عاصفة رملية عاتية ، هواء قوي يحرك خصلات صوف الخراف ، فتبدا
تركض بعيدا عن راعيها ، وكلب أبيض اللون ذو شعر كثيف يركض خلفهم
ليدلهم على البحيرة التي سيشربون منها لم يأخذوا وقتآ طويلآ ،خفت وتيرة ركضهم
المتواصل وبدؤوا بشرب المياهرجل كبير بالسن ذو ستة عقود ، يلبس ثوبآ ابيض متكسرآ من كل النواحي
، له شعر كثيف ، ولحية طويلة بيضاء ، وتحت عينه اليمنى ندبة جعلها
والده تذكاره إليهعاد الكلب الى الرجل الذي انحنى بصعوبة وبدأ يداعب رأسه بخفة ، ثم رفع جسده إلى الاعلى ، وبدأ ينظر إلى السماء ، فكانت الغيوم تجمع شتاتها لتبدأ تخرج مافي داخلها ...
ناجى الرجل نفسه : يارب عسى ان يكون خيرا عميعا !
انزل رأسه ، ونظرا إلى ماشيته التي لم تتجاوز خمسة خراف يحاول المتاجرة بها
ليعيل عائلة المكونة من ابنته وزوجته طريحة الفراش ، حرك رجليه ، والتعب باد عليه ، ابتعد عنهم ، والكلب بجانبه ففقال له : حان وقت الرحيل .ينبح الكلب على الخراف في اشارة صريحة منه إلى أن وقت العودة قد حان دون جدال ؛
فهم يعرفون العواقب الوخيمة التي ستحدث لهم لو هرب احدهم من الكلب وصل الرجل
الى خيمته ، وراى فتاته تمسح على حصان كبير وتقبله بين الفينة والاخرى ، وبلغ مسامع
الفتاة نباح الكلب على الخراف فالتفتت ورات والدها مرهقا ، فذهبت اليه وامسكت يده
وقبلتها ، ثم وقفت على اطراف اصابع قدميها وقبلت رأسه : أبي يمكنك العودة الى داخل الخيمة ، سأدخل الخراف الحظيرة . مد الأب يده نحو ابنته ، ومسح على رأسها وقال :
بارك الله بك ! ابتسمت الفتاة ، وابتعدت عن والدها ، وبدأ الكلب بملاحقتها والدوران حولها
بحماس شديد ، والفتاة تبتسم بين حين وآخر وتمسح على رأس الكلب بحنان ، وصلت إلى
غرفة مظللة للخراف تحميهم من أشعة الشمس القوية ومن هطول الأمطار الغريزة التي تحميها الغيوم ، أغلقت الغرفة ووضعت قفلآ كبيرآ على الباب الحماية الخراف من السرقة ، نظرت الى الارض وكان الكلب ينظر إليها ونبح بقوة ، ثم ابتسمت الفتاة وكانها فهمت مايريده : هيا تعال لتأخذ جائزتك لهذا اليوم .
نبح مرة اخرى ، ثم سبقها نحو المطبخ ، وبدأت الفتاة تركض برشاقة وخفة حتى وصلت إلى المطبخ فأخرجت له عظمة فيها بقايا لحم من عشائهم البارحة ، وبدأت تلوح بها ، والكلب يقفز فرحا وينبح ، أو قفت يدها ونظرت إليه قائلة : هل تريدها ؟نبح بقوة ، رفعت يدها ورمت العظمة بعيدا ، وبدأ الكلب بملاحقتها حتى وصل أليها ، وبدأ
يعلقها ويبعد الرمال . اتجهت الفتاة الحسناء البالغة من العمر ثمانية عشر ربيعا نحو الخيمة ، كانت فاتنة ، جميلة الملامح ، معتدلة الطول ، بيضاء البشرة شعرها طويل أسود فاحم مسندل على كتفيها ، وعلى خدها شامة صغيرةاما ثغرها فقد كان صغيرا مذهلا ، وعيناها البنيتان الساحرتان تدهشان كل من يراها ، فيحسبها الظر ملكا على الأرض في هيئة بشر ، وما كان ذلك الجمال الملائكي الفاتن الا ليملأ قلوب الفتيات اعجابا او غيرة
( اعتذر عن السحبه النت كان مقطوع عنا بسبب مكان البيت اتمنى تتفاعلون ف بدياتي لاني بغير نمط الروايات قريب ل عاميه لكن ماعندي فكرة للان )
أنت تقرأ
بحيرة العشق
Humorخبايا الحياة كثيرة واصولها قليلة ووجودها لا معنى لها بقلوبنا فيها قد نصدقها او لا نصدقها ، ولكن لن تكن خفيه الحقيقة خفية !