الفصل الواحد والثلاثون

134 8 7
                                    

@الروايه بالكامل من وحي الخيال والغرض الوحيد منها هو التسليه والخروج قليلاً من الحياه الواقعيه بكل ضغوطها @

أغلق باب حجرته عليه معتزل امه وشقيقته الغارقتان في الحديث عن المفاجأه غير المتوقعه التي حدثت بالأمس..... فبعد ذهاب عماد وحنان يليهم فارس وشمس غرق خاله مهدي حتي أذنيه في سب فاتن وامها وعباس وزوجته وابنته ايضاََ....

أما هو فكل ما كان يشغل باله قرار خاله برحيل معشوقته عن البيت الكبير بل وإعطاء ابنها لطليقها... مع معرفته بقدر ما ستعانيه في بيت خالها القاسي البخيل وما ستعانيه من ألم فراق ابنها الوحيد ..... حتى رحيل زياد الذي كان العقبه الاخيره في طريقه لخطته التي يدرسها ويشيد اركانها منذ شهور لم يشعرها باي بهجه .......

استمع الى صوت صرخاتها يهز جدران المنزل ترجو  مهدي ان يتركها مع ابنها في شقة ابيها لكنه لم يهتز له جفن وهو يلقي بها لخالها قائل بأزدراء .....
(خذ الملعونه دي من وشي.... ملهاش عندي شقه ولا فلوس لأبوها )

لم يفهم احد في الحاره سر طرد ابنة العائله من البيت الكبير...... ليصبح السر غامض كباقي اسرار العائله في الفتره الاخيره..... لكن هذا اخر ما يهمه الآن فكل ما يشغله هو كيف ينقذ فاتنته وينفذ خطته...... ارتمي على فراشه ضام قبضة يده حتى أبيضت مفاصل يده.... مقسم بغلظه ان يذيق مهدي من كأس الظلم الذي أذاقه منه حسب ظنه .....

& & & & & & & &.            

وضعت يديها علي خدها وأطرقت تفكر بصمت وقد نزعت قناع التقبل و المزاح الذي كانت تضعه امام والدتها..... تفكر في حياتها السابقه والتاليه..... طفولتها المشتته بين مدن ومحافظات عديده لاتذكر منهم قط انها اتخذت صديقه يتحدثن عن الحب والزينه كما تفعل الفتيات او كان لها قريبه تزورها مع امها ويتسامرن .....

لم يعزمهم احد على الإفطار في رمضان ولم يعزموا احد .... لم تتخذ من مدرسه قدوه تحبها او عدوه تبغضها ..... لم يزرهم احد في الأعياد ولم تحصل علي عديه من غير امها - وأحياناََ ابيها - من قبل ...... لقد كانت حياه بائسه مشتته مليئه بالترحال قضت أكثرها في جمع وتفريغ الثياب .....

وكل هذا بسبب إمرآه غيوره لم تقدر على الانتقام من زوجها الذي تزوج غيرها ..... فصبت حقدها علي إمرآه مضطهد ليس لها من الأمر شيء ..... ما ذنب امها التي كانت تقف علي أعتاب المراهقه وقتها .... ما ذنبها هي التي كانت في عالم الغيب وقتها .... ما ذنبهن ليقضين أجمل سنين العمر هاربات من ثأر بلا أثم .... موصمات بالأنحلال والفجور ....

بأعماقها نار مشتعله تطلب الثأر من ظالمها ..... ولكن ما الحل ومن ظلموها في دار الحق وهي في دار الباطل ..... وما يزيد اشتعال نيرانها كون ابيها من بين من ظلموها ...... تتقلب علي جمر ملتهب بين الغضب من فعلته والتبرء من جريرته ...... وبين الشعور بالخزي والعار الملتصق بها كما يلتصق اسمه بأسمها امام الله والحكومه والناس .....

ثأر بلا إثم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن