بعد ان أطمانت سمر وفرحت لحديثها مع أمير ، اصبحت اكثر نشاطا وحيوية .
واكملت عملها بتنظيف المنزل كله، وكانت قد عقدت صداقة طيبة مع العاملين فيه .ولم تكتفِ بالتنظيف فحسب ، بل قامت بترتيب
وتغيير اماكن بعض الاشياء ، لتتناسق أكثر .
وخرجت ايضا لترتيب الحديقة مع العم سعدون ،
الذي
كان سعيداً بوجودها.
................................................................
جلست نجلاء قرب ولدها وبدأت تطعمه من الأكل
الذي جلبته معها ، كان هو لايرغب سوى بكوب الشاي ، لكنها كانت تلح عليه بتناول بعض اللقيمات الصغيرة
مع الشاي.
وبدى امير بحال افضل ، وطلب من والده ان يخرج
من المشفى للمنزل فأخبره ان هذا مايقرره الطبيب المختص ، وانه لازال بحاجة للعناية المركزة.
بعد ان رفعت نجلاء الطعام من امامه، عادت لتجلس قربه وبدت كمن تحاول ان تقول شيئاً.
فلاحظ امير ذلك وقال :
-- قوليها امي..لا تكتمي بقلبكِ !
اخرجت تنهيدة وقالت :
-- وماذا عساي ان اقول؟ وانت ووالدك تتصرفان
دون أي اعتبار لي..لقد وضعتماني امام الامر الواقع !
-- كلا امي..انتِ الكل بالكل..لكن البنت مظلومة ووحيدة واعلم ان قلبكِ كبير..لكن لا ادري لما تصطنعين القسوة !
قال الآغا :
-- تصطنع القسوة لان هذا يعطيها شعوراً بالقوة..بينما..
القوة الحقيقية هي في القلب الذي يعطي ويمنح الحب والحنان !
لم تعلق ورمقتهما بنظرة ازدراء.
قال امير :
-- أمي..وعدتني بإعطائها فرصة... ولا اظنكِ ستخلفين بوعدكِ !
-- من يسمعكما يظن اني امسك بعصاً واضربها !..انا لم اطردها ..تلك هي تسرح وتمرح في منزلي وانا مستسلمة لأرادتكما !
-- لا نريدك ان تستسلمي لأرادتنا..بل تستسلمي لنداء قلبكِ وعوطفكِ.
قال الآغا مازحا :
-- لو لا إننا متأكدان من عطفكِ وحنانكِ لما تركناها بين يديكِ الآن !
وضعت يدها على خاصرتها وقالت :
-- وهل انا وحش وسآكلها..احترس من كلامكَ ابراهيم !
-- وماذا قلتُ انا؟! اقول لانكِ طيبة وحنونة تركنا البنت
معكِ رغم عدم وجود امير بجانبها.
-- انت تزيد الطين بلةً بتعابيركَ هذه !
كان امير يبتسم لمنظرهما وهما يتجادلان. لانه يعلم
ان والده يمزح معها.
ثم قال الآغا:
-- مابك يا امرأة؟ انا امزح معك..انت فعلا لكِ قلب حنون ولكنكِ تكابرين ولا ادري لماذا؟
انتابت امير نوبة سعال ، فكانت السيف الذي قطع جدالهما.
ضلا ينظران لولدهما بتعاطف وحزن...حتى هدأت النوبة.
ساله والده : هل ارتحت الآن؟
اومأ امير بالايجاب.
ثم قال : بأمكانك الذهاب ابي..لتغتسل وترتاح في المنزل.
قال الآغا : نعم يستحسن ان اسرع بالذهاب والعودة
قبل مجيء زائرين فاليوم عطلة الشركة وقد يحضر
موظفونا وبعض الاصدقاء والعملاء.
وغادر مودعا ابنه.
بعدها التفت أمير لأمه وتردد في محادثتها.
فقالت :
-- أتحتاج لشيء حبيبي؟ لم تبدو مترددا ؟!
قال بعد جهد جهيد :
-- أمي..سمر لا تملك ملابس ترتديها..سوى لبس واحد خرجت به من بيت أيهم.
-- وماذا كانت تلبس طوال الايام الفائتة؟ لا تقل أنها
لم تستحم طوال هذه الفترة !
ابتسم امير وقال:
-- كلا طبعا..كانت تستحم وتغير ملابسها في الشقة.
-- اهاا ..وما ادراكَ ؟ هل كانت تستحم بوجودكَ؟
اشتعل غضبه وقال :
-- أمي ! ما هذا الكلام؟ سمر بنت محترمة جداً وخجولة لأبعد الحدود..كما اني لستُ نذلاً لأبقى
ملتصقاً بها لدرجة انها تضطر للاستحمام اثناء
وجودي في الشقة !
-- لم اقصد ..
-- لقد كنت اذهب اليها لأقل من ساعة فقط ..مقدار اخذي للطعام لها وتناوله معها..لم اكن لأحرجها بطول بقائي في الشقة.
وبدأ يسعل من شدة الانفعال!
فقالت نجلاء :
-- قلت اني لم اقصد شيء..اعتذر عن جرح مشاعركَ بهذه الملاك !
قال وهو لازال يسعل قليلاً :
-- لم تخبرني انها كانت تستحم..لكن كان ذلك واضحاً من مظهرها النظيف والمرتب..كانت بيجامات النوم خاصتي موجودة هناك..أما الآن فهي تحت رحمتكِ يا أمي..ولن اقول المزيد !
سكتت امه وضل السعال يلازمه حتى هدأ فأغمض عينيه
وهو يتنفس الصعداء.
.............................................................
بعد الظهيرة..
عاد الآغا وطلب من سعاد العودة للمنزل، لان هناك مفاجاة بانتظارها.
استغربت ولم تفهم قصده. واخبرها ان مجموعة
من الاصدقاء سيأتوا لزيارة امير ، فمن المستحسن
ان تذهب قبل مجيئهم.
ودعت ولدها وغادرت ، وهي مقبوضة القلب لما
حدث بينهما من نقاش.
اقترب الآغا من ولده وقال :
-- مابك ياولدي؟ تبدو مزعوجاً..وامك كذلك..هل
حدث بينكما شيء؟
ــ كلا أبي..انها مزعوجة لرؤيتي بهذه الحال !
ثم قال الآغا بحماس:
-- اتدري مالمفاجأة التي اخبرت امكَ عنها؟
-- ماذا؟
-- لقد وجدت منزلنا وقد انقلب حاله ١٨٠ درجة !
-- كيف يعني؟
-- لقد قامت سمر بتنظيف المنزل كله..والحديقة
كذلك واجرت بعض التغييرات في ترتيب أماكن
الاثاث والاغرا إنها حقا فنانة !
-- وهل فعلت سمر ذلك من تلقاء نفسها؟
-- التنظيف والتغييرات اكيد من تلقاء نفسها..لكن حسب علمي فإن امكَ هي من طلب منها ان تقوم بأعمال البيت مع توما !
-- إذا فقد بدأت امي تستعبدها !
-- البنت سعيدة بالعمل ولايبدو ان لديها مشكلة !
-- أعلم..أرجو أن يعجب التغيير والدتي !
--ستكون بلاذوقٍ إن لم يعجبها.
................................................................
قطعت نجلاء الطريق بسيارتها وهي تفكر بالحديث الذي جرى بينها وبين أمير ، وكان مترددة في الأخذ برغبته بجلب ملابس لسمر او تجاهل الامر.
لكنها اخيراً قررت ان تلبي رغبة ابنها وتشتري لها.
ترجلت قرب احد المحال الخاصة بالملابس.
وابتاعت ملابس مناسبة للمظهر العام او الخروج
وهو عبارة عن بنطلون جينز وقميص أبيض مطعم بقليل من الورود الزرقاء بأحد كميه وقميصا آخر
بلون البيج ، وابتاعت لها كذلك ملابس نوم محتشمةٍ ومريحة.
............................ .............
وصلت المنزل ، لتفاجأ اولاً بمنظر الحديقة، فقد بدت اكثر ترتيباً ونظافة.سألت العم سعدون : من نظف الحديقة ؟
قال سعدون : انها ست سمر ..بارك الله فيها.
لم تعلق بشيء ، وواصلت سيرها نحو بهو المنزل ، لتفاجأ أكثر بالنظافة والترتيب الجديد والانيق لمكان الاشياء.
ضلت تنظر حولها لدقائق.
ثم نادت توما ، فجاءتها مسرعة .
قالت : نعم ماما !
قالت نجلاء : من قام بهذه التغييرات؟
قالت توما : ماما سمر سوه تنظيفات وتغييرات.
قالت نجلاء : من طلب منها ان تغير شيء ؟! هل تتحدى ذوقي؟ اذهبي وناديها لي !
لبت توما الاوامر واخبرت سمر ان السيدة تريدها.
وبرغم أعجاب نجلاء بترتيبات سمر وذقها الانيق ،
إلا انها لم تشا ان تشجعها على التصرف بحرية
داخل منزلهم.
تقدمت سمر منها والقت التحية.
قالت نجلاء : أهلاً...يبدو انكِ ذهبت لأبعد من التنظيف !
قالت سمر : منزلكم ليس بقاصر..والذوق بترتيبه عالي..لكن
احببت ان اجري بعض التغييرات البسيطة لتغير من نفسيتكم خصوصاً وانتم مرهقون بسبب الظرف الحالي.
اقتنعت نجلاء بفكرة سمر واعجبها كلامها ، لكنها لم تبدي لها ذلك علناً.
ثم أشارت للأكياس الموضوعة على احد الكراسي وقالت : خذي هذه الأكياس..فيها ملابس لكِ..للبيت وللنوم.
قالت سمر : لم يكن من داعي لتكلفي نفسكِ سيدتي !
قالت : وهل ستبقين بلبسكِ الوحيد هذا؟
قالت سمر بخجل : كنت سأخذ من توما او ابتاع لي شيئاً !
ابتسمت ابتسامة ساخرة وقالت : لا تتصرفي بكبرياء.. وخذي الملابس الآن !
رفعت سمر الاكياس وقالت : شكراً .
وغادرت نحو غرفتها ، واخرجتهم لتتفحصهم وقد اعجبها ذوق نجلاء جدا .
................................................................
حضر بعض الاصدقاء للآغا لزيارة امير، وكذلك جاء حسن ومهيمن.
بعد مغادرة اصدقاء الآغا. تحدث حسن ومهيمن واقترحا
المبيت مع أمير بدلا عن والده الآغا.
ورغم اصراهما وقبول الآغا بنهاية الأمر ، إلا أنه بقي مرافقا لإبنه بالإضافة لحسن ومهيمن تلك الليلة.
فالجناح كبير وهو مقسوم الى جانبين، جانب لسرير المريض وجانب كبير آخر لمرافقيه يضم عدد من الارائك التي تصلح للنوم وطاولة وسطية وشاشة بلازما ، ويفصل الجانبين حائط خشبي متحرك(بارفان) بالاضافة لوجود الحمام وملحقاته.ومطبخ صغير.
انتهز حسن وجود المطبخ وكان يصنع الشاي والاكل للموجودين وكان خفيف الدم وكثير الضحك ومهيمن لايقل عنه ظرافة هو الآخر.
واجهتهم ليلتها ارتفاع حمى لدى أمير وسعال خفيف..لكنها انتهت بعد اعطاءه خافض حرارة من
قبل الممرضة ، التي بدا انها اعجبت بمهيمن وبادلته الابتسامة.
بعد ان خرجت من الردهة، قال مهيمن : سابيت معك كل ليلة يا امير !
ضحك امير بصعوبة وبدأ يسعل وقال حسن : كفانا ضحكاً..ولد سيختنق بسببنا.
وكان الآغا يسمعهما ولكنه يتجاهلهما حتى لا يشعرا بالاحراج.
وكان سعيدا بوجودهما للترفيه عن صاحبهما أمير.
وبلكاد أستطاع أمير ان يختلي بنفسه لدقائق ويحادث سمر، وقد علم ان امه ابتاعت لها ملابس جديدة فاحس بالراحة .
....................................................................
في اليوم التالي..
أرتدت سمر الملابس الجديدة ، وكان المقاس ملائما جدا ،
فكرت تقول : أنها فعلا ذواقة..ثم كيف عرفت مقاسي؟
وراحت تنظر لنفسها في المرآة.
خرجت من غرفتها واتجهت للمطبخ ، القت تحية الصباح
على توما وجلست تسالها : هل استيقظت السيدة نجلاء؟
اخبرتها انها مستيقظة لكنها لم تنزل بعد.
بعد دقائق ، نزلت نجلاء ونادت توما.
أسرعت توما إليها ، فقالت : هل سمر مستيقظة؟
قالت نعم، قالت نجلاء : اعملي لي كوب شاي ونادي
لي سمر.
ابلغت توما سمر ، فذهبت سمر وهي تشعر بالخجل
من ارتداء الملابس التي جلبتها لها بمالها.
تقدمت نحوها والقت التحية.
نظرت أليها نجلاء بتفحص ، وقد أعجبت بها بداخلها، فقد بدت جميلة جداً بتلك الثياب ، لكنها آسرت ذلك بقلبها.
قالت :
--جيد ان القياس ناسبكِ !
-- اجل..شكرا لكِ !
--سأطلب منكِ اليوم ترتيب وتنظيف المخزن..
انه في الطابق الثالث من المنزل ومنذ فترة لم يرتبه احد.
-- حاضر.. أن شاء الله.
قالت نجلاء : وأذا انتهيتي من المخزن..نظفي الطالب الثالث بأكمله.
-- حاضر.
سمحت لها بالذهاب، فذهبت نحو المطبخ، وأخبرت
توما بما طلبت منها نجلاء ، فقالت توما : اووو..انت راح يتعب كتير..المخزن كبير وبي اغراض كتير !
زمت سمر شفتيها وقالت : الله يقويني !
.........................................................
بدت حالة امير بالتحسن..وكان يبعث لسمر برسائل ليلة..
لكنها كانت اغلب الليالي لا تقرأها بسبب نومها لانهاكها بأعمال البيت الكبيرة التي تلقيها نجلاء على عاتقها.
وغالباً ماترد عليه في صباح اليوم التالي.
أحس امير ان هناك ضغطاً يمارس على سمر من قبل امه.
فسأل والده :
-- ابي انت ترى سمر اليس كذلك؟
-- ليس دائما..فانا اكلم توما حين اريد شيئا.. وأساساً
لا اتواجد في البيت سوى ساعة او ساعتين واعود
لكَ او اتفقد الشركة..لماذا تسأل..أهناك شيء؟
ــ أ ظن إن سمر ليست علی مايرام..هي تقول إنها بخير..لكن انا اشعر انها ليست كذلك..اظن ان امي تضغط عليها كثيرا !
وقاطعهما دخول الطبيب المعالج...ليتفقد امير.
بعد ان اتم الفحص ، التفت للآغا وقال : الحمد لله..حالته تتحسن..وخلال يومان يمكنكم الخروج
من المستشفى.
ابتسم الآغا بفرح وقال : يالله..الحمد لله..شكرا لك دكتور !
وقرر امير ان يعود للمنزل في غضون يومين..أن
بقيت حالته مستقرة هكذا.
.......................................................
في اليوم التالي..
نادت نجلاء على سمر. فجاءتها والقت التحية .
فقالت نجلاء:
اتصلت بي اليوم سعاد ام ابهم ..ستحضر لزيارتنا.. يستحسن أن لاتظهري لها حتى نرى موقف امير من الامر.
إنقبض قلب سمر وقالت : حاضر..سأبقى بغرفتي !
............................................
وجاءت سعاد وجلست تتبادل الحديث مع نجلاء وتسالها
عن حالة أمير. واستمرحديثهما طويلاً ولم تظهر اي اشارة لوجود سمر عندهم، حتى قالت توما دون قصد ان سمر هي
من علمتها صنع الكابتشينو بهذه الطريقة، بعد ان ابدت نجلاء وسعاد اعجابها بها.
شردت سعاد بتفكيرها وقالت لنفسها: معقول تقصد سمر نفسها؟
وحاولت نجلاء تدارك الامر فقالت : اذهبي انت ياتوما.
وظلت تبتسم لسعاد بارتباك.
فيما ظلت سعاد حائرة ومترددة من ان تسالها عن سمر.
حتى غادرت وهي بحيرتها.
...................................................
اتصل الآغا بنجلاء واخبرها ان الطبيب سمح لأمير بالخروج
من المشفى، فرحت كثيرا..لكن فرحتها لم تكتمل.فقد عكرها طيف سمر.
اغلقت الهاتف ، ونادت على سمر .جاءتها سمر فقالت لها:
انظري ..أمير سيخرج غدا..واردت ان اذكركِ اني قبلت
بوجودكِ فقط لانكِ يتيمة ووحيدة ، اما ان تكوني زوجة لأمير فهذا لن اتقبله ابداً !
قالت سمر بقلب منكسر وصوت خنقته العبرة : والمطلوب مني الآن؟!
نظرت اليها نجلاء ، ورغم ان منظر سمر قد هز خاطرها قليلاً ، إلا انها ضلت مصممة على فكرتهاوقرارها وقالت : المطلوب ان تبعدي امير عنكِ..بأي وسيلة..
ولا مانع لدي من بقائكِ بيننا..لكن حاولي جهدكِ ان تجعلي امير ينسى حبك!
تلألات عيونها بالدموع لكنها أبت ان تسقطها.
وقالت بشموخ : حاضر..كما تريدين..سأجعله ينسى سمر !
وغادرت المكان بخطوات مسرعة قبل ان تدخل غرفتها
وتجهش بالبكاء.
تنهدت نجلاء بألم وقالت : لماذا يا الهي؟ الم يجد غير خادمة ليحبها؟!
..............................................
غادرت نجلاء للمشفى.
ووقفت سمر وحزمت امرها وهي تقول : سأجعله ينسى ..
وسأنسى انا أن السعادة وراحة البال من نصيبي.
وقررت الخروج من المنزل ..دون عودة !
................................................................
جلست سعاد في غرفتها، تفكر بما سمعته في منزل الآغا.
وتحدث نفسها قائلة : هل يعقل ان سمر عندهم؟
كيف ولماذا؟ هل ذهبت اليهم بنفسها؟
دخلت عليها رونق فوجدتها شاردة بتفكيرها.
جلست الى جانبها وقالت :
-- هل تحدثين نفسكِ ماما؟
انتبهت سعاد وقالت :
-- هااا...ماذا ؟
-- انت شاردة فعلاً !
أطلقت سعاد تنهيدة ثم قالت :
-- بيني وبينكِ ..هناك امر يشغل فكري.
-- خير ان شاء الله؟
-- عندما كنت مع نجلاء قدمت خادمتهم لنا الكابتشينو
وابدينا اعجابنا بها..فقالت الخادمة ان سمر هي من علمتها الطريقة ! وبدا على نجلا ء الارتباك..أصابني الشك ان تكون سمر عندهم !
-- معقول؟! لم لم تسأليها؟
-- لم استطع..الصدمة شلت لساني حينها.. ولم اتخيل كيف وصلت عندهم؟!
-- امي..أ تعتقدين ان سمر على علاقة بأمير؟
-- الله اعلم يا ابنتي !
-- لقد بدا عليهما المعرفة المسبقة ببعض في حفل
عيد الميلاد..لكن..أ يعقل انه نفسه من دخل منزلنا؟
واضافت : لوكان فعلا هو و سمع ايهم بذلك فلن يسكت وسيقلب الدنيا على رأسه !
-- إياك والتفوه بكلمة عن هذا الموضوع.. وليستر الله.
.................
أن الله يستر العباد ، لكن العباد لا تستر !
فقد سمعتهما منى وآسرتها بقلبها لحين عودة أيهم .
...................................................................
خرجت سمر، وودعت توما، التي لم تفهم ماجرى لسمر وماقصتها مع العائلة !
ثم همت بتوديع العم سعدون.
فقال لها : على اين يا ابنتي..ولماذا تبدين مهمومة؟
هل حدث شيء معك؟
قالت : لم يحدث شيء ايها العم الطيب..انا فقط ذاهبة
لأن وقت استضافتي قد انتهى..لستُ معتادة ًعلى البقاء
طويلاً ..قرب احدهم !
ورغم انه لم يفهم ماترمي إليه..إلا أنه ادرك انها مزعوجة
من امر ما !
ولم تشا قول المزيد ، فودعته ورحلت !
وسارت في الطرقات دون هدف.
.................................................................
عاد ايهم من العمل..واخبرته منى بكل ماسمعت.
ثارت ثائرته ، وقرر ان يحدث والدته بالموضوع بطريقة
ملتوية دون ان يخبرها ان منى سمعت حديثها مع رونق.
نزل اليها وهي تجلس في صالة المنزل .وبعد ان احتسى الشاي معها ، قال لها :
-- امي ...هل ذهبتِ اليوم لبيت امير؟
إنقبض قلبها وقال :
- نعم ذهبت.
-- ومن وجدت هناك؟
أستغربت سؤاله وقالت :
-- لم أجد سوى نجلاء ...لماذا تسأل يابني ؟
-- بصراحة امي كنت اتوقع رؤيتكِ لأحدهم هناك !
-- من تقصد؟
-- سمر !
تفاجأت وراح تستشعر الخطر، فقالت :
--ولماذا قد تكون سمر عندهم ؟
-- لأنني بصراحة اشك انها على علاقة بأمير..وأنه
هو نفسه من دخل منزلنا !
-- لايمكنك ان تتخيل هكذا اشياء بمجرد أنه راقصها
الولد مريض الآن..ارحم حاله ولا تبتلي عليه!
قال بغضب:
-- امي انتي تعرفين شيء وانا اعرف شيء..أمير كثيراً
ما لمح لي بإهتمامه بسمر..ولم تكن الرقصة وحدها من
أثار الشك بداخلي..بل طريقة لقائهما ونظراتهما لبعض!
-- لادخل لكَ بعلاقتهما ببعض !
ضحك ساخرا ثم قال :
-- لكن لي دخل بمن داس عتبة منزلي وانتهك حرمته!
-- أيهم..كفاك بحثاً عن المشاكل...وكفاك النبش خلف سمر ...انتَ طردتها وكفى !
-- لن تقولي شيء اعلم..سأتاكد بنفسي وياويله لو كان هو!
أنت تقرأ
الحب للشجعان
Roman d'amourتعمل خادمة لدی عائلة ثرية بعد أن فقدت آخر فرد لها بعائلتها وصارت وحيدة. ويقع سيد تلك العائلة بحبها وتبادله المشاعر، لكن القدر لايرحمها، وتجري الأمور معها بقسوة، فهل سيكون هذا الحب منقذها ؟ أم للشجاعة في الحب رأيٌ آخر؟