذ دخلتي
انفعلتي بثوان؟ هه لا بأس... عموما .... ذلك ليس من صالحك
صمت ثوان ليرفع نظره نحوها مكملا : بعد كل شيء انت من بحاجتي و ليس العكس
كان ينظر لعينيها التي تلمع من شدة غضبها ليبتسم بجانبية مثيرا كل جزء منها من الاستفزاز القاتل و يردف بخفة : لن اهينك عزيزتي... بعد كل شيء انت امرأة ناجحة ... لكن ذلك لا يعني كوني مديرك و يتوجب عليكِ طاعتي
زمت شفتيها بقهر ليكمل : عموما مكتبك سيكون هنا
صمتت لثوان قبل ان تردف : عفوا؟
رد بعملي : مالذي لم تفهمينه؟
ردت بحدة: لن اعمل معك بذات الغرفة... لا يحق لك اجباري
نهض لتشعر بالذعر حينما التف عن مكتبه و وصل قربها
اقشعر جسدها بالكامل ليردف بتحذير : اسمعيني انستي... منذ اتيتِ و انت تعترضين... اتعلمين كم من المعروف اقدمه لكِ؟؟ و لاجل ذلك التافه؟
الكثير صوفي الكثيرررر.... اقدم لكِ و له العمل اضافة لانني ساعيد لكم الشركة ... كرما مني... لستُ مجبورا.... عليكِ الاصغاء و الطاعة فقط لانكم من بحاجتي... و الا اقسم لكِ ان ابقي الشركة لي و لن ابالي
ترقرقت عينيها بالدموع ليكمل بحدة: ان لم تلتزمي ما قلته عندها انسي امر الشركة .. بل حتى العمل في اي شركة اخرى لن تنالوه... هل هذا واضح؟
اومأت بانسكار و الم و هي تحاول مسح دموعها وسط جبروته و قسوته عليها... تتحمل فوق طاقتها و ما عاد بوسعها الاكمال
لكن لاجل الكس فقط
همهم بخفة ليردف : صباح الغد ستجدين طلولة مكتبك على هذه الزاوية
لا يهم ان لم تنل اعجابك ... اما عن الان... فحضري لي القهوة
نظرت له بالم لتردف بصوت حاد مرتجف : لن اسامحك يوما
ابتسم بسخرية ليردف : لا انتظر من فتاة انانية مثلك شيء كهذا
كادت ان تعلق لكنها فضلت الصمت فلا شيء سيجدي نفعا بعد الان
غادرت المكتب ليتنهد هو بتعب شديد

نزلت للاسفل لتحضر القهوة و هي تلعنه بسرها
ما يفعله معها هو اشبه بتحدٍ و لن تخسر فيه
ستعلمه معنى اللعب مع صوفي
هو من بدأ الحرب و هي من سينهيها
ذلك ما كانت تفكر فيه هي حينما كان هو يسند جبهته على مكتبه بتعب
و ارهاق... عانا كثيرا ليقدم على خطوة العودة و هو يعلم انها قد تسبب له العديد من المشاكل و قد تسبب له قرار نهائي لا عودة عنه الا و هو خسارة صوفي
هو لم يتخلى عنها بل هرب... هرب من محاولتها لطلب الطلاق
لم يتحمل فكرة انفصالها عنه لم يتحمل فكرة ارتباطهل باحد غيره
ذلك اليوم كان يعني ما قاله... حينما وعدها بإيصال لها ورقة الطلاق و اخبار اهلها بالحقيقة لكنه لم يستطع.. هرب لان لا طاقة له على تحمل فراقها و ما زال لا يستطيع حتى اللحظة
يرى القسوة ر الحدة في كلامها لكن عينيها لا يرى فيهم الا بريق خافت
موجه نحوه يجعل كل خلية في جسدك تطالب بها لتكون معه و يأبى عقله الا ان يكمل فيما بدأ به
ليس كرها فيها و لا انتقاما كما تفهمه هي
هو يتعذب كثيرا حتى الان لانها لا تفهمه
هو يريد قربها فحسب و لا يجد طريقة لذلك سوى الضغط عليها
يريد ان يكسبها اليه
هو مجروح نعم و يفعل كل ما يفعله لانه مجروح منها
بسبب انعدام قرارها و تشويشه معها
لا يفهم ما تبغى و لا ما تحب
لربما هو و شارلوت سببا لها العقد تلك .. عقد يصعب فكها بوقت قصير
لربما تحتاج لوقت كافٍ لتختار طريقها
لذلك هو عاد
عاد لتختار هي حسب رغبتها... عاد رغم عدم رغبته بالعودة
لكن فقط لاجلها و لاجل انهاء كل شيء
عاد ليتأكد تمام التأكيد انها ستختار هده المرة هي لا هو و لا حتى للكس
عاد ليخيرها و لن يكون بشكل مباشر بل بحسب عملها و تصرفها
لذلك لن يطلقها قبل ان يتأكد انها لم تعد تريده و لربما لم ترده يوما
و لربما تريده لكن يمنعها شارلوت
ايا كان هو على اكيد انها ستختار هذه المرة و لن يتراجع
لانه سيعود من حيث اتى قريبا ما ان تختار
هو يريدها قربه الان ليفهم تمام الفهم ما تمر هي به و لا شيء يمكنه منعه فبعد كل شيء هي ما تزال زوجته و تلك الفكرة تؤرقه و تتعبه لانه مسؤول منها و ليس بوسعه فعل شيء
بينما هي تفكر انه عاد لينتقم و يأخذ بثأره المزعوم
مسح وجهه بكف يده لينهض و يتجرع كأسا من الماء
يذكر فقدان سيطرتها و انفعالها ... نظراتها.. كلامها
صوفي لم تتغير و حبه لها لم يقل يوما
طلق زوجته رغم انه شعر بالندم بدايةً لكنه تأكد انه الحل السليم لكليهما فلن ينعما بحياة هنيئة بعد اليوم فسيظل هو محبا لصوفي و ستظل تذكره بخيانته لها
ففضل الحل الاسلم و الافضل الا و هو الطلاق و ان حدث الان و لم تختره صوفي فسيتطلق للمرة الثانية
و هو لا يعلم حقا كيف حدث كل ذلك
متى تزوج و متى تطلق
خرج من شرود على صوت طرق الباب ليتنهد بخفة مرتديا قناع البرود
دلفت صوفي حاملة القهوة لتسير ببطء متجهة لطاولة مكتبه لكنها تعثرت فجأة لتنسكب القهوة باكملها
انتفض بذعر علبها بينما تصنمت هي مكانها
كانت بحالة ذهول بينما هو اقترب منها يتحسس وجهها : لنت بخير؟؟ هل اصابك شيء
رفعت نظرها نحوه لترى القلق و الذعر في عينيه
ابتلعت ريقها بصعوبة لتردف بتوتر : انا... انا بخير... لم يصبني شيء... لم تسقط علي
نظر للقهوة المصببوة ارضا ليتنهد بتعب مردفا بعد ثوان بحدة: كوني اكثر حذرا
لم تعلق ف ما زال عقلها في مشهد عينيه التي تنبع قلقا واضحا عليها
و شعوره بالذعر
تنهدت لتنظف المكان بينما عاد هو لطاولته يكمل عمله
اتجهت صوفي نحو الباب لتخرج حتى توقفت للحظة ملتفتتة نحوه مردفة بوهن: لماذا عدت الان مارك ؟

انت القطة و انا صيادك  (٢)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن