انت القطة و انا صيادك (٢)

خيانة

رفع نظره ليراها واقفة امامه تبتسم بسعادة حاملة التصميم بين يديها
ابتسم بجانبية ليردف : تفضلي
اومأت لتجلس بجانبه و تشير له : انظر... انت صممت الفستان ليكون بهذا الشكل
اخرجت تصميمه مقابلا لخاصتها لتكمل : لو اننا حددنا نوع القماش ليكون فستانا شتويا بدلا من كونه صيفيا... و وضعنا هذه الياقة هنا بتلك الطريقة
فسيبدو مميزا للغاية مع الوان الشتاء الداكنة
نظر للتصميم ثم ابتسم بخفة: علمتُ ان ظني فيكِ لن يخيب
ابتسمت بفخر لتردف : سعيدة لذلك
نظر لها اتختفي ابتسامتها تدريجيا و هي تذكر الوضع الذي هما فيه
تنهد ليردف : كيف حالك من بعدي صوفي؟
نظرت له لثوان بصمت لتردف بنبرة واهنة: حالي؟؟ هل تسأل حقا
وضع الاوراق جانبا ليردف : انني جاد
ابتسمت بصعوبة لتردف: انني بخير دائما...
همهم ليردف:اتعتقدين ان ذلك ينطلي علي؟
نهضت لتردف : اعذرني سيد مارك... علي الذهاب
لم يعلق لتنسحب من المكتب و تخرج منه و ما ان اغلقت الباب حتى استندت عليه تبكي بصمت للحال الذي آلت اليه الان
رأت في عينيه اليوم نظرة العتاب الحنية و الاشتياق و لربما رأت انعكاس لحالها به

اتجهت لمكتب الكس حيث كان موجودا لتطرق الباب بخفة
اذن لها ان تدخل لتفعل
نظرت له لثوان قبل ان تردف : علينا ان نتكلم
رد و هو يجمع بعض الاوراق : انا بخير ماذا عنكِ؟
صمتت لثوان قبل ان تقترب جالسة القرفصاء امامه كرسيه الجالس عليه ممسكة بيديه: الكس... ارجوك لا يجب ان تسوء حالتنا اكثر من ذلك
ابتسم بسخرية ليردف: كان عليك التفكير بذلك قبل ان
قاطعته : قبل ان ماذا هااا؟؟؟ قبل ان ماذا؟؟؟.... اتذكر لما اتينا الى هنا
ابتسم بسخرية ليردف : بل اذكري انت صوفي... عليك انت ان تذكري
قالها ساحبا يديه من خاصتها
نهضت لتتنهد مردفة : تعلم جيدا ما يسببه لي هذا المكان من مشاكل
تعلم كم الفوضى التي حدثت بسببه... تعلم انني اصبتُ بالارق و انا افكر متى سيعود لننهي كل شيء
ابتسم بسخربة : نعم اعلم جيدا.... اعلم ان الفوضى تحدث داخل قلبك تماما
اعلم ان الارق اصاحبك لتفكيرك به... اعلم ان المشاكل تحل بسببه بيني و بينك
صمتت ليكمل : لا تجملين كلامك على انه حقيقي صوفي
ابتلعت مرارتها لتقترب منه مردفة بالم و هي تضرب صدرهو تنظر لعينيه بقهر: ان كنت اعشقه... ان كان يتربع على قلبي ... فلم ارغب حتى يوما بعودته و لا حتى تواجدي هنا... لانني سأضعف... اعلم انني ساضعف... اتيت لاجلك فقط... لتستعيد حباتك التي خسرتها بسببي... اتيت فقط و فقط لاجلك رغم كرهي لكل شيء هنا... تم طردي من هنا منذ عامين.... و رغم حبي للازياء و المكان هنا الا ان كرامتي قد اهينت حينما تم طردي
لم اشأ عودته حتى لا يعود كل شيء معه... انا ضعيفة نعم ضعيفة .... رغم كل ما فعله... الا انني اعلم انه يفعله لينالني... وذلك يؤلمني بالاكثر لانني مازلت زوجته... اجهل ما يريده الان من عملنا هنا سويا
لربما انتقاما مني و لربما انتقام منك... او لكلينا
لتحل المشاكل بيننا تماما كالان
لكن رغم كل شيء انني مازلت اقاوم نفسي و قلبي و رغبتي لاجلك
رد بحدة: ليت بحاجة لشفقة
مسحت دمعة من عينيها لتردف لالم: ليست شفقة.... انا من يتألم... انا مجروحة الكس من الجميع... منك و من مارك ومن اختي و حتى امي
انتم جعلتم من حياتي عشوائبة
احاول التفكير بمنطقية تتعارض مع قلبي
لكن لا يحدث.... كل شيء يتدمر و يصبح اكثر تعقيدا
اردته الا يعود لنعيش حياة هنيئة انا و انت لان...
تنهدت لتكمل : لان المنطق و عقلي و كل ذرة في الكون تنطق بك انت و لكن
زمت شفتيها بقهر لتكمل متألمة: و لكن ثمة شيء بي لا يساعدني على اتخاذ ذلك القرار بسبب مارك... اضافة لانني لم استطع حتى اللحظة الحديث معه بشأن الطلاق.... ليس بوسعي بعد و ان اخبرته فلن يستجيب و لربما يقلب للوضع ضدنا و لن ننال شركتك حينها
لستُ كاذبة الكس..... قد اكون مخطئة لا اعلم... و رغم ذلك انني مازلت احاول السير بشكل مستقيم بعيدا عن الانحناءات حتى لا اقع
انني مقيدة به بشكل او باخر
بشكل اجهله الكس... دعني آخذ وقتي في التفكير ارجوك... اعطني الفرصة لاتخذ قراري النهائي... اعدك مهما كان قراري سيكون بكامل رغبتي دون اي ضغط و ساكون صريحة معك
لكنني ضائعة الان و محتارة ... عودته ما تزال صدمة بالنسبة لي
وجوده قريبا مني غريب
ارجوك امنحني الوقت اللازم... فقط و بعدها اعدك ان ينتهي كل شيء
لكن مهما حدث... سواء كنت انت ام هو.... ستكون شيء مميزا بحياتي
شيء لا ينسى.... و تذكر ان اي شيء افعله دون رغبتي فهو ليس سوى لاجلك
كادت تلتفت لتغادر لكنه اوقفها بكلماته: لن ازعجك بعد اليوم... ليس لانني مقتنع بما يحدث تماما... فقط لانني اعلم ما انت عليه و اعلم الحال التي انتِ بها... لكن لن انكر غضبي و ضيقي بسببك.... ليس بوسعي فعل شيء حيال ذلك
ساترك الامر لكِ... لكن حتى ذلك الحين... ارجو الا تكلميني او تحتكي بي
التفتت نحوه بدهشة من كلماته ليكمل: لا شيء سيؤثر على قراراتك سوى نفسك... لذا اتخذيها دون تأثيرات... ثم انني غاضب منكِ فلا اريد ان اجرحك بكلماتي او ردود فعلي... لا اريد ان اكون ملاما مجددا... يكفي ما حل منذ زمن
ابتلعت مرارتها معتصرة كف يدها بالم لتومأ بخفة مردفة بغصة: فهمتك
قاطعها بحدة: ارجو ان تطبقي ما فهمته.... ليس لدي طاقة لاي شيء اخر
اومأت لتعاود الالتفاف و المغادرة سريعا