الفصل التاسع والعشرون

342 11 6
                                    

@الروايه بالكامل من وحي الخيال والغرض الوحيد منها هو التسليه والخروج قليلاً من الحياه الواقعيه بكل ضغوطها @

@لا تلهيكم روايه عن الصلاه والذكر@

في المساء....

عاد مهدي الي البيت يفكر في وسيله مناسبه لحث ابنه علي الاعتذار منه والتراجع عن قراره بترك العمل، ليس فقط لأنه من يحمل العمل علي كتفيه بل لأنه لن يتركه لابنة حنان تزيد من تمرده عليه.

فكر بأن فتحى كان محق حين نبهه لتأثير تلك الفتاه عليه بأهماله لعمله، وركضه خلف سر ما رفقة خاله عماد الذي كشف له فتحي بأنه يسكن تلك الحيه الرقطاء حنان في شقه يملكها مقابله لشقته تماماََ، يشعر بأن هناك سر غامض بين ابنه البكر وخاله الذي يدافع بشده عن تلك الخبيثه،سر يخصه ولابد ان يكشفه في أقرب فرصه.

لكن ما ان خطت قدمه البيت الكبير شعر بأضطراب يفيح في الجو، وقد صدق ظنه حين وجد أمه تكاد تنفطر من البكاء، َوبجوارها جلست زوجته واخته وبناتهن واجمات كأن علي رؤسهن الطير، دنا بلهفه من أمه وانحني أمامها يسألها عما بها، لتجيبه بصوت هزته العبرات بما لم يتوقعه ابداََ:
(فارس ساب البيت وهج يامهدي)

امتقع وجهه بمابغته، فلم ترفق به مردفه بنواح كمن غيب الموت عنه عزيز:
(خطفته بنت حنان مننا زي ما امها خطفت عقل وقلب الغالي زمان يامهدي، ياخوفي لا ترجعه لينا جته من غير روح زي ماعملت امها يا أبني)

كاد يقع للخلف بوجه ذاهل، وهو لا يصدق بأن ابنه تخلي عنه بهذه السهوله، لكنه تماسك في اللحظه الاخيره، ألقى علي امه بعض كلمات يهدئها بها، هدوء لم يتسرب منه شيء لنفسه، ثم تركها حين غفت بعد تناول دوائها، وصعد برفقة زوجته وابنتيه إلى بيتهم.

بمجرد ان انفرد بنفسه وبزوجه خلع عنه ثوب التماسك المزيف الذي كان يرتديه امام جمع النسوه، أمل أن تخلع عليه زوجته ثوب من الحنان يعينه علي مصيبته، لكن أمله خاب حين رمقته سحر بنظرات غاضبه هاتفه به بغيظ ملئ جوفها:
(ارتحت كده لما فضلت ورا ابنك لغاية ما طفشته من البيت)

قال بعتاب لا يخلو من الانزعاج:
(أنا برضوا اللي طفشته من البيت ولا هو اللي لحست عقله بنت حنان وعباس)

صرخت بوجهه لأول مره منذ زواجهم وقد فاض كيلها من تعلقه بفكره واحده لا يرا الأمور إلا من خلالها :
(بنت حنان وعباس، بنت حنان وعباس، هو انت مش عندك شماعه تعلق عليها نتايج عمايلك السوده غير بنت حنان وعباس)

هتف بدهشه غاضبه :
(سحر، انتي اتجننتي، ازاي تتكلمي معايه كده)

فهتفت بدورها بغضب وغيظ اكبر منه :
(أيوه اتجننت من عمايلك السوده انت وامك، بقالك شهور دلوقتي وانت تغلط وتلبسها في شمس الغلبانه، اللي عاشت وسطنا ايام وشهور مأذتش حد ولا دايقت حد ماديقهاش، البنت اللي يدوب عايزه تنفد بجلدها من الغل اللي مالي قلوبكم انت وامك واختك،

ثأر بلا إثم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن