البداية

1.4K 32 3
                                    

عاصفة رملية عاتية ، هواء قوي يحرك خصلات صوف الخراف ، فتبدا
تركض بعيدا عن راعيها ، وكلب أبيض اللون ذو شعر كثيف يركض خلفهم
ليدلهم على البحيرة التي سيشربون منها لم يأخذوا وقتآ طويلآ ،خفت وتيرة ركضهم
المتواصل وبدؤوا بشرب المياه

رجل كبير بالسن ذو ستة عقود ، يلبس ثوبآ ابيض متكسرآ من كل النواحي
، له شعر كثيف ، ولحية طويلة بيضاء ، وتحت عينه اليمنى ندبة جعلها
والده تذكاره إليه

عاد الكلب الى الرجل الذي انحنى بصعوبة وبدأ يداعب رأسه بخفة ، ثم رفع جسده إلى الاعلى ، وبدأ ينظر إلى السماء ، فكانت الغيوم تجمع شتاتها لتبدأ تخرج مافي داخلها ...

ناجى الرجل نفسه : يارب عسى ان يكون خيرا عميعا !
انزل رأسه ، ونظرا إلى ماشيته التي لم تتجاوز خمسة خراف يحاول المتاجرة بها
ليعيل عائلة المكونة من ابنته وزوجته طريحة الفراش ، حرك رجليه ، والتعب باد عليه ، ابتعد عنهم ، والكلب بجانبه ففقال له : حان وقت الرحيل .

ينبح الكلب على الخراف في اشارة صريحة منه إلى أن وقت العودة قد حان دون جدال ؛
فهم يعرفون العواقب الوخيمة التي ستحدث لهم لو هرب احدهم من الكلب وصل الرجل
الى خيمته ، وراى فتاته تمسح على حصان كبير وتقبله بين الفينة والاخرى ، وبلغ مسامع
الفتاة نباح الكلب على الخراف فالتفتت ورات والدها مرهقا ، فذهبت اليه وامسكت يده
وقبلتها ، ثم وقفت على اطراف اصابع قدميها وقبلت رأسه : أبي يمكنك العودة الى داخل الخيمة ، سأدخل الخراف الحظيرة . مد الأب يده نحو ابنته ، ومسح على رأسها وقال :
بارك الله بك !  ابتسمت الفتاة ، وابتعدت عن والدها ، وبدأ الكلب بملاحقتها والدوران حولها
بحماس شديد ، والفتاة تبتسم بين حين وآخر وتمسح على رأس الكلب بحنان ، وصلت إلى
غرفة مظللة للخراف تحميهم من أشعة الشمس القوية ومن هطول الأمطار الغريزة التي تحميها الغيوم ، أغلقت الغرفة ووضعت قفلآ كبيرآ على الباب الحماية الخراف من السرقة ، نظرت الى الارض وكان الكلب ينظر إليها ونبح بقوة ، ثم ابتسمت الفتاة وكانها فهمت مايريده : هيا تعال لتأخذ جائزتك لهذا اليوم .
نبح مرة اخرى ، ثم سبقها نحو المطبخ ، وبدأت الفتاة تركض برشاقة وخفة حتى وصلت إلى المطبخ فأخرجت له عظمة فيها بقايا لحم من عشائهم البارحة ، وبدأت تلوح بها ، والكلب يقفز فرحا وينبح ، أو قفت يدها ونظرت إليه قائلة : هل تريدها ؟

نبح بقوة ، رفعت يدها ورمت العظمة بعيدا ، وبدأ الكلب بملاحقتها حتى وصل أليها ، وبدأ
يعلقها ويبعد الرمال . اتجهت الفتاة الحسناء البالغة من العمر ثمانية عشر ربيعا نحو الخيمة ، كانت فاتنة ، جميلة الملامح ، معتدلة الطول ، بيضاء البشرة شعرها طويل أسود فاحم مسندل على كتفيها ، وعلى خدها شامة صغيرة

اما ثغرها فقد كان صغيرا مذهلا ، وعيناها البنيتان الساحرتان تدهشان كل من يراها ، فيحسبها الظر ملكا على الأرض في هيئة بشر ، وما كان ذلك الجمال الملائكي الفاتن الا ليملأ قلوب الفتيات اعجابا او غيرة

(  اعتذر عن السحبه النت كان مقطوع عنا بسبب مكان البيت اتمنى تتفاعلون ف بدياتي لاني بغير نمط الروايات قريب ل عاميه لكن ماعندي فكرة للان )

بحيرة العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن