الجزء الحادي عشر

762 23 0
                                    

- لا داعي امي..سأكون على مايرام بعد ان استحم.
قالت وهي تعبث بهاتفها لتتصل بطبيب العائلة : انك حتى تسعل..أخشى ان تكون مصاباً بكورونا !
وتحدثت للطبيب : الوو دكتور مهدي...ارجوك اسرع بالمجيء..أمير حرارته مرتفعة ويسعل ..حالته متعبة !
اخبرها الطبيب انه قادم حالا.
ساعدته بالصعود لغرفته وخلعت عنه سترته وحذائه ومددته على سريره ودثرته بالبطانية . ونادت على خادمتهم توما ان تحضر كمادات من الماء البارد.
وأمير يرتجف بشدة ويأن.
.......................................................................
وصل الطبيب وبدأ بالكشف على امير .
وبعد ان تحسس نبضه ونفسه وحرارته وسأله عما يشعر به.
وجه الطبيب كلامه لنجلاء قائلا :  لديه التهاب  رئتين..لكن للاحتياط عليه اجراء فحص كورونا
بأقرب وقت. وكتب له بعض الأدوية ، ثم غادر.
...................................................
عاد الآغا من العمل ، ودخل غرفة أمير ليطمأن عليه ، بعد ان شرحت له نجلاء حالته وماقاله الطبيب بشأنه.
كان امير قد اخذ علاجا فيه نسبة من المنوم ، فنام بعمق.
وعاد الآغا ونزل ليجلس مع زوجته في صالة المنزل.
وكانا قلقين على ولدهما جدا !
................................................................
أحست سمر ان خطباً ما اصاب امير..لانها لاحظت انه
لم يعاود الاتصال بها او يبعث لها برسالة.
ترددت كثيرا قبل ان تبعث برسائل له، كتبت له :
ــ مساء الخير أمير...بالي مشغول عليك َ!
ارسلتها وبدت محرجة بالوقت ذاته.
وقد علمت ان الرسالة وصلته لكنه لم يقرأها ،
حتى بعد مرور ساعات !  فزاد قلقها عليه.
..................................................
بدأ مفعول الادوية المسكنة ينتهي بجسم أمير.
فتح عينيه ووجد نفسه يتصبب عرقاً  ، بعد أن انخفضت حرارته..ابعد عنه الغطاء، وبحث عن هاتفه ليرى به الوقت.
اصيب بصدمة حين شاهد الساعة تشير إلى الثامنة مساءا.
وفكر بسمر كيف سيكون تفكيرها ووضعها وهو لم يتصل بها او يبعث لها برسالةمنذ وقت الظهيرة !
وجد رسالتها الوحيدة التي ابدت فيها قلقها عليه. فأتصل بها حالاً ، وجاؤه ردها سريعاً :
-- امير !
أحس بقلقها ولهفتها للطريقة التي ذكرت اسمه بها.فقال:
--اهلا سمرتي..كيف حالكِ؟
-- بخير ..الحمد لله..وانتَ ؟
-- انا متعب قليلاً..ارتفعت حرارتي وانا بالعمل
وعدت للمنزل واخذت علاجاً ونمت ولم ادر بنفسي حتى استقظت الآن..واصابني الجنون حين شاهدت الساعة ..كيف اترككِ كل هذا الوقت !
-- سلامتكَ ان شاء الله..وكيف انتَ الآن؟
-- افضل حالا..لقد وجدت نفسي غاركا بالعرق..يبدو
ان حرارتي انخفضت والحمد لله.
--  الحمد لله..ما بكَ غير العافية.
--  الله يعافيكِ..سمرتي..سأغتسل وابدل ثيابي
ومسافة الطريق واكون عندكِ.
-- لا لاداعي لمجيئك وانت مريض..انا بخير لوحدي.
--وهل سأحتمل ان لا اراك كل هذا الوقت ؟! سأتحسن
اكثر برؤيتك!
شعرت بالخجل لكلماته ولم تقل شيئا.
فأدرك حالتها وابتسم و انهى المكالمة ، وقام ودخل الحمام الملحق بغرفته ليغتسل.
فيما اغلقت هي الخط وظلت حاضنةً هاتفها وهي تبتسم بحبور !
......................................................................
وبعد نصف ساعة ، كان امير قد انتهى من حمامه وارتدى ملابسه ونزل للطابق الاسفل.
كان والداه قد جلسا في صالة المنزل ، وبدا عليهما القلق بشأنه.
القى عليهما تحية المساء ، فألتفتا بلهفة .
شهقت امه وقالت : حبيبي امير !
وقبل يدها وجلس قربها.
وسأله الآغا : كيف تشعر الآن ؟
قال أمير : احسن..الحمد لله. وكان هناك سعال يلازمه
قالت نجلاء : لازلت تسعل ياولدي !
قالت :  انه سعال خفيف ..لا تقلقي امي.
وقال الآغا : يجب ان تذهب غدا لتجري فحص الكورونا.
قال امير : حاضر ابي.
قالت نجلاء : هل اطلب من توما ان تجهز لك العشاء حبيبي؟
قال :  كلا امي..لدي موعد مع صديق...سأتعشى معه.
قالت : أي موعد هذا يا ولدي..انت مريض..ماذا لو ارتفعت حرارتك فجأة؟
وقال الآغا : أبني امير...لست مضطراً للخروج هذه الليلة..يمكنك تأجيل الموعد ليوم غد.
قال:صدقاني انا بخير الآن..واعتقد انها ازمة صغيرة وعدت الحمد لله.
قالت نجلاء : دكتور مهدي يقول أنها بداية التهاب بجهازك التنفسي..او بداية كورونا...يعني ان الازمة ببدايتها ولم تنتهي كما تتصور !
قال امير : دكتور مهدي دائما مايبالغ ..وحتى لو كان كلامه صحيحا...انا بحاجة للخروج الآن.
قال الآغا : لكن ابني يجب عليك اخذ الحيطة ولبس الكمامة.
قال : لا احب لبس الكمامة..تشعرني بالاختناق.
قالت نجلاء وهي ترفع احدا حاجبيها : ألا تخاف
على صديقك الذي ستقابله؟
سرح قليلا ثم ابتسم لها وقال : طبعا اخاف عليه...سأحرص على ان لا ألامسه او اقترب منه.
ثم قام وودعهما وخرج.
قالت نجلاء لزوجها :
--ألا تلاحظ ان مواعيده وخروجاته
قد كثرت هذين اليومين؟
-- اتركي الولد..ولا تقتلي نفسكِ بالتفكير ..لانكِ ستؤذينه وتؤذين نفسك !
-- قلبي يلعب..اظنه يقابل تلك الخادمة..لكن اين وكيف؟ لا ادري!
--وأين يمكنه مقابلتها وهي تعمل في بيت الناس؟!
--هذا ما يحيرني...سأتصل بسعاد واستفهم منها.
-- اثقلي يا امرأة..فلربما توقعين ولدك بمشكلة !
فكرت قليلا ثم قالت :
-- لقد قال لي قبل يومين..اذا تحدثتي معهم بشأن البنت فسأكون بمأزق..لماذا ياترى يكون بمازق؟!
-- ابنكِ اعرف بأموره..فلا تتدخلي!
فألجمت لسانها راحت تهز رجلها بتوتر.
...........................................................
وصل أمير للشقة حاملاً بيده بعض الاكياس التي تسوقها لسمر. وكانت عبارة عن عشاء ٍمن المطعم وبعض الحلويات.
اتصل بها ليبلغها انه قرب الشقة.  فتح الباب ووجدها تقف
متلهفة لمجيئه.
حيته قائلة :
-- أهلا امير.
--كيف حالك سمرتي؟
-- بخير الحمد لله.
جلس بعد ان وضع الاكياس على الطاولة.
اغلقت هي الباب وتقدمت لتجلس قبالته ثم قالت :
-- كيف اصبحت الآن؟
--  كما ترين...بأحسن حال !
-- الحمد لله.
-- الحمد لله.
بدأ هو بفتح الاكياس. فيما ظلت هي شاخصة
بصرها عليه.
رفع رأسه ليقول لها شيئا. فتفاجأ بنظرتها المليئة بالحنان.
وارتبكت هي واطرقت بنظرها.
ابتسم  وقال بمكر : ماذا؟ هل أشتقت ِ لي؟
احمرت وجنتيها خجلا وقال : بصراحة..أنا غير مصدقة..
أن الله رزقني بشخصٍ أصيل وصاحب غيرة مثلك !
قال مستفهما :
-- أصيل؟! كيف يعني؟
-- عدا انكَ تهتم بي وتتعب نفسكَ بجلب الطعام وغيره  فأنت ايضا تقدس حرمة وجودي بمفردي..أعني انكَ رغم أمتلاكك لنسخة من مفاتيح الشقة ، فأنت تتصل بي قبل وصولك وتدق الجرس ولا تدخل حتى افتح الباب لك !
زادت ابتسامته وقال لها :
-- الحمد لله..سمر..انتِ حرمتي ولا اسمح لأحد ولا لنفسي حتى بإنتهاك حرمتي..سمر انتِ جوهرة ثمينة والجوهرة
لا يليق بها إلا الحفاظ عليها ومداراتها.
ابتسمت بخجل وشكرته وقد ازداد توترهاوسعادتها.
قال محاولا تهدات مشاعرها : هيا الآن لناكل قبل ان يبرد..وانظري ماذا جلبت لك اليوم...حلويات وشيبس
بعدة انواع.
حاولت كتم ضحكة خجولة وقالت :
--لماذا تكلف نفسك هكذا؟
-- أية تكلفة يا سمرتي؟ لا تتصرفي معي بهذه
الطريقة..أنا وانت اصبحنا واحد .
وبدأ الاثنان بتناول الطعام ، وبعدها شربا الشاي.
وأنتابت امير نوبة سعال متواصل، فقالت سمر :
أنت تسعل ..وسعالكَ شديد.. يبدو ان لديك التهاب حاد !
وبعد انتهاء نوبة السعال ، تمكن اخيراً من التحدث وقال : --لا تقلقي ..أزمة وسوف تعدي.
ثم أضاف : أنا آسف إن ازعجك السعال.
--مالذي تقوله ؟ لايزعجني شيء بقدر أن أراكَ متألما !
نظر إليها بسعادة وقال :
-- ياااه...كلامكِ كالدواء لمرضي !
أطرقت بنظرها خجلاً.
ثم قال:
-- الستِ خائفةً من أن أكون مصاباً بكورونا؟
--  وهل سأخاف على نفسي اكثر من خوفي عليك ؟!
ابتسم وقد سرت قشعريرة بجسده ، ولايدري إن كانت بسبب كلامها الجميل أم أن نوبةَ حمىً ستهاجمه مجددا !
قال لها :
-- كلامكِ هذا يجعلني بالكاد اقاوم النظر إليك هكذا ..
دون أن اضمكِ بقوة !
أجفلت من كلماته وقالت بتوتر :
-- لا تجعلني أفكر انني بدأت احسدكَ وستنقلب
افكارك و..
قاطعها قائلا :
-- لن يردعني شيء سوى تقديسي لمشاعركِ  إن
اردت فعلها !
-- لكنك فعلتها قبلاً ولم تهتم لمشاعري !
واحست بالندم  لتذكيره بتلك الليلة.
ابتسم وقال :
-- صحيح فعلتها..ضممتك بين ذراعي لألتقط لكِ
صورةً  وكان بإمكاني التمادي اكثر..لان ليلتها ماكنت
قد وقعت بحبكِ بعد..وماكنتِ لتتعرفي علي بعدها اصلا !
-- لماذا ألتقطت تلك الصورة؟ حينها خفت انكَ ستبتزني بها.
ضحك وقام ومشى نحوها. واوقفها امامه وقال وهو ينظر لعينيها :
--  لا ادري حينها لمَ التقطتها..لكن اظنني صدمت بجمالكِ واردت ان احتفظ بشكلكِ ..او لربما فكرت بأبتزازك..لكن في النهاية..لم أبتز بها ..سوى قلبي !
-- أحقا كنت لتبتزني ؟!
--  ليست اخلاقي صدقيني..لكن حين رأيت ُجمالكِ ورقتك تملكتني عدة أفكار لضرورة التمسك بكِ او عالاقل اجباركِ على التحدث معي فقط ! لكن فيما بعد عدت لرشدي ولم اكن راضياً عن نفسي ..وأكتفيت بالنظر لصورتكِ كل ليلة  حتى أسرتي قلبي وعقلي !
اطرقت بنظرها بحياء ، فقال لها :
--  سأحدث والديّ عنكِ هذا المساء..لم اعد أحتمل أكثر !
وأنتابته نوبة سعال أخرى . فقال بعد ان هدأت :
--  كنت آمل أن أطيل هنا  لمشاهدة فيلمي المفضل معكِ ونحن نأكل الشيبس والحلويات ههه..لكن يبدو أني لستُ على مايرام.
قالت هي بقلق :
--  بماذا تشعر بأستثناء السعال ؟
--  أشعر أني حرارتي بدأت ترتفع..فجسدي بدأ بالوهن.
--  لكن أ أنتَ قادر على القيادة؟
-- ماذا؟ ..هل ستقودين بدلاً عني ؟!
--  لو إني اعرف القيادة لفعلت..فأنا أخشى عليك
ان تقود وانت متعب هكذا !
--  تخافين علي لهذه الدرجة؟!
ابتسمت بحياء ولم تنطق بكلمة.
فقال امير :
-- سأغادر الآن..اهتمي بنفسكِ جيداً !
-- انت أيضا !  طمني عليكَ حالما تصل .
اومأ لها بنعم ، ثم ودعها وخرج واقفل الباب.
......................................................................
في الطريق، اتصل بوالدته، وكان الوقت قد قارب العاشرة والنصف ،اتصل بها ليتأكد من انها لازالت مستيقظةهي ووالده.
أخبرته انهما لا زالا مستيقظان فطلب منها ان ينتظرا عودته لان لديه مايحدثهما به.
وبعد ان انتهت المكالمة . توجهت نجلاء بحديثها لزوجها:  --أمير  يريد ان ننتظره ليحدثنا بموضوع.
-- خير أن شاء الله !
-- لا اظنه كذلك..اكيد سيفتح معنا موضوع تلك البنت الخادمة !
-- مع ذلك ..ان شاء الله خيرا !
نظرت اليه بطرف عينها وهزت رأسها بياس.
....................................
وقبل وصوله للمنزل بخطوات قليلة ، اتصل امير بسمر وطمأنها انه قد وصل وانه بخير.
ترجل من سيارته ودخل المنزل.
وجد والديه في صالة المنزل ، فألقى عليهما التحية، وجلس قبالتهما.
ساد الصمت بينهم لدقائق.
كان أمير يستجمع فيها شجاعته لقول الآتي.
قطع الصمت نوبة السعال التي انتاب امير من جديد.
قالت أمه : السعال بدأ يسوء أكثر ! هل اخذت علاجكَ ؟
أومأ لها بالايجاب.
وبعد ان هدأ السعال  ،قال الآغا:
-- ابني..اعلم أن لديكَ ماتقوله لنا..لكن أرى ان من الافضل ان تاخذ علاجك وترتاح الآن.
وقالت نجلاء :
--لا..فليقل ماعنده فهذا افضل من ان يكبت اكثر !
-- طبعا..فالفضول سيقتلكِ لو تأجل الكلام !
-- هذا لان الموضوع كبير ومهم على مايبدو ! مادام  مستعداً للتكلم بشأنه وهو بحالته هذه !
أطلق أمير تنهيدةً كبيرةً ، ثم قال :
-- أرجوكما  توقفا عن النقاش بهذه الطريقة.
قال الآغا:
--النقاش بيننا أصبح جزء لايتجزا من يومياتنا..لان آرائنا
انا وأمك غالبا ما تتعارض مع بعض !
قالت هي :
-- تتعارض لأنكَ تحب إغاضتي !
-- بل لأنكِ أمرأة أنانية و افكارك متعصبة !
-- أنا أنانية؟! وانت ماذا؟ ....
عصر أمير رأسها  بعد ان صرعه جدالهما ،وقال بغضب :
--ارجوكما توقفا..وامنحاني فرصة لأقول ماعندي..بعدها تجادلا حتى الصباح !
سكت الاثنان ونظرا له بتعاطف، ثم قالت نجلاء : تكلم ابني..ها نحن ننصت.
وساد صمت قصير..ثم قال أمير :
ــ كنت انوي ان أبدأ كلامي بالمقدمات لكن..سأقولها مباشرة ً..وأرجو ان تستمعا حتى النهاية دون ان تقاطعاني..بعدها يمكنكما التفكير والمناقشة على راحتيكما.
صمت لثواني وأخذ نفساً عميقاً، ثم قال :
--سبق وان اخبرتكما اني معجب بسمر..واخترتها
لتكون زوجةً لي..لأن كل مافيها أعجبني.. أخلاقها..رقتها..طيبتها..وحتی جمالها.
لم تحتمل نجلاء فقالت :
-- والآن تريد ان تضعنا امام الامر الواقع وتقرر الزواج
بها حتى لو كنا غير موافقين ؟!
أشار لها الآغا بيده ان تسكت وقال : دعي الولد ينهي كلامه.
والتفت لأمير وقال : أكمل يابني .
فأكمل امير :
-- نعم.. قررت ان اتزوجها بغض النظر عن ردة فعلكما..
مع أحترامي لكما طبعا !
فتحت نجلاء فمها وعيناها وقالت :
ــ تعني أنك ستعاندنا وتكسر كلامنا؟!
قال امير :
ــ ماعاش من يكسر كلامكما..لكن يا أمي أنا رجل بالغ
ومشاعري وأختياراتي تخصني انا..انا من سيسعد أو يشقی بأختياره ..انا لست ُمراهقاً ولا طائشاً لتخافي
من اختياراتي..انا فعلا أحببتها..أحببتها ذلك الحب الطاهر الذي لايعرف فوارق او ظروف..قلبي نبض لها
يا أمي..اتدركين ما اقول؟!
قال الآغا :
ــ انت لم تقابلها سوى مرة واحدة ياولدي..
فكيف عرفت انكَ تحبها بهذا القدر؟
واومأت نجلاء لتؤيد سؤاله.
تنهد أمير وقال : وهذا ما اردت ان اشرحه لكما..فموضوع اختياري لها تعلمانه وانا مصمم عليه..لكن ما لا تعلمانه ان هناك امور حدثت بينا ومعرفة مسبقة..لكن بظروف ليست مناسبة ولا سعيدة.
فقالت نجلاء : مادامت تعمل خادمة عند بيت صديقك فبالتأكيد ستكون ظروفكما صعبة وغير مناسبة...فكر بموقفك امام صديقك عالاقل!
قال : لم تعد خادمة في بيت صديقي .
تسآلت : لماذا؟ أين ذهبت تعمل؟
قال : لاتعمل...انها الآن في شقتي .
شخصت ابصارهما من الصدمة وقالت نجلاء : ماذا تقصد؟ هل تزوجتها من دون علمنا؟!
قال : لم اتزوجها بعد ..لقد تعرضت لمشاكل مع بيت ادهم و...اخذتها للشقة مؤقتاً.
قالت نجلاء بإستهزاء : تتمشكل مع الناس وتذهب معكَ لشقتكَ ..وتقول عنها مؤدبة واخلاق؟!
قال أمير بحدة : أمي أرجوكِ...سمر فعلاً كذلك ..انها ملاك صدقيني !
وقال الآغا : وكيف تتخذ مثل هذه الخطوة يا بني..
لماذا تقحم نفسك بمشاكلها؟
قال أمير ونظرة اليأس بعينيه :
ــ اقحم نفسي لأني احبها !
شعر الآغا بتفاهة سؤاله، ثم قال  :
ــ لقد اصبحتَ رجلاً يعتمد عليه حقا !
التفتت نجلاء لزوجها بكامل جسدها وقالت منتقدةً إياه :
ماهذا الكلام يارجل؟ هل انت فخور بأبنكَ لانه اخذ
خادمة لشقته بعد ان طردها الذي كانت تعمل عندهم؟!
ــ بل انا فخور به لأنه لا يتخلى عن امرأة احبها !
ــ أساله قل له لماذا طردوها إن كانت بنت جيدة؟!
ــ قد تكون البنت مظلومة !
انتابته نوبة سعالٍ أخرى. وبدا شاحباً و مرتجفاً.
قالت أمه : حبيبي حالتك تزداد سوءا !
وقال الآغا : اصعد لترتاح وتأخذ علاجك والله كريم بني .

الحب للشجعانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن