تم تسليم ظروف المناقصة ، من قبل ايهم و عمه
و الآغا والد امير.
وكان ايهم قلقاً بشأن عدم رسوها عليه ؛ لأنه عقد
آماله كلها بها.
ولم يدر انه قد تم خيانته فيها من قبل زوجته وعمه.
وكان لازال هناك اسبوع حتى اعلان النتيجة......................................................
في منزل الآغا..
جلس أمير قرب امه ،بعد ان نادته.
قبّل كفها وقال :
ــ كيف حالكِ امي..اشتقت ُ لكِ..فأنا نادراً ما اراكِ
هذه الايام !
ــ هذا لأني مشغولة بتحضير ترتيبات عيد ميلادك !
ضحك وقال :
ــ اوو...لما تتعبين نفسكِ يا امي...فلتكن حفلة متواضعة وقللي من عدد المدعوين..فأنا بعد كل حفل يتصدع رأسي لمدة اسبوع !
نظرت اليه بعتبٍ وقالت :
ــ ياولدي انا احب ان افرح بكَ ومادمت َ لا تريد الزواج..فسأبقى اقيم لكَ حفل عيد ميلاد !
ــ اظنكِ تقيمين الحفل كل عام أملاً منكِ ان اجد عروس بين الحضور !
ــ ولم لا ؟ اليست فكرة جميلة وذكية ؟تختار دون إحراج ودون تقييد.
ــ يالكِ من ام ذكية...انها فعلا فكرة ًجميلةً !
وخطرت بباله سمر ، فقرر ان ينفذ خطةً ما لمعت برأسه.
قال :
ــ أمي..إذا اخترت ُفتاة من بين الحضور..هل ستقبلين
بيها مهما كانت ؟
قالت بلهفة :
-- اكيد...المهم انكَ تختار...فقد بلغت الثامنة والعشرين من عمرك...كما ان جميع المدعوات جميلات وجيدات...فأنا اتعمد دعوة من تعجبني من الاقارب والاصدقاء !
قال وهو يضحك :
ــ لست سهلةً أبدا !
ثم اكمل يقول :
ــ حسنا امي لنعقد اتفاق.
ــ اجل..ماهو الاتفاق؟
ــ سأختار واحدة ولن ترفضيها أبدا...حتى لو لم تعجبكِ.
ــ اتفقنا !
قال مؤكداً :
ــ أمي...انا اتكلم بجدية !
ــ وأنا كذلك !
ــ ارجوكِ امي..انا فعلاً سأختار وليس مسموحاً لأحد
ان يعارض اختياري..مهما كان !
ــ المهم انكَ ستتزوج اخيرا...لن يعارض احد اختيارك .
ــ عديني انكِ ستلتزمين بإتفاقنا..وانكِ ستقنعين
والدي بقبول الالتزام بوعدكِ لي.
ــ اعدك ياحبيبي.
ــ اتفقنا إذا !
وغمرتها السعادة..ولا تدري بما يخطط له ولدها.
.................................................
كانت سمر شاردة الذهن..بسبب ماحصل معها ليلة امس.
نادت عليها منى ،فلم تسمع .
نادتها مرة أخرى ، فانتبهت فزعة ، واسرعت إليها .
نظرت اليها منى بحقد وقالت : هل انتي صماء؟ألم تسمعيني اناديكِ؟!
قالت سمر : أسفة ..لم انتبه !
قالت منى وهي تدور حولها : ولما لم تنتبهي...هل كنتِ سارحةً بأحدهم؟
رمقتها سمر بنظرة غضب.
فقالت منى : لاتنظري الي بوقاحةً هكذا ..وإلا فقأت عينيك !
تعجبت سمر من تصرفها وقالت : هل ناديتني لاجل شيء؟
امسكت منى بذراعها وعصرته وقالت وهي تصك على اسنانها :
ما هذا الاسلوب يا حثالة ؟!
وبتلك الاثناء ، نزل ايهم من الطابق الاعلى ، ليرى المشهد أمامه.
غضبت سمر ولم تتحمل الاهانة اكثر فسحبت ذراعها بشدة وحررته من قبضة منى وقالت : الحثالة ..من يحقد على الناس بدون سبب !
اتسعت عينا منى وفتحت فاها مصدومةً من رد سمر. فرفعت يدها وهوت بكفها على وجه سمر.
صاح ايهم وهو يسرع بخطاه نحوهما : منى ! هل جننتي؟! لماذا ضربتيها؟
اسرعت سمر مبتعدةً وهي مختنقة بعبرتها.
نظرت اليه منى وقالت :
-- ولماذا انتَ منزعج هكذا؟
-- لانكِ تجاوزتي حدودكِ معها..ليس من اللائق ان تعامليها بهذا الاسلوب !
-- وهل رأيت انتَ أسلوبها معي ؟!
-- سمر تعمل هنا منذ أكثر من عام ولم نرى منها اي قصور او تجاوز...وإن كانت قد تجاوزت ..فهذا بسبب اسلوبكِ معها !
احست منى برغبة بقتله هو وخادمته.
لكنها سكتت واسرعت لتصعد نحو غرفتها. وكانت رونق
قد نزلت ووقفت قرب أخيها وهي تتسآل : ماذا يحدث هنا؟!
غير أنها لم تتلقى أية اجابة.
وجلس ايهم وهو يعصر رأسه بيديه.
...................................................
عادت سمر لممارسة عملها بالمطبخ وعيناها لا تتوقفان
عن ذرف الدموع.
اقتربت منها رونق ولاحظت بكائها ، فسألتها : هل حدث شيء ؟
مسحت سمر دموعها بأصابعها وأجابت : لاشيء ..انا فقط ...
ولم تكمل لانها أحست أن هناك صرخة تريد التحرر من جوفها.
إقتربت رونق وضمتها لصدها. فأطلقت سمر العنان لدموعها وصرختها المكتومة.
وقالت رونق وهي تربت على كتفها : لابأس عليكِ..أخرجي كل مابداخلكِ ولا تكتمي.
مضت بضع دقائق..وبدأت سمر تهدأ ،وعادت لتنهي عملها ، فيما جلست رونق تراقبها بشفقة.
كان هاتف سمر فوق طاولة الطعام ،بالقرب من رونق.
عندما ظهرت على شاشته رسالة من امير...يقول فيها : -- سمرتي...انا انتظر منذ ايام ولم تتصلي !
قرأت رونق الرسالة دون قصد منها ، واصيبت بالصدمة.
لاحظت سمر انفعالها ، فأسرعت لترى هاتفها ، فأدركت
ان رونق قد قرات الرسالة.
أطرقت سمر برأسها خجلا ، وتسآلت رونق :
-- من هذا ياسمر؟
أجابت سمر بارتباك :
-- انها فتاة تعرفت عليها قبل ايام بمواقع التواصل !
قالت رونق : اهاا...اذا لماذا لم تتصلي بها..المسكينة تنتظر اتصالك منذ ايام !
أحست سمر بالضياع والاحراج، ولم تكن معتادة على الكذب وكتم ماتعانيه، فسقطت جالسةً على الكرسي
واضعة ذراعيها فوق الطاولة.وقد غطت وجهها بيديها.
ثم قالت :
-- رونق...انه ذلك الشاب الذي جاء تلك الليلة !
قالت رونق ببرود :
-- إذا...فقد كنتما على تواصل!
-- كلا صدقيني..لكن يبدو انه فعلاً اخذ رقمي ليلتها ..لقد اختفى منذ ذلك الوقت...لكنه قبل تلاثة ايام
اتصل بي واردت ان اتخلص من إلحاحه ،فأخبرته إني سأتصل به..لكني لم اتصل ولن اتصل .
-- ولما لم تحظري رقمه ببساطة؟
-- اردت حظره..لكنه ذكرني بصورتي التي بحوزته...فخفت ان يبتزني بها..وحاولت مجاراته لبعض الوقت.
-- حسنا...لكن كوني حذرة...و...حاولي ان لا تظهري انكِ تخافي منه.
اومأت سمر بنعم.
ثم قامت رونق وغادرت المطبخ، وقد إنتابها الشك بحقيقة ما ترويه لها سمر.
.........................................................................
جلست منى بفراشها تفكر.
تحدث نفسها وتقول : لماذا لا اطيق تلك البنت ؟هل اغار منها ؟ هل اغار على أيهم منها .. ولماذا اغار عليه.. أليس في نيتي التخلي عنه...هل أغار لانه يعنيني ام مجرد حقد عليها لأنه يقارني بها ؟ !
وعصرت رأسها و صاحت : يأ ألهي !!!
............................................
وقبل اعلان المناقصة بيومين...وفي منزل أيهم.
جلس الجميع في صالة المنزل .
كان أيهم شارد البال..وكثير السرحان.
وكانت منى تنظر أليه وترى مدى انهياره ، بسبب اقتراب اعلان نتائج المناقصة.
قالت له امه : ابني ايهم...الا زلت قلقاً بشأن المناقصة ؟ ستمرض نفسك ياحبيبي !
اخرج تنهيدة من صدره وقال : امي..وضعي حرج جدا..ولا امل عندي إلا هذه المناقصة !
كانت منى تراقب وهي متوترة ، وتشعر بمشاعر متضاربة.
فقد احست ان قلبها رق على حال ايهم.
استأذنت منهم لتصعد لغرفتها.
وبعد ان دلفت لغرفتها ،اجرت اتصالاً بوالدها .
قالت بعد ان جاءها الرد :
-- الوو...بابا !
-- اهلا ابنتي...كيف حالك؟
-- الحمد لله..كيف حالك انت وماما ؟
-- بخير الحمد لله..هل انتِ على مايرام؟
ترددت قليلا ولم تعرف ماذا تقول.
احس والدها بترددها ، فقال :
-- الوو..مابكِ حبيبتي...هل انتي بخير..تحدثي !
-- انا بخير بابا..لكن...أيهم...
-- مابه ايهم؟
-- أيهم متعب نفسياً...بسبب تلك المناقصة !
ضحك والدها وقال :
-- هه اليس هذا ما نريده؟!
اخرجت تنهيدة وقالت :
-- بصراحة بابا....
ولم تكمل. فتسآل هو :
-- مالأمر ؟هل رقَ قلبكِ له؟!
-- بابا...أنا حامل !
صدم والدها وصاح بها :
-- مالذي تقولينه ؟! الا تعرفي انك ستتطلقين منه عاجلاً ام آجلا؟ كيف لم تتخذي اجراءات وقاية بشأن هذا الامر؟! وهل يعلم هو بحملكِ؟
-- كلا ..لا احد يعلم بعد.
-- ستتخلصين منه اذا !
-- لا أستطيع بابا....اريد هذا الطفل !
ضحك والدها وقال ساخرا :
-- تريدينه ام تريدين حبيبكِ ايهم؟
سكتتت ولم تقل شيء.
فقال هو :
-- يبدو ان عواطفكِ اشتغلت عكسياً مع ماخططنا له .
-- الا تستطيع وقف خسارته بالمناقصة ؟
-- ومن قال انها قد ترسو عليه اصلاً ؟! بإمكاني سحب
ملفي..لكن هذا سيجعلني اخضع لبعض العقوبات القانونية !
-- لا اريد اذيتك بابا..على كل حال سنرى كيف تسير الامور.
-- نعم..فلا مجال للتراجع !
وودعته واغلقت الخط.
وراحت تتحسس بطنها، وهي تبتسم بمرارة.
..............................................................
بعد منتصف الليل.
اكملت سمر اعمالها وخرجت من الحمام الملحق بغرفتها واستقرت بفراشها وهي تجفف شعرها بالمنشفة.
تفحصت هاتفها ، فوجدت عدة رسائل من امير.
كان قد كتب لها :
_مرحبا
_سمرتي
_هل نمتي؟
_اعلم انكِ بغرفتكِ الآن ومستيقظة
_إن لم تجيبي على رسائلي فسأتصل.
كانت كلماته برغم بساطتها ،تثير بداخلها شعوراً بالسعادة الممزوجة بالخوف.
فهي اولاً واخيراً أمرأة وبحاجة لمن يظهر لها الحب والاهتمام ، خصوصاً وانها قد ذاقت طعم الحب والاهتمام مسبقاً..و حين فقدته ،أحست أنها فقدت جزءا كبيرا من سعادتها وكيانها ،
ومازاد الطين بلة ..هو وجود منى ومعاملتها القاسية لها لذلك كان حضور أمير ودخوله حياتها بهذا الوقت الصعب ،كفيل ان يجعلها تجازف بخوض التجربة ، برغم خوفها !
بعد تردد كبير ، كتبت له :
-- ارجوكَ لا تتصل..لا احب المكالمات !
كتب هو :
-- لماذا ؟ هل صوتي بشع ٌ لهذا الحد؟
-- كلا..أنا..فقط ..لا اجيد التحدث بالمكالمة !
-- انتي من الناس الذين يصابون بالخجل اثناء المكالمة الهاتفية..لابأس..مع اني اشتقت لسماع صوتكِ .
خفق قلبها لتلك الكلمات لكن مرارة الخوف وعدم ثقتها به تذهب عنها كل شعور جميل.
كتبت :
-- ارجوك..لا تخاطبني بتلك الطريقة..فليس بيننا شيء !
-- من قال إنه ليس بيننا شيء؟ انا عن نفسي اعتبركِ حبيبتي !
-- انت متسرع جداً.. كما إني لم أُبدي موافقتي بمواصلة الحديث معكَ !
ضحك وكتب :
-- ومالمانع من ان نتحدث لبعض...حتى لو كان حباً من طرف احد؟
-- اولا ..عليكَ ان تعلم أن الحب لايولد بين ليلة وضحاها وثانيا من غير المعقول ان يستمر أثنان بالحديث وأحدهما لايكن مشاعر للآخر !
ــ ألا تكنين لي أي مشاعر ؟!
سكتت هي ، وعجزت عن الاجابة .
أ هذا يعني أنها تكن له مشاعر معينة ؟ ام انها فقط لاتريد خسارة هذا الحب والاهتمام الذي يبديه لها،
حتى وإن كان مصطنعا ؟!
قطع حبل تفكيرها بمكالمةٍ هاتفية منه.
ارتبكت واغلقت الخط وكتبت :
-- طلبتُ منكَ ألا تتصل !
-- اريد ان اسمعكِ وانتي تقولين..لا أكن لكَ اي مشاعر !
-- يالكَ من واثق بنفسك !
-- أنا واثق ان حبي لكِ..سيثمر بداخلكِ !
أنت تقرأ
الحب للشجعان
Romanceتعمل خادمة لدی عائلة ثرية بعد أن فقدت آخر فرد لها بعائلتها وصارت وحيدة. ويقع سيد تلك العائلة بحبها وتبادله المشاعر، لكن القدر لايرحمها، وتجري الأمور معها بقسوة، فهل سيكون هذا الحب منقذها ؟ أم للشجاعة في الحب رأيٌ آخر؟