ارتدت كلتاهما فستانين اختارتهما سمر بعناية من قبل، بدت سمر كطاووس يباهى بجماله، في ثوب نجمة سينمائية، أما ياسمين فبدت كفراشة لا ترى جمال أجنحتها، وكان هذا يزيدها جمالا .
دخلا إلى قاعة الزفاف وسمر تتحدث لها قائلة:
- سأكون مشغولة قليلًا لأني كما تعلمين سأشرف على تنفيذ ترتيبات الزفاف.
- لا مشكلة، فقد تعرفت على بعض الفتيات، ويمكنني قضاء الوقت معهن.
ذهبت كل واحدة منهما في اتجاه، اختلطت ياسمين مع الحاضرات في الحديث، استمر المدعوون للزفاف في الحضور حتى امتلأت قاعة الفندق عن آخرها، بدأ الجميع يصفق بسرور لدخول العروسين.
بينما كانت ياسمين تشاهد العروسين وهما يرقصان بهدوء ركزت بعيونها وأطالت النظر وهما يميلان وكأنها ترى شيئًا خلفهما تريد التأكد من رؤيته، تميل يمينًا تارة، ويسارًا تارة أخرى، حتى لاحظت الفتيات ذلك فضحكن على فعلها، فانتبهت ونظرت لهن، فقالت إحداهن:
- لماذا كنتِ تنظرين بغرابة وتميلين هكذا؟
شعرت بالإحراج قليلًا، وقالت:
- لقد هُيئ إليَّ أنني أرى إحدى صديقاتي هناك بين الحاضرين في الجانب الآخر للقاعة، ولذا كنت أتأكد.
ثم سارت بعيدًا عنهن تنظر في نفس الاتجاه وتستمر في السير وكأنها تبحث عن أحد ما، وتسير وكأنها في عالم آخر، اختفى صوت الموسيقى والضوضاء من أذنيها ولا تأبه للحاضرين هنا وهناك، لم تكن منتبهة لما يحدث من حولها، ثم شعرت بيد تمسك بها من ذراعها، فشهقت، فإذا بها سمر تقول لها:
- ألا ترين امامك ؟ لقد كدتِ أن تصطدمي بالنادل وهو يحمل المشروبات.
ردت الأخرى وهي منزعجة وترفع ذيل فستانها:
-لقد خُيِّل إليَّ أنني رأيت.. فقاطعتها سمر وهى تشير بإصبعها قائله:
- انظري هناك، وهي تشير إلى مجموعة من الشباب فقالت ياسمين:
- أحمد! ماذا يفعل هنا؟ لقد ظننت أنهُ خيل إليَّ منذ قليل.
بعد أن قالت عبارتها الأخيرة انتبهت أنهُ ما كان يجب قول هذا، ولكن سمر لم تك تأبعه بل قالت بسرعة:
- هذا أكبر دليل أنهُ كان جاسوسًا، فماذا يفعل سائق مثلهُ في هذا الحفل الفاخر ؟
ردت ياسمين بسخرية:
- لن يختلف عما تفعلينه أنتِ هنا؟
- ياسمين، صدقيني، أشعر أنهُ كاذب في كل شيء يقولهُ.
ردت ياسمين وهي تنظر لهُ وهو يتحدث بتلقائية تامة تظهر في تحركات يديه وجسده:
- قد تكون تصرفاتهُ غريبة في بعض الاحيان، ولكن أشعر أنهُ ليس كاذبًا.
أنت تقرأ
نجوم مختبئة
Romanceالْكَذِب كالرذيلة وَإِنّ كَانَّ مِنْ أَجْلِ الْفَضِيلَّة، فَالْغَايَة لَا تُبَرِرُ الوَسيلَّةِ، وَلَكِنّ مَاذَا لَوْ كَانَّ بَيْنَّك وَبَيْنَّ هَدَفَك كَذَّبَة صَغِيرَة؟ هَل ستصعد عَلَى سَلَالِمِ الْكَذِب الَّتِي تَهْوي بِك لِلْأَسْفَل أَم ستتمسك بِ...