بدا وجهه شاحبا جدا ، فأدركت أن خطبا ما أصابه ، بدأت تبحث في انحاء جسده عن شيء ، وبالفعل وجدت عند يده لدغة ثعبان ، نهضت خلود بسرعة ، وهي تقول :
(ارجو الا يكون السم قد انتشر كثيرا )امسكت بمنشفة حمراء وعادت بها إلى جانب جسد عبداللّٰه ، ثم ربطتها بجانب اللدغة وانحنت ثم قربت وجهها إلى مكان اللدغة ووضعت فمها ، وبدأت تسحب الدماء والسم ، التفت برأسه ، ثم بصقت ما جمعته من الدماء والسم ، ثم أعادت العملية مرة اخرى حتى شعرت بأن السم قد زال تماما ، وعقب هذه العملية نهضت وذهبت إلى المطبخ وبدأت تغسل لسانها وتنظفه بأصبع يدها .
عادت إلى الخيمة ولم تر الجثة او الشخص ، ارتعبت كثيرا ؛ فقد كان قبل قليل في مكانه نائما او ميتا ، بدات تنظر حول الخيمة حتى وجدته على الارض يهتز راسه ويرتجف خوفا ، كانت خلود تشعر بشيء ما نحوه ، شيء غريب ربما هو انجذاب إليه ، اقتربت منه ونظرت إلى وجهه ، فرأت شابا عاديا لا اكثر ، جلست بجانبه تريد ان تمسك يديه وتثبتهما ، لكي يتوقف عن الرجفان ، غير ان من المستحيل ان تفعل ذلك ، ووالدها ليس هنا ،فقد ياتي باي لحظة واذا راها بتلك الوضعية فقد يقلتها دون سؤال ، نظرت الى الخارج الخيمة ولم تر سيارة والدها ، تنفست الصعداء ومدت يديها وثبتتهما ، وبدات ترى بعض الدماء تخرج من فمه ربما لانه عض لسانه .
يجب عليها ان تفعل شيئا ما بسرعة ، بدات تبحث عن خشبة او شيء تضعه في فمه ، ولكنها لم تجد شيئا مناسبا ، ففتحت فمه ووضعت يدها ، عضها بقوه دون شعور منه لكنها تحملت ، وبدا عبداللّٰه يسترجع التحكم بجسده ، ونظر الى وجه خلود التي ابعدت يدها بسرعه .
قال لها : ( من ، من انتِ ؟ )
اجابته خلود : ( انا خلود ، وانا انقذتك من لدغة ثعبان ، واتيت بك الى خيمتنا ، وقد ياتي والدي في اي لحظة ، لذا يجب ان تبتعد الان من هنا ! )
بدا يهز راسه ، وكانه لايستطيع تحكم بأعصابه :
( انا عبداللّٰه بن رائد المجاج ، وانا قد تهت. عن خيمة عائلتي )نهض عبداللّٰه من مكانه وتحرك ليخرج من الخيمة ؛ ولكنه توقف بحركة مفاجئة وامشسك راسه بقوه وصرخ : ( توقف ، توقف ايها الالم ) ثم عاد الى طبيعته ، ونظر الى خلود قائلا :
( أنا اسف لما جرى )خرج من الخيمة ، والدوار مسيطر عليه ، اراد ان يبتعد ولكنه فجاة تذكر امر الثعبان الذي خرج له وعضه ، فشعر بالرعب الشديد ، وخشي ان يتكرر اللمر معه ، فوضع كلتا يديه على اذنيه ، وبدا يصرخ بقوة وسقط على ركبتيه بخوف ، وخلود تنظر اليه بارتباك ، لم يتوقف عن الصراخ وقال بصوت عال : ( لا اريد ان افقد عائلتي )
جلست بجانبه ، وقالت له بحنو ورقة : ( اعلم ان مجردة فكرة عدم رؤية عائلتك مرة اخرى مخيفة للغاية )
لم يتوقف عن الصراخ ، فتابعت حديثها : ( انا مثلك ، اخاف كل يوم ان انهض ولا ارى احدا بجانبي )
بدا يهدى قليلا ، فقالت له : ( قد تضيع حياتك اثر فقدان عائلتك ، ولكنك لن تفقد حياتك )
تنهد بضيق قائلا : ( كل ما اريده هو ان اعيش كما كنت من قبل ، عندما كنت بكامل صحتي ، الان اصبحت لا اعرف من اكون وليس لدي شي ، اعيش من اجله يوما اخر )
نهض من مكانه ، ونظر الى عينيها : ( لا اعلم ، لا اعلم ، هل انا بخير ؟ )
ابتسمت له ، واجابته :
( انت في اقوى حالاتك ، الحياة ستعيد اليك ماكنت تتمناه في هذه الدنيا ، ولكن يجب عليك ان تتجاوز عثرات القدر )اراد ان يرد عليها ولكنه شعر بالدوران ، تلفت حوله ليبحث عن شيء ما يتثبت به ولكن كل ماحوله رمال ، اعاد النظر الى خلود التي رات نظراته غير المركزة ،، ثم سقط على الارض مغشيا عليه مرة اخرى .
قالت ، وهي واقفة برعب : ( يالله ، ساعدني !)
ركضت نحوه وامسكت بيده ، ثم سحبته الى داخل الخيمة ووضعته في فراش والدها ، وبدا بعدها يشخر بقوة وكانه لم يحظ بنوم عميق مثل هذا قط ....ادري مقصره بس ياخي مافي شغف شذا مره ودعم ماش !! اسفه والله لكن عدلو دعمكم
أنت تقرأ
بحيرة العشق
Humorخبايا الحياة كثيرة واصولها قليلة ووجودها لا معنى لها بقلوبنا فيها قد نصدقها او لا نصدقها ، ولكن لن تكن خفيه الحقيقة خفية !