.

596 21 0
                                    

حاولت الأم ان تبتسم ، ولكن ملامح وجهها كانت تدل على التعب والمرض الشديدين
فقد تعرقت وبدت ضعيفة ذابلة صفراء ، ثم مشوا الى سيارة ( جيب ) قديمه الطراز
وصغيرة الحجم ، فأدخلت والدتها اليها .

اخرج الاب مفاتيح سيارته ، وبدأ بتشغيل المحرك ؛ ولكن السياره لم تشتغل من المرة الاولى
فحاول مرة اخرى ولم تشتغل وحاول مرة ثالثه دون جدوى اجتاح لغضب الأب ، وضرب مقود السيارة

قائلا : ( يالله ساعدني ) ثم حاول مرة رابعة ونجح بتشغيلها فابتسم ، تحرك بسيارة مبتعدآ
عن الخيمة ، وخلود واقفة تنظر اليهما وهما يبتعدان عنها ، ولم تتحرك الى ان اختفيا و غابا
عن ناظريها

ويبنما هي عائدة إلى الخيمة ، بدأت السماء تمطر ، فأبتسمت ودخلت إلى الخيمة ، ثم ذهبت
لتاخذ سجادة الصلاة فرشته ولبست ثياب الصلاة ، ثم سجدت وبدأت تناجي ربها وتدعو بصوت مسموع ....

قبل الغروب بساعة ، خرجت من الخيمة ناهية إلى حظيرة الخراف ، ففتحت القفل الذي وضعته بالمفتاح ، وكان الكلب بجانبها ، فتحت الباب
وقالت له : اخرجهم ، دخل الكلب ، وبدا بالنباح عليهم حتى خرجوا ، فقادهم إلى البحيرة ،
وخلود خلفهم تحاول اللحاق بهم .

وبعد عشر دقائق ، وصلو إلى البحيرة ، وبدأت الخراف بالشرب من ماء البحيرة العذب ، ثم تقدمت خلود إلى البحيرة وجلست بجانبها ومدت يدها وشربت قليلآ ، ولكنها سمعت نباح الكلب القوي بسرعة ، فنظرت إلى الخراف وبدأت تعدهم ، فوجدت عددهم كاملآ .

نهضت ونظرت إلى الكلب الذي ينبح بجانب شيء ما ، تقدمت. خلود بفضول ، وما إن وصلت
حتى صدمت وصعقت برؤية جثة غير متحللة .

ذهبت إلى الجثة ، وحركت الجسد ظنا منها أنه سوف يستيقظ ؛ ولكنه لم يتحرك
فشعرت بالخوف والرعب ، ولم اتعرف ما الذي ينبغي عليها أن تفعله في هذا الموقف الصعب ، أما الكلب فلم يتوقف عن النباح الذي أزعجها كثيرا ، ودون ان تشعر قالت بصوت عال : ( اخرس ! )

توقف الكلب عن النباح ، وانحنى بخوف ورفع ذيله وبدأ يهزه ، فقالت له دون أن تنظر إليه
: ( أعد الخراف إلى الحظيرة ) اتجه الكلب نحو الخراف ، وبدأ بالنباح عليهم ليعديهم إلى
الحضيرة ، وفي الجهة الاخرى كانت خلود ممسكه بيد الشاب القتيل بعد أن أمنعت نظرها بملاحه الطفولية

ثم جرته إلى الخيمة بعناء شديد ، فقد كانت الصخور الكبيرة تعرقل محاولتها ، ولكنها تمكنت
من تجاوزها بصعوبة بالغه ، ومضت خمس دقائق وهي تجره ، فعاد الكلب وبدأ يساعد سيدته على سحب جثة الشاب ، وبعد أن وصلت إلى الخيمة وضعت الجثة في وسطها ، ثم تركتها خائفة لا تعلم مايجب أن تفعله .

بحيرة العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن