.

255 5 3
                                    

وضعت جود كف يدها عند فمها وحاولت كتم ضحكتها ، ولكنها لم تقدر ، فوضعت يدها عند بطنها ، وانحنت لتكمل ضحكها المستمر ، وبعد دقيقه مسحت الدموع عن عينيها ثم تحدثت : أنا لا أهتم كليا لشهاداتك هذه ، إنها سخيفة بحق !

نظر خالد إلى الأرض ، فوجد الدم ينزف من رجلها ، قال وهو يشير الى رجلها :
يا إلهي ، إنك تنزفين !

نظرت جود إلى الارض ووجدت الدماء حول رجليها ، فظنت لأول وهلة أنه الدورة الشهرية قد أتت بهذا الوقت ، تحركت إلى الخلف قليلا وشعرت بالألم عند رجلها فصرخت بقوة ...

بدأ خالد بالبحث عن منشفة ، وعبداللّٰه ما زال متعمقا بعالمه ولم يهتم لهما البتة ، وجد خالد منشفة بيضاء قرب سرير عبداللّٰه ، فأمسك بها ، ثم اتجه نحو جود ووضع المنشفة على رجلها عند جرحها وضعط عليه ؛ مما سبب دخول شظايا الصحن أكثر في جلدها فصرخت جود مرة اخرى .

خالد : لا تقلقي ؛ كل شيء بخير
جود : عن أي خير تتحدث أيها الأحمق ؟! ابتعد عني قبل ان يراك حمد !

ولكن المفاجأة التي حدثت مع الأسف أن الباب قد فتح بقوة ، فاصطدم بظهر جود ، فوقعت أرضا على خالد ؛ ليكونا في وضعية حرجة جدا دون قصد ، دخل حمد ليرى شقيقته فوق رجل غريب وعبداللّٰه ينظر إلى الشاشة غير مهتم لهما ، لم يحاول حمد أن يفهم ما حدث ، فما كان منه إلا أن أبعد جود عن خالد وأمسكه ، ثم رفعه وضربه بالجدار بقوة ، ثم مد يده بعيدا وقبضها بقوة وضربه على وجهه عدة ضربات ، أما جود فقد نهضت من مكانها وهربت مسرعة إلى غرفتها . ترك حمد خالد الذي غطت الدماء وجهه بسبب الضربات التي تلقاها من حمد ، فسقط على الأرض ، وصرخ حمد بقوة :
يابن اللعينة ؛ ماذا كنت تفعل مع شقيقتي ؟!!!
لم ينطق خالد شيئا ، ولكن عبداللّٰه وضع كلتا يديه عند اذنيه وبدأ يهز جسده خوفا ورعبا ؛ غير أن حمد لم يهتم لأفعال شقيقه التي يراها أفعالا غبيه ،أمسك شعر خالد وبدأ يسحبه خارج غرفة عبداللّٰه ، وعند مروره بجانب الدماء ، أصبحت جميع المفارش مضرجة بدماء جود وخالد ، أنزله إلى الدور السفلي بالقوة ، وجعله يسقط ويتقلب بشدة

تزامن ذلك مع خروج والدته من الطبخ ، فرأت حمد ممسكا بشعر خالد ويجره إلى الخارج ، فأمسكت بيد حمد وأبعدته عن خالد وصرخت به :
ماذا تفعل أيها الاحمق ؟! هذا مدرس خصوصي لشقيقك !
دفع والدته بعيدا عنه ، وقال بصوت عال :
اللعنة! لا اهتم لذلك !

كان عبداللّٰه يرى كل هذا ، وهو خلف شقيقه حمد ويضع كلتا يديه على اذنيه ...
توقف عبداللّٰه بعد أن شعر بقوة الشمس الساطعة فوق رأسه ، وقد غدت الرمال اكثر حرارة ، قرر أن يجلس ليرتاح بعدأن مشى مدة ساعتين إلى الامام ، جلس على الارض ، وشفتاه فقد جفتا قليلا ، وبدأ يلعب بالرمال مثل الاطفال ، حفر حفرة ودفن رجليه فيها ، وبعد عشرة دقائق من الجلوس ، بدأ يسمع صوت شي يزحف بجانبه ، في البداية لم يهتم كثيرا ولكن الصوت اصبح اقوى من قبل ، كان صوت فحيح واضح جعله في قلق وارتياب ، نهض من مكانه ونفض الغبار عن يديه ، وبحركة لم يتوقعها شعر بلدغة عن يده وعندما التفت رأى ثعبانا ضخمها واقفا يصدر فحيحا قويا .

وضع عبداللّٰه يده عند مكان اللدغة ، وبدأ يركض اقصى اليمين ، والثعبان يزحف خلفه مسرعا ويمسح اثره ، لم يشعر عبداللّٰه بنفسه وهو يركض ، ولا يعلم كم قضى من الوقت .
اجتاحه الرعب الذي ملأ قلبه ، وانتفضت كل خليه بجسده ، ولم يكن يخاف من الثعابين أو العقارب أو أي كائن يزحف ؛ لانه لم يرها حقيقة قط...

اجتاحه شعور بالدوران ، وبدأت دقات قلبه تتباطأ ، ولم يعلم إلى أين سيقوده القدر ، التفت أول مرة إلى الخلف منذ ان ركض ، فلم يجد الثعبان خلفه ، فأبطا جريه وراى بحيرة متوسطة الحجم على مسافة غير بعيدة ، فشعر بسرور غامر في نفسه ، كان راسه يهتز ، وشفتاه قد جفتا ، وحلقه قد نشف كليا ؛ كل مايريده رشفة بسيطة من الماء ترد اليه الحياة ، وبعد دقائق قليلة ، وصل البحيرة وسقط بجانبها ومد يده ؛ لكي يأخذ رشفة ماء بسيطة ، ولكنه لم يستطع وفقد الوعي ....




وبكذا. خلصنا القسم الثاني تعالو قناتي يوتيوب ( l2nj0 )
✨✨✨✨✨

بحيرة العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن