ياسمين عادت حياتها هادئة ، وقد اعتادت الحياة في إسطنبول، وطردت الوحدة بعيدًا عنها، فعانقت الكتابة من جديد، واحتضنت القلم، وقبلت الدفتر، وتمايل قلمها على الورق يرسم ويرقص من جديد، تتردد في أذنيها كلمات أحمد: "هل تعلمين؟ لقد اشتقت إلى كتاباتها، فهي لم تصدر أي روايات جديدة منذ عام، لدي شعور بأنها كانت تواجه مشكلات جعلتها تتوقف عن الكتابة، فالكتابة عمل إبداعي يحتاج لنقاء ذهن، بل وقلب، فهي تجمع بين كلمات ممزوجة بمشاعر لو لم تكن نابعة حقًا من قلب كاتب الكلمات لما وصلت لقلب القارئ وأثرت بهِ".
وقد أعدت قراءة كل رواياتها القديمة، ولكن لا يمكنني الارتواء من نهر كلماتها العذبة.
تفكر وتبتسم وهي تكتب، لقد أوشكت على إنهاء الرواية، وسوف أهديها لهُ، لا يمكنني أن أتخيل كيف سيبدو عندما يعلم أنني ياسمين المصري التي يبحث عنها.
سمر في غرفتها تتزين، ثم رن هاتفها أجابت
- ألو كيف حالك أخي لقد كنت مشتاقة لك، وطال الحديث بينهما، وعندما انتهت المكالمة اتجهت إلى غرفة ياسمين، وهي مستمرة في الكتابة والابتسامة لا تفارق وجهها، سمعت باب غرفتها يطرق، ثم دخلت سمر.
وجلست بالقرب من صديقتها ولم تتحدث بل نظرت ل صديقتها فقالت ياسمين:
- هل ستقولين شيئًا ما أم جئتِ للجلوس على الأريكة؟!
أجابت سمر بتردد :
- أنا لم أرَ أخي منذ وقت طويل بسبب عمل كلٍّ منا، وقد اتصل بي منذ قليل يدعوني لزيارته، فقد حصل على إجازة ويتمنى أن نقضي الإجازة كعائلة معًا، وأنا قد بدأت للتو في العمل في الشركة ولا يمكنني الذهاب.
نظرت لها ياسمين وهي لا تفهم ماذا تقصد، ثم قالت: إذن ماذا يمكنني أن أفعل؟
- أود أن أدعوه للمجيء إلى هنا فنقضي الإجازة معًا، ولا تخافي، هو سيمكث في الغرفة التي في حديقة القصر، ومعها مطبخ وحمام، أي أنهُ لن يحتاج للدخول إلى القصر مطلقًا، فقط زوجته وأولاده الصغار هم من سيمكثون معنا في داخل القصر.
- أوه يا سمر كل هذه المقدمة لتطلبي ذلك! أنا سأكون سعيدة بالتعرف إلى زوجة أخيكِ، هيا قومي بدعوته الآن.
ابتسمت سمر وشكرتها وانصرفت
******
لقد اقتربت الفرصة لقتل تلك الملعونة، قالها الرجل ذو الملامح الصارمة وهو يغلق هاتفهُ، فسألهُ مساعدهُ:
- كيف؟
- قمنا بالتجسس على كليهما، وسليم سليمان سيسافر قريبًا إلى ماليزيا، وهي ستكون بمفردها، وسننقض عليها، لقد حان موعد حصاد ما قد كتبت.
ابتسم هو كذئب ماكر، وتبسمت سمر بفرح وهي تستقبل أخاها وزوجتهُ بالأحضان في حديقة القصر، أخاها، وزوجتهُ، وابنتيهما الصغيرتان وخلفهما شاب، نظرت ياسمين وتساءلت إذا كان هذا شقيق سمر، فمن يكون ذاك الشاب؟ ولماذا يتبعهما؟
أنت تقرأ
نجوم مختبئة
Romanceالْكَذِب كالرذيلة وَإِنّ كَانَّ مِنْ أَجْلِ الْفَضِيلَّة، فَالْغَايَة لَا تُبَرِرُ الوَسيلَّةِ، وَلَكِنّ مَاذَا لَوْ كَانَّ بَيْنَّك وَبَيْنَّ هَدَفَك كَذَّبَة صَغِيرَة؟ هَل ستصعد عَلَى سَلَالِمِ الْكَذِب الَّتِي تَهْوي بِك لِلْأَسْفَل أَم ستتمسك بِ...