استعد الجميع للذهاب لمنزل عائلة منى ؛ تلبية لدعوة العزومة للعشاء عندهم.
نزل الجميع باستثناء منى التي لازالت تضع اللمسات الاخيرة على مظهرها .
استغل ايهم عدم وجودها، وقال محدثا امه : ماذا عن سمر ؟هل ستبقى وحدها بالمنزل؟
ردت سعاد بحيرة : مجبورين على تركها..فلا أظن ان زوجتكَ ستعجبها فكرة اخذ سمر معنا..وربما اهلها كذلك.
اخرج حسرة من قلبه وقال موجهاً كلامه لرونق : اخبريها ان تقفل الباب جيدا ولاتفتح لأحد إلا بعد نتصل بها عند عودتنا.
اومأت رونق برأسها وذهبت لتوصي سمر بما قاله أيهم.
فقالت سمر : لن افتح الباب ألا بعد ان تتصلي انتِ او امكِ.
ابتسمت رونق وقالت : وماذا لو اتصل ايهم ؟!
تنهدت سمر وقالت : أيهم اصبح مقيداً بزوجته ..لن يتصل صدقيني ..واصلاً انا اعطيت رقمه منعاً (حظر) .
ربتت رونق على كتفها بتعاطف وغادرت لتنظم لعائلتها
بعد ان نزلت منى وخرجوا جميعا واستقلوا السيارة .
تبعتهم سمر لتقفل الباب خلفهم. وقد شاهدت إيهم وهو يفتح باب السيارة لزوجته، ويساعدها علی الصعود، متعمدا أن تراه سمر..فأحز بقلبها ذلك المنظر ، ودلفت للداخل ومشاعر الغضب والخوف تتسابقان للنيل منها.
..........................................................
اقفلت الباب وتركت اضاءة المنزل مشتغلة..ودخلت غرفتها واقفلت باب غرفتها كذلك.
جلست على سريرها وكورت ذراعيها حول رجليها ، وراحت تصّبر نفسها على مشاعر الغيرة والخوف ايضا.
..............................................................كان أمير يجلس بأحد مقاهي الاراكيل ، وهو يجر نفساً
بعد آخر ويطلق الدخان بالهواء ، وهو يفكر بتلك الجميلة التي بسببها توتر ايهم وانفعل.
كان يحدث صديقاً له ويقول : والله لم تكن البنت على بالي..لكن ايهم بموقفه ادخلها ببالي لابعد الحدود.. وفوقها..اعترف انها وحدها هذه الليلة...اليست فرصة لا تعوض ؟!
ضيق الصديق عينيه وقال :
-- ماذا تقصد؟ لاتقل انك تنوي أن....
ابتسم امير ابتسامة جانبية ورد عليه :
-- لا ..لست انوي شيئا ...وانسى الامر .
-- هذا افضل ..انصحكَ بتجنب المشاكل مع ايهم.
-- من قال اني افكر بالمشاكل؟ قلت انسى الموضوع..اشعر بصداع ..سأعود للبيت.
وهم بالوقوف ، فقال صديقه :
-- لازال الوقت مبكراً..إنتظرني عشر دقائق ونغادر معاً.
قال امير وهو يبتعد :
-- أقول لكَ عندي صداع ..سلام .
....................................................................وصل ايهم وعائلته ، منزل عمه ، وترجلوا من السيارة ودخلوا.
ومر الوقت بطيئاً بالنسبة لأيهم، بينما شعرت منى ان الوقت يمضي سريعاً بصحبتة اهلها.
وكان ينظر إلى الوقت في هاتفه كل لحظة..متمنيا ان ينتهوا من عشائهم مبكرا.
.............................................................وقف أمير تحت الشجرة المقابلة لمنزل أيهم..واخرج سيجارةً وراح يدخنها وعيناه لا تفارق المنزل..حتى إنهی نصف السيجارة ، فالقاها أرضاً ودعسها برجله واتجه صوب المنزل ، حيث سمر لوحدها فيه تعاني شعور الخوف .
لاحظ امير عدم وجود سيارة ايهم. فإبتسم وقال لنفسه : إذا العائلة الكريمة ليست بالبيت..والجميلة وحدها.. فلنجرب حظنا.
واقترب حتى وصل باب المدخل ، وطرق الباب ، ليتأكد من عدم وجود احد.
أنتفضت سمر برعب ، وقالت تحدث نفسها : من طرق الباب ياترى؟!هل عادوا بهذه السرعة؟! لكن رونق قالت سأتصل بك عندما نعود !
و فتحت باب غرفتها وهي ترتجف وقررت ان تتصل برونق .
وبعد ان تأكد امير من عدم وجود احد بالمنزل..رجح
ان تكون سمر موجودة بمفردها فيه لكنها لاتجيب
لأنها خائفة.
فقرر فتح الباب بطريقته الخاصة، مستخدما أحدى حيل فتح الابواب كما يفعل اللصوص. ونجح بفتحه.
كانت سمر تخطو بخطوات بطيئة ومرتجفة نحو صالة المنزل ،حيث تنظر لباب المدخل برعب، وهي تجري اتصالا برونق ؛ لتتأكد من انهم عادوا.
عندها دلف أمير المنزل ، واسرع نحوها ممسكا بها وكاتماً صرختها التي اطلقتها، واخذ هاتفها واغلق
الخط قبل ان تجيبها رونق.
.....................................................
أنت تقرأ
الحب للشجعان
Romanceتعمل خادمة لدی عائلة ثرية بعد أن فقدت آخر فرد لها بعائلتها وصارت وحيدة. ويقع سيد تلك العائلة بحبها وتبادله المشاعر، لكن القدر لايرحمها، وتجري الأمور معها بقسوة، فهل سيكون هذا الحب منقذها ؟ أم للشجاعة في الحب رأيٌ آخر؟