الفصل الرابع عشر

311 13 6
                                    

وأصبحت السيارة تُقاد بيديه فقط بدون عقل يعقل أو عيون ترى غير ياسمين ، هي تُحلق بثوبها الأبيض أمامهُ فتلامس أطراف ثوبها الناعم برقة، وهو يتبعها ويستنشق عبيرها كزهرة الربيع، فجأة غادرت ابتسامتها وجهها البريء واختفت من أمام عيونه، وتحول لون أطراف فستانها الأبيض إلى سواد مخيف وهى تتلاشى في الظلام، ووجد نفسهُ يصطدم بعنف بسيارة سوداء..


لا يدري من أين خرجت؟ وتناثر أربع رجال في الهواء، اثنان منهما كانا يقفان بجانب السيارة، واثنان آخران كانا يقفان أمامهما، وصدم هو السيارة من الخلف بقوة فطرح الأربعة أرضًا، بينما اندفعت السيارة وانزلقت في منحدر على جانب الطريق، وظلت تتخبط وتصطدم بعنف على جوانب المنحدر حتى وصلت إلى قاعه كخردة قديمة متهالكة.


نزل من السيارة ينظرهم ووقف مذهولًا مصدومًا مما فعل، ولا يستطيع أن يصدق ما قد حدث.





لقد صدم السيارة الشبح السوداء.. سيارة الخفافيش، أجل إنها هي كانت في طريقها لقصر ياسمين، وفي الطريق توقفت منتظرة إياه أن يغادر حتى ينقضوا على تلك العصفورة البريئة بعيدًا عن صقرها الذي يحميها دون أن يدري .


وقد شعر أولئك الخفافيش بالملل من كثرة الانتظار، وخرجوا ملتفين حول السيارة منتظرين مغادرتهُ، فصدم السيارة والأربعة حولها ودفعتهم السيارة على جوانب الطريق وتهشمت عظامهم، و انزلقت السيارة على جانب الطريق حتى تحطمت.


لقد استفاق سليم من حلمه على كابوس الحادث، وهرول بفزع يدور حول السيارة ينظر ماذا فعلت؟ لو كان يعلم من هم لما أشفق عليهم، في بعض الأحيان تقدم لك أخطاؤك التي وقعت بها ما لم يقدمهُ لك الصواب، في هذه اللحظة تصبح نقاط ضعفك هي قوتك.


نقلت سيارة الإسعاف المصابين للمستشفى، وهو يتبعهم بسيارته، وظل يكرر اعتذاراتهُ على آذانهم مرارًا وتكرارًا، وهم مقيدون بالجبس، لقد هشم عظام الأربعة.


لم يكن يدرى أنهُ بهذا الحادث قد حمى حبيبتهُ، ليس ظاهر الأشياء كباطنها.


حملق بهِ الأربعة بغضب وهو يظن أن غضبهم بسبب الحادث فيكرر:


- أنا آسف، سأدفع تكاليف علاجكم في المستشفى، وعندما تخرجون سأشتري لكم سيارة جديدة و...


قطع حديثه دخول الممرضة وهى تمسك بهاتف ما وتقول: هاتف أحدكم لم يتوقف عن الرنين منذ وصولكم للمستشفى لقد نجى هذا الهاتف باعجوبة.


فرد أحدهم: كان في يدي عند الحادث


رد سليم: وجدته ساقط بين الحشائش لذا لم يتضرر وكلما كنت اجيب كان يغلق الهاتف في وجهي بمجرد سماع صوتي.


وفتح الهاتف و وضعه على إذن الرجل المجبر جسده بالكامل وأشار للمرضه بالامساك بهِ


فرد الرجل بصوت مهزوز خافت:

نجوم مختبئة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن