كانت ياسمين نائمة في غرفتها وعلى سريرها تتقلب وتضطرب أنفاسها وكأنها تقاوم شيئًا يخنقها، يراودها كابوس لا تستطيع أن تهرب منهُ، ترى نفسها مرتدية ثوبًا أبيضًا، ولكنها في غابة موحشة لا أحد هناك غيرها مع تلك الأشجار الميتة والصمت الرهيب ومن بين أغصان الأشجار خرج سرب من الخفافيش السوداء بعيون حمراء، ارتعبت منها وركضت بعيدا عنها ، ظلت الخفافيش تطاردها في كل مكان، وهي تصرخ وتهرول هنا وهناك، فجأة تعثرت قدمها وسقطت على الأرض، فإنكبت فوقها الخفافيش على الأرض وهى تصرخ تحاول النهوض وتشيح بيدها حتى تبعد الخفافيش عن وجهها ، فشعرت بيد أحدهم تمسك بها وتهزها بعنف، فزعت، وقفزت من الفراش وهي تصرخ.
رأت فوقها وجهًا اسود في الظلام يحدق بها فصرخت بشكل أعنف ويتصبب العرف فوق جبينها، فمد ذلك السواد يده فأضاء نور المصباح فتبينت أنهُ وجه سمر، وهي تقول لها:
- ياسمين استيقظي، ماذا بكِ لماذا فزعتِ هكذا وأنا أوقظك؟
ردت وهي تتناول كوبًا من الماء وتأخذ نفسًا عميقًا:
- لقد كان كابوسًا مرعبًا، شكرًا لأنكِ أيقظتِني، كيف علمتِ أنني كنت في كابوس؟
- لم أكن أعلم حتى صرختِ في وجهي ، الأمر فقط أن والدتك.. فصرخت ياسمين وقاطعتها قائلة ماذا بها؟ هل حدث لها مكروه هي أو إخوتي؟ هيَّا أجيبيني.
مدت يدها تهدئها وتمسك بها برفق وقالت:
- لم تعطني فرصة لأكمل حديثي، إنها فقط تود التحدث معكِ في شيء مهم ، الجميع في انتظارك.
ذهبت ياسمين بسرعة إلى اللاب توب وجلست والجميع أمامها، وجوه الجميع لا تبشر بخير، وبسرعة سألت: ماذا هناك يا أمي؟
- ابنتي، هل تذكرين عمك محمد الذي حذركِ من قبل من أنهم سيطاردونكِ بعد روايتك الأخيرة؟
- أجل يا أمي ما بهِ؟ هل حدث لهُ مكروه؟
- لقد جاء اليوم وأخبرني أنهُ علم بمصادره الخاصة أن أحد الضباط الفاسدين قد توصل لمعرفة شخص قريب منكِ للغاية، وأنهم سيصلون لكِ من خلاله، فاحترسي من أي شخص قريب منكِ.
ظهر التوتر على وجهها وهي تفكر بذلك الكابوس منذ قليل، والذي استيقظت منهُ على كابوس حقيقي لا تستطيع الاستيقاظ منهُ.
ثم لاحظت توتر عائلتها فقالت:
- لا تخافي يا أمي، فلا أحد يعرفني هنا إلا سمر، وأنا آمنة والحمد لله.
ردت والدتها بغضب وهي تلومها:
- ما كان عليكِ كتابة هذه الرواية المشؤومة، هل حسبتِ أنهم لا يعلمون ما يحدث على أرض الواقع لتكتبِي عنهُ رواية؟
- أمي علمهم بما يحدث على أرض الواقع وصمتهم عليه أسوأ من عدم معرفتهم بهِ، فهذا عذر أقبح من ذنب.
أنت تقرأ
نجوم مختبئة
Romantikالْكَذِب كالرذيلة وَإِنّ كَانَّ مِنْ أَجْلِ الْفَضِيلَّة، فَالْغَايَة لَا تُبَرِرُ الوَسيلَّةِ، وَلَكِنّ مَاذَا لَوْ كَانَّ بَيْنَّك وَبَيْنَّ هَدَفَك كَذَّبَة صَغِيرَة؟ هَل ستصعد عَلَى سَلَالِمِ الْكَذِب الَّتِي تَهْوي بِك لِلْأَسْفَل أَم ستتمسك بِ...