زوجتي

921 26 9
                                    

كانت تشعر بالغرابة الشديدة .... لا تعلم ما مدى صحة ما تقوم به
آخر شيء كانت تتوقعه هو قبولها و رضوخها لقلبها ... كانت تجهل انها بهذا الضعف و بتلك الحساسية المفرطة
كانت قد استسلمت امام كلماته.... ليس بوسعها التصديق انها بين يدي من كانت تنفر منه و تلعنه ليل نهار و تبعده عنها حتى صدقت لفترة انها كرهته
لا تصدق انه كان بوسعه تغييرها بتلك الطريقة
لقد اخبرها في وقت سابق انها ستحبه... تذكر جيدا لكنها لم تعي للامر اهتماما بل اخذت كلامه على محمل السخرية
لطالما ظنت انها قوية و يحكمها عقلها حتى علقت بين يديه و دمر ما معتقداتها
انها الان واقفة تعانق الرجل الذي كانت على يقين انها لن تنظر البه يوما
واقفة دون اي رد فعل معاكس
مستسلمة لرغبات قلبها
تستشعر بيديه تحاوطانها و تغمرانها بدفء غريب لم تستشعرع مسبقا
على يقين في وقت سابق انها ستمقته لكنها الان تسلمه نفسها
حينما شعرت بملمس شفتيه تحطان على عنقها اقشعر جسدها باكلمه
أهو شعور انه زوجها من يلمسها و يقبلها ؟؟ ام لانه تشعر انها تركب اثما بذلك
هي لا تدري ... فقط احست بغرابة شديدة كانها مستسلمة للخطأ
ابتعد عنها قليلا حينما شعر بنبضات قلبها الغير طبيعية
عقد حاجبيه بقلق : انت بخير؟
اومأت بصعوبة و هي تتحاشى النظر اليه ليبتسم بخفة متفهما ما تشعر به
لربما استعجل... هي بالكاد قبلت به... ليس عليه ان يتسرع في ذلك فهي لن تتقبل الامر بسهولة... يعلم انها ما تزال تشعر بنفسها مخطئة و ذلك يؤنبها
لذا سيمنحها الوقت لتتأقلم معه
امسك كف يدها لتنظر اليه بتساؤل بينما سحبها هو نحو الكنبة ليجعلها تجلس : تريثي و لا تقلقي... لسنا على عجلة من شيء
اومأت بخفة و هي ضائعة بحق... بعد كل شيء... ذلك الرجل قبل اختها و كانت على علاق معه لمدة لا بأس فيها
ليس سهلا عليها ان تتجاوز كل ذلك
اقترب منها ليضمها لصدره مقبلا مقدمة رأسها : اهدأي
بللت شفتيها و هي تسمع نبضات قلبه فقد كانت ملتصقة بصدره
تبا تشعر بمشاعر غريبة تخالطها
و بلا ارادة منها كانت قد وضعت كفها موضع قلبه لتغمض عينيها تستشعر بالنعيم حولها بينما هو ينظر اليها لدقائق قبل ان تغط بالنوم
تنهد و هو يحدق بها قبل ان يمسح وجهه بكف يده
كم عانى لوصوله لتلك النقطة
اللعنة كم كان صعبا... ها هي الان بين احضانه تنام بعمق و راحة
اخيرا وجدها مطمئنة البال
لن ينكر ان ما قام به و ما حضرها عليه هو السبب بجعلهم الان معا
و هو قد اخطأ لكن تلك النتيجة كان لابد منها
داعب شعرها ببطء ليتنفس مجددا براحة... لم يذق طعم الراحة منذ زمن
مهما اشتدت علبه الظروف في وقت سابق لكن صوفي كانت اكبر همومه
والان زاح همه عن قلبه اخيرا
اقترب مقبلا وجنتها بحب
الان يقبلها برغبتها التامة دون اي اعتراض منها
تبا ما الذ شعور الحب
شعر بها تتململ بعد ساعتين لتفتح عينيها و هي ترمش ببطء حتى وجدته امام عينيها
رمشت عدة مرات قبل ان تستوعب و تنهض سريعا عنه
ابتسم بخقة على سذاجتها بينما هي تلف خصل شعرها التي تمردت على وجهها خلف اذنها بتوتر و هي تشيح النظر عنه
نهض ليجلس القرفصاء امامها : هل نمتِ جيدا؟
بللت شفتيها قبل ان تجيبه بشيء من التوتر: هاا ... انا... انا لم اقصد النوم لا اعلم متى نمت و
قاطعها : نوما هنيئا لجميلتي
توردت وجنتيها بخجل لتبتسم بخفة بينما امسك هو بيديها مقبلا باطنهم بحب حتى اقشعر جسدها بالكامل
همست بخجل : مارك
نظر لعينيها مردفا : عيونه
اقتربت ببطء نحوه لتحاوط وجهه بكف يديها الصغيرة و تقبل وجنته ببطء و خدودها انفجرت من ااخجل المفرط
ابتسم بخفة مغمضا عينيه مستشعرا رحيق حبها الذي تبثه الان
همست بحرج في اذنه : احبك
نظر لعينيها و هي تحاول الفرار من بين يديه الا انه جذبها لتتساقظ في احضانه : لم تحزري ان تشعلي النيران في قلبي ثم تفري هاربة
ابتلعت ريقها لتهمس : لدي عمل مهم
رفع حاجبا ليردف : اي عمل ذلك ؟
ردت بتوتر : عععممممل
ابتسم بسخرية ليردف : كفاكِ حماقة صوفي ... انت تعملين هنا
عضت على شفتيها بغباء بينما هو يتابع تصرفاتها باستمتاع
افلتها من يديه ليردف : سأدعكِ الان.... لكن سآتي اليكِ مساءً فكوني جاهزة
قالها و نهض لتسرع و تلحق به ممسكة بيده : اي مساء؟؟ تبا اي مساء؟
نظر لها ليردف : ما المشكلة؟
اخدت نفسها لتردف : امي و اختي في المنزل كيف ستأتي
نظر لها لثوان قبل ان يجيبها: بصفتي اني زوجك
تنهدت بضيق لتردف : اسمعني مارك ارجوك... انا... انا اعلم ذلك و حقك... اعني حقك بالقدوم لكن... لكن انت تعلم الحال التي نحن بها ارجوك ... لا تأتي ... دعنا نلتقي هنا في الشركة ما رأيك
نظر لثوان قبل ان يبتسم بسخرية ماسحا وجهه بكف يده : سألتقي بزوجتي خلسة في شركتي؟؟ هل انت واعية لما تقولينه؟؟؟ بحق السماء اي لعنة تلك التي تقولينها ؟
تنهدت بضيق لتردف : مارك ارجوك فقط امنحني بعض الوقت
دفعها ضد الحائط ليلتهم شفتيها و يحاوط خصرها بينما هي تتخبط بين يديه و قلبها يطرق كالطبول بينما يهمس لها : لا يمكنني.... الا تفهمين بعد ما اعيشه الان؟؟؟ لا يمكنني... سآتي اليك مساءً و الى ذلك الوقت تجهزين حقائبك قبل نقلك لمنزلي... حسنا حبيبتي؟
كانت تتنفس بصعوبة و نفاسها اللاهثة لتلتقطها بصعوبة اكبر
بينما مسح هو على وجهها بخفة مبعدا خصل شعرها على وجهها ليقبل وجنتها بخفة قبل ان يهمس لها : الوداع للمساء
قالها و خرج تاركا اياها بحالة من الصدمة
تبا لقد جن تماما الان... ما عساها تفعل؟؟ اولم يكن سيمنحها الوقت الكاف؟؟ ماذا جرى؟؟
لا يمكن بتاتا ان تصارح اهلها بتلك الطريقة

عادت للمنزل و كلها افكار بما هو آتٍ عن قريب
نظرت لامها التي عادت اليوم من اميركا
كانت تعد العشاء
سارعت اليها تحتضنها لتبادلها الآخرى العناق بحب : كيف حالك صغيرتي؟
تنهدت صوفي لتجيبها بوهن: انا بخير
نظرت لها ايفا بأسى: علينا ان نتكلم
اومأت صوفي مؤيدة كلام امها رغم علمها ان الكلام لن ينتهي على خير
اطفئت ايفا الفرن لتتجه لغرفة الجلوس رفقة ابنتها
جلستا لتنظر ايفا لابنتها و هي مهمومة شاردة لتمسك بيدها: كوني على اكيد انه مهما حصل هذه المرة سأصغي اليكِ و اتفهمك لانني على يقين ان صوفي لا ترتكب خطأ قاصدا و انها ستفعل ما ترتئيه مناسبا
نظرت لها صوفي و قلبها يخفق بخوف : امي ... انا لا اعلم ما..
قاطعتها ايفا : انظري يا حبيبتي.... احيانا لا يكون احد منا محقا او على صواب و كلا منا لديه وجه نظر و صحة من رأيه و ذلك لا ينفي وجود الخطأ او صحة الصواب بل علينا ان نحكم من منظور بعيد
و لستُ انا او بأنت قادرين على ذلك لان كل منا يرى الموضوع من منظورة و المشاعر تحكمنا في غالب الاحيان
تنهدت لتكمل : لكنني على يقين... ان اي شيء ستفعلينه او تقولبنه سيكون بعد تفكير ممعن منكِ لانك صوفي .... صوفي الواهبة ليست الناصبة
لذا انني اثق بكِ و بقرارك لو كان خاطئا بالنسبة لي
ابتسمت صوفي لتردف : شكرا لكِ امي لمنحي تلك الثقة
ابتسمت امها بحسرة لتردف : ليتني آمنت بكِ مسبقا لكن حصل ما حصل
ردت صوفي بتأكيد: ذلك خير للجميع انا على يقين
اومأت ايفا لتتنهد صوفي قبل ان تردف بخفة : امي انا... انا اعمل الان بشركة مارك
صمتت ايفا تماما لتكمل صوفي : عاد منذ شهرين تقريبا... لم استطع اخبارك ... كنت خائفة... و شارلوت.... شارلوت كانت متوترة و قلقة
لا اعلم ما يجري انا فقط
قاطعتها ايفا: اهدأي و تريثي و اكملي
عادت و تنهدت من جديد لتكمل بهدوء : عاد و استولى على شركة الكس
حتى بت انا و الكس نعمل معه غصبا عننا.... استمر الامر طوال الشهرين كان يحاول فيها التقرب مني و ... واستعادتي
اومأت ايفا لتكمل صوفي و هي تبكي : امي انه ..
صمتت عندما طرق الباب ليخفق قلب صوفي برهبة و خوف
نظرت لامها لتلتبع ريقها حينما نهضت ايفا لتفتح الباب
مسحت دموعها لتنهض بارجل مرتجفة قبل ان تفتخ ايفا الباب و يطل مارك بحلته البهية كعادته بينما سمعوا صوت طرقات على السلالم حيث كانت شارلوت تنزل الدرجات نحوهم
نظرت صوفي الثلاثة معا لتبتلع مرارها بصعوبة بالغة ....

انت القطة و انا صيادك  (٢)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن