ضلت سمر تفرك أصابعها توترا ، فهي لاتدري إن
كان من الصواب الكشف عن كونها وحيدة بهذا
العالم أم ان ذلك سيعرضها للوقوع تحت أيادي
تستغل ضعفها ووحدتها !
قالت :
- لقد كنت ابحث عن عمل وأختك شيماء أقترحت
علي ن اعمل هنا بدل العمل في المركز التجميلي.
-- فهمت..لكن لما وافقت على السكن معنا؟ ألا
تملكين بيتاً او عائلة؟
-- بلى املك .
--واين هم؟
قالت سمر بعد ان استسلمت لقدرها :
--لا املك احدا من اهلي..لكن لدي بعض الاقرباء .
-- لابد أنهم اقرباء حقراء !
لم تعرف سمر بما تجيبها ، ثم قالت :
-- نعم ..تقريبا.
أحست علياء ان سمر لا ترغب بالخوض بخصوصياتها
اكثر، فقامت وقالت: سأعد لكِ الشاي !
نزلت شيماء وصاحت : بل اتركي سمر تعده لنا...
لنرى مهاراتها.
وافقت علياء واخذت سمر للمطبخ لتدلها على
مكان الأشياء.
..........................................................................
ضل امير قلقاً على سمر ، وظل والده يتهرب من
أسالته عنها.
واخيرا قال : انا قلق على سمر..أخشى ان امي
طردتها أو منعتها من محادثتي.
قال الآغا : أمك لن تجرؤ ..لأنها لا تريدك ان تغضب وتزعل منها.
وقال أمير بتوعد : على العموم ..غداً سأخرج
من هنا..وسنرى ماذا ينتظرنا بالمنزل !
.................................................................
بعد ان اعدت سمر الشاي ، وجلسن يحتسينه ،
قالت شيماء :
اول مرة اشرب شاياً بهذا المذاق الممتاز !
قالت علياء : تقصدين ان الشاي الذي كنت اعده
لا يعجبك؟!
قالت : الحق حق..شاي سمر لايعلا عليه.
ثم نادت على سمر التي كانت تجلس بالمطبخ
تمسك بهاتفها بحزن لعدم قدرتها على الاطمئنان
على امير.
خبئت هاتفها بإحدى خزانات المطبخ، حيث لم
تشأ أم يعلمن بامتلاكها للهاتف، خوفاً من القادم.
توجهت نحو صالة المنزل حيث يجلسن .
قالت شيماء : تعالي سمر..اجلسي..واخبرينا عن
سر الطعم الرهيب في الشاي.
ابتسمت سمر وأخجلها الاطراء. وقالت : لايوجد سر ..أنا فقط أتركه يتهدر مدة من الوقت ..كما
ان نوعية الشاي تحكم .
قالت شيماء : نستخدم نفس النوعية منذ سنوات
ولم اتذوقه بهذا الشكل !
قالت علياء : عيب عليكِ ياشيماء تنكرين تعبي وفضلي.. طوال تلك السنين كنت انا من يعد
الشاي ولم تكلفي نفسك مرة باعداده !
ضحكت شيماء : وقالت : اشتغلت الغيرة !
-- انا لا اغار من أمراة إلا بشيء واحد.
-- ماهو؟
-- ان تكون متزوجة .
ضحكت شيماء وكذلك سمر.
قالت شيماء :
-- وكأنكِ لم تتزوجي ! ماذا اقول انا ؟
- وهل تحسبينه علي زواجاً ..كان كابوساً.
واستمرت الاختان بالقاء النكات و المزاح بينهما.
ثم نزلت رهف وشاركتهن الجلسة، وقالت :
ــ أهذا الضحك كله بسبب وجود سمر؟ لابد
انها تلقي النكات ايضا !
قالت علياء : انها حتى لم تتفوه بكلمة..هي
فقط مستمعة.
قالت شيماء : انصحك ان تجربي الشاي الذي
تعده سمر.
ووقفت سمر وقالت : سأحضر لك كوباً من الشاي.
قالت رهف : ياريت..فرأسي متصدع .
وما ان غادرت سمر المكان ، حتى ظلت علياء
تلاحقها ببصرها، ثم التفتت لشيماء وقالت :
البنت جميلة جداً..إذا رآها محمود سيجن جنونه !
قالت شيماء :
ــ ولماذا تعتقدين أني جئت بها للمنزل !
قالت رهف:
ــ ألن تفعلي شيئاً لوجه الله ابدا؟!
ابتسمت وقالت :
ــ وهل ماافعله ليس لوجه الله..انا
افيد البنت بدل ان تبقى كالمشردة !
قالت علياء : كفى اسكتا..لاليء تسمعكما !
..................................................................
بعد منتصف الليل..
كانت كلا منهن قد اختلت بغرفتها.
وسمر هي الاخرى جلست لوحدها بالغرفة التي خصصتها لها الاختان.
امسكت بهاتفها وضلت تقلبه والحيرة تأكل قلبها..
هل تفعل هاتفها وتتحدث لأمير..فهي تود الاطمئنان عليه بشدة وهل ياترى افتقدها أم ليس بعد؟!
ابقت هاتفها مغلقا وخبئته تحت وسادتها.وحاربت لتنام.
.................................................
كانت شيماء تتحدث إلى احدهم بالهاتف وهي مضطجعة على سريرها.
قالت :
ــ انها بنت كاملة المواصفات...لكن اظنها ستتعبك
فهي من النوع الخجول جدا.
كان ذلك هو قريبها محمود على الخط فقال:
_لا شيء يصعب على محمود..كما اني اعشق الخجولة !
ــ حسنا فلتجرب معها..غدا ستكون لوحدها بالمنزل..
وعندك نسخة من المفاتيح..عليك ان تسلمني المكافأة قبل رؤيتها..ستمر علي في المركز.
ــ ماذا لو سلمتك المكافأة ولم أستفد شيئا؟
ــ كنت لتوك تقول لاشيء يصعب عليك..وحين
ذكرت المكافئة تبددت ثقتكَ بنفسك!
ــ طبعا لاشيء يصعب علي..انا اقصد ان لاتعجبني البنت أو الظروف تسير عكس المخطط.
-- هل انتَ محمود ام شخص آخر يكلمني؟!
ضحك وقال :
ــ محمود بعينه !
ــ إذا ماهذا التردد الذي آراه لأول مرة عندك؟!
ــأظن ان البنت فيها طاقة غريبة تعمل من بعيد !
ضحكت هي الاخرى وقالت :
ــ مادام الامر هكذا..فحتى المكأفأة يمكنك تاجيلها...
فقد صرت متشوقة لمايحدث معكَ بعد مقابلتها !
ــ هل اعتبر هذا رهان؟
ــ ولم لا..ليكن رهاناً..ان فزت سآخذ نصف المكافاة..
وأن خسرت فسأخذها كاملة.
ــ مع انكِ لا تتنازلين عن ارباحكِ في كلتا الحالتين..
لكن لابأس اتفقنا !
وانهيا حديثهما حول مخططهما الخبيث .
...................................................................
في اليوم التالي..
غادرت علياء باكراً لعملها، وهي تعمل موظفة
باحدى الدوائر الحكومية.
وجلست شيماء ورهف تتناولا الفطار الذي
اعدته لهما سمر.
وبعد ان انتهتا .قالت شيماء محدثة سمر :
-- عزيزتي سمر...إن اردت الاستحمام وغسل
ملابسك.. بأمكانكِ اخذ هذا الثوب الذي انزلته
معي لأجلكِ .
ترددت سمر، لكنها فعلا كانت بحاجة للأستحمام
وغسل ملابسها ، لذا قالت : شكرا..ساغسل
ملابسي وأرتديه ريثما تجف .
قالت شيماء : لا تهتمي..خذيه لكِ إن شئتِ.
شكرتها سمر ثانية.
بعدها غادرت هي ورهف لعملهما .
وبقيت سمر بمفردها في المنزل ، لاتدري مالذي ينتظرها.
وتذكرت تلك الليلة عندما بقيت بمفردها في
بيت أيهم ، وجائها أمير..
تذكرت أمير وأدمعت عيناها.
وقالت تحدث نفسها : اليوم سيخرج امير من المشفى..ماذا سيفعل إن لم يجدني ؟!
ربما افعّل هاتفي قليلاً ..فقط لأطمأن عليه
وأطمأنه عني.
وبعد ان استحمت وغسلت ملابسها . ارتدت
الثوب الذي أعطته إياها شيماء لترتديه ، وكان
ثوبا ناعماً وخفيفاً
بنصف كم وقد برزت الانحناءات المتناسقة
بجسدها ، رغم كونه فضفاضاً نوعا ما.
كانت تشعر بالراحة والخفة فيه ، وقالت لنفسها :
ــ إنه حقا مريح..لكن الجو بارد ..الم تجد غيره
لتعطيني إياه ؟!
ولم تكن تعلم بنوايا صاحبتها الخبيثة !
.................................................................
سمح الطبيب بخروج امير .
وصل للمنزل برفقةوالده واصدقائه الثلاثة.
بعد ان استقروا بالجلوس في صالة المنزل. جاء
الآغا ليتحدث لنجلاء فقال لها : مالعمل الآن؟
بمجرد ان يخرجوا اصدقائه سيسأل عن سمر !
قالت : ومادخلي انا؟ لم تحدثني بعصبية ؟!
تنفس الصعداء ، ثم تركها وعاد لينضم للشباب.
كان امير يجلس بينهم على أعصابه..فباله مشغول
بسمر والشوق لرؤيتها يقتله.
.................................................
بما ان الوقت قارب منتصف النهار فقد توقعت
سمر خروج أمير ووجوده في المنزل..وتخيلت
انه لابد
وقد افتقدها آلان.فقررت ان تبعث له .
فعلت هاتفها وارسلت إليه : كيف حالك امير؟
اتمنى ان تكون بخير..أنا بخير ايضا..لا تقلق
بشأني..أسكن حاليا مع مجموعة بنات طيبات..
وأسفة لأني مضطرة لغلق هاتفي اتمنى لكَ
السعادة !
كتبتها برسالة واحدة وما أن وصلته وقرأها ،
حتى عادت وأغلقت الهاتف وذهبت لغرفتها
لتخبئه.
.........................................
وصلت الرسالة لأمير ، فتناول هاتفه وتفحصه،
فصدم من الكلام الذي قالته سمر ولم يفهم مالذي حدث..لكنه ادرك أنها غادرت منزلهم.
جن جنونه، وتمنى رحيل اصدقائه بأسرع وقت..
ليطلق العنان لغضبه وتساؤلاته.
لاحظ ايهم توتره وانفعاله، وتملكه الفضول حول السبب..أتكون سمر من بعثت له؟ هل هذا يعني
أنها ليست بمنزلهم؟ ام انها فعلا موجودة بمنزلهم وتراسله لتهنأه بالسلامة؟!
...........................
وبعد تناول الجميع وجبة الغداء.. بأستثناء امير
الذي لم يأكل سوى مايجامل به اصدقائه.
خرج الاصدقاء مودعين امير وعائلته .
واخيرا أطلق امير العنان لما يجول بخاطره.
فتسآل : أين سمر؟
سكت والداه وبدا عليهما التوتر.
اتجه للمطبخ ولم يجد فيه سوى توما فسألها :
ــ اين سمر؟
ــ سمر راح مايدري وين !
ــ متى راحت؟
ــ صار يومين .
ــ هل تعاركت معها امي؟ هل طردتها؟
ــ لا .
فجاءت نجلاء وقالت له :
ــ أتكذبني؟ قلت أنني لم اطردها !
ــ لماذا رحلت اذاً ؟ ليس لها احد تذهب إليه..
كانت سعيدة بأن نحتويها بيننا.
احست نجلاء بتأنيب الضمير لكنها لم تعترف
بشيء.
قال امير : ألم يراها احد وهي تغادر ؟ الم
تسألوها لمَ ترحل؟
قال الآغا : لقد كنا انا وامك في المشفى بجانبك
واتصل علينا سعدون وقال انها غادرت. وقد كان
فات الأوان ليلحق بها.
فنادى امير بأعلى صوته على سعدون وهو يسير
بأتجاه الرواق وقد بدأ يسعل .فاوقفه والده، قائلا :
ـ إلى أين ؟لاتخرج الجو بارد وانت مريض !
ثم نادى الآغا على سعدون فحضر مسرعا.
قال أمير :
ــ أخبرني بالتفاصيل ياسعدون؟ متى رحلت
سمر رحلت سمر وماذا قالت لك؟
قال سعدون وهو يرتجف لشعوره بالمسؤلية :
ـ قبل يومين.. قالت لي انها يجب ان تغادر لأن
وقت استضافتها قد انتهى وانها ليست معتادة
على البقاء طويلاً مع احدهم.
تألم قلب امير ، وندمت نجلاء اكثر، واطرقت
برأسها فنظر اليها أمير وقال :
-- لابد انكِ اسمعتيها كلاما نال من كرامتها !
اعترفت نجلاء أخيرا وقالت بانفعال :
-- لم اقل لها اذهبي وغادري البيت..لقد طلبت
منها فقط أن تجعلك تنساها.
ضحك امير بأستهزاء وقال :
ــ لم تقولي شيئاً حقاً ! وكيف برأيك تجعلني
انساها؟ لابد لها من ان تختفي عن ناظري هذا
هو الحل الوحيد الذي تصورته..وقد نفذته
نزولا عند رغبتك !
قال الآغا : انت حقا قاسية يا امرأة..عالاقل
فكري بمشاعر ولدك!
ضلت نجلاء ساكته ومطرقة.
--أين سأجدها الآن؟! لقد اغلقت حتى هاتفها !
ورمى بهاتفه ارضاً من شدة الغضب.
حاول والده تهدأته ، فأجلسه وربت على كتفه
وقال : سنجدها بإذن الله.
.................................................................
أما عن سمر، فقد قامت بترتيب المنزل وبما
ان شيماء قد اخبرتها ان الغداء سيكون جاهزا
من المطعم فلا تكلف نفسها بالطبخ ، فقد
جلست تفكر بامير وكيف سيكون حاله الآن
بعدما قرأ رسائلها.
وبينما هي تجلس وتفكر، احست بوجود اصوات
خافتة من الباب الرئيسية، وما أن مشت بضع
خطوات لترى مصدر الصوت ، حتى ظهر شاب
طويل القامة بملامح طائشة وعيون جائعة.
جمدت مكانها وحملقت بعينيها وشهقت مرعوبة.
اقترب منها ، فتراجعت للخلف وهي تحاول أن
تبحث عما تستر به شعرها وماظهر من جسدها.
ثم قالت بصوت مرتجف : من انتَ؟ وكيف دخلت؟
ابتسم وقال :
ــاسمي محمود..وعندي مفاتيح البيت!
قالت :
ــ هل انتَ من اقرباء البنات؟ ارجو ان تخرج
وتعود فيما بعد.
لكنه لم ينصت لها بل كان
يتفحصها بنظره من الاعلى إلى الاسفل.
خافت اكثر وادركت ان نواياه سيئة.
أسرعت نحو غرفتها واقفلت بابها.
واخرجت هاتفها وفعلته وحاولت الاتصال بأمير،
فهو الرجل الوحيد الذي تأمن إليه وتثق به.
وجدت ان رقمه مغلق، فجن جنونها اعادت
الاتصال عدة مرات ، دون جدوى، فقد انطفأ
هاتفه عندما رمى به ارضاً.
بدأ محمود يطرق بابها ويقول بإسلوب مستفز :
ــافتحي ياحلوتي..فلا مفر لكِ مني...افتحي ولاتخافي...انا هنا لأنقذك من البؤس الذي انتِ فيه...شيماء قالت انكِ وحيدة بهذا العالم سأصنع
لكِ عالم بأكمله..فقط افتحي الباب وضعي يدك
بيدي.. يمكنك استغلال هذا الجمال لتعيشي كملكة.
ادركت انه يقصد جعلها من بنات الليل.فصاحت
وهي تبكي :
عليك لعنة الله ...اخرج قبل ان اتصل بالشرطة !
ضحك وقال : حسب علمي فأنت لاتملكين هاتفاً !
قالت بتحد : بل املك واحداً ..لكني كنت اخبئه..
وها أنا اتصل الآن!
ورغم انه لم يصدق في بادىء الامر، إلا انه انفعل
وظل يضرب عليها الباب.
ارتعبت اكثر، ولما لم تجد جواباً من امير قررت
الاتصال بأيهم عله ينقذها. فلا تحفظ بذاكرتها
سوی رقمه بعد رقم أمير.
.............................
كان أيهم قد وصل لتوه لمنزله، وجد منى تجلس
في الصالة، فجلس هو الآخر سأل: أين امي؟
قالت انها بغرفتها ورونق ايضا صعدت لتوها.
وهم ليسألها هل تغدت امي ، فجاءه اتصال من
سمر.
أستغرب وارتبك لوجود منى. بجانبه.
احست هي بتوتره .
وفتح الخط ليسمع. فصاحت سمر: أيهم انقذني..
هناك رجل يريد الاعتداء علي...
سمعت منى صوتها بما انها كانت تصيح بفزع.
فسحبت الهاتف منه بسرعة وتفحصت الشاشة
لتجده رقم سمر، وسمعتها تقول: انا في بيت
غريب ويظهر إنهم متفقون علي !
أعادت الهاتف أليه بعد ان فعلت مكبر الصوت
فتناوله بيده وراح يستمع لأستغاثتها وهي تبكي.
وضل صامتاً.
فقالت منى : ألن تذهب لنجدتها؟ أرايت؟ حثالة
مكانها بين حثالة مثلها ! لابد انه بيت دعارة !
ورغم اشتعال النار بقلبه على سمر، إلا انه اغلق
هاتفه بكل هدوء.وضل يحملق في اللا مكان !
فأحست سمر باليأس والضياع.
..............................................
أحس امير بوخزات بقلبه، فتناول هاتفه واعاد
تشغيله فوجد مكالمات فائتة من سمر قبل دقائق.
أعاد الاتصال بها بلهفة، فجاءه ردها صادماً وهي
تبكي وتستغيث به وتقول : أمير..الحقني..هناك
من يحاول الاعتداء علي !
أشتعل غضباً ووقف وهو يصيح :
ــ أين انتي؟أتعرفين المكان؟
ــ ليس بالضبط !
صاح بإنفعال:
ــ ارسلي لي موقعكِ بسرعة !
ــ كيف ؟ لا اعرف!
فشرح لها سريعا ماعليها فعله، ونجحت بإرساله.
وصله الموقع، فأسرع بجنون نحو غرفته واخرج
سلاحاً (مسدس)من درج السرير ، ونزل مسرعاً،
شاهدته امه فصرخت وقالت :
ــ مابكَ ابني؟اين تذهب بسلاحك؟
ولم يلتفت لها، وواصل سيره نحو سيارته.
فصرخت نجلاء ونادت زوجها واخبرته، فاسرع
ولحق بأبنه.
واستوقفه ليصعد معه.
وصعد الى جانبه وهو يتسآل:
ــ ما الذي حدث؟ الى اين تذهب؟!
ــ سمر تتعرض للاعتداء .
ــ وهل تعرف مكانها؟
ــ لقد ارسلت لي موقعها.
ثم تحدث اليها وحاول طمأنتها واخبرها انه
سيكون قربها بعد عشر دقائق.
ألا أنه اختصر الطريق باقل من هذه الدقائق ،
لفرط السرعة التي قاد بها !
حاول الآغا تهدأته وطلب منه تخفيف السرعة،
لكنه لم يفعل. واخذ الآغا منه سلاحه قائلا:
ــ سأحمله انا..فقد اصبحت مرعبا !
واضاف: يجب ان نتصل بالشرطة..اعطني هاتفك
لأشارك الموقع ورغم ان امير لم يبعد الهاتف عن
اذنه ليكون حاضرا بسمعه مع سمر، إلا انه ناول
الهاتف لوالده دون اعتراض.
اتصل الآغا بالشرطة وارسل لهم الموقع.
واعاد الهاتف لأمير الذي تناوله واتصل بسمر
وفتح مكبر الصوت ليتمكن من القيادة.
كانت لاتزال تبكي..ومحمود يحاول فتح الباب
بأسلوب الاقناع قبل القوة ، غير مصدق انها
ستتصل بأحد، فحسب المعلومات اللي زودتها
به شيماء..فهي يتيمة وليس لها احد ابدا.
وصل امير وقفز من السيارة بكل غضب.
ووجد الباب مقفل..فقفز من على الباب. ووالده
ينادي : توقف يابني..فلنتأكد من المنزل اولا !لكنه واصل تقدمه نحو الداخل ووجد محمود وهو
يحاول فتح الباب بالقوة.
اسرع نحوه ولكمه على وجهه فسقط الأخير ارضا ،
ثم استجمع قوته وقام ليردها لأمير..و اشتد القتال بينهما، وفتحت سمر الباب بعد ان تأكدت من وجود امير.
صاح محمود : من انت ومادخلكَ بها؟
فقال أمير وهو يلكمه على وجهه : انا خطيبها..
ايها الفاسق !
.............
وكان الاغا يحاول عبور الباب الرئيسية هو الآخر..وفعلها بعد جهد جهيد ولحق بابنه للداخل، فوجده يتقاتل مع المعتدي..فصوب السلاح نحو
محمود فتوقف القتال.واستسلم محمود لفوهة السلاح.بانتظار الشرطة.
وأسرع امير نحو سمر وقد انتابته نوبة سعال
فقال وهو منقطع الانفاس بسبب الجهد الذي
بذله والسعال الذي لازمه :
ــ هل انتي بخير؟ اين حجابكِ؟
قالت : انه هنا في الصالة...لم الحق ان ارتديه !
قال : المهم انه لم يمسسك...لم يمسسك صحيح؟!
قالت : لا ابدا !
قال وقد هدأ السعال قليلا: الحمد لله.
ثم نظر اليها طويلا وقال :
ــ لماذا تريدين الابتعاد عني؟ من كل عقلك اني
ساتركك او انساك؟!
ابتسمت بمرار وقالت : لم أشا ان اكون عقبةً بينكَ
وبين رضا والدتك عنكَ.
لفها بالحجاب وقال: أمي راضية عني ..وسترضى
عنكِ ايضا..أنها نادمة وتتوق لعودتكِ !
قالت سمر : أحقا؟!
صاح الآغا : نعم حقا.. لقد نذرت النذور لعودتكِ !
وضحك الثلاثة ،بعدها جاءت الشرطة واقتحمت
المكان وتم القاء القبض على محمود وجاري
التحقيق معه ومع شيماء والاخريات.
.........................................................
بعد مرورهم بمركز الشرطة لتسجيل الدعوى ،
خرجوا واستقلوا سيارتهم ، واتجهوا نحو المنزل.
كانت نجلاء تنتظر على عودتهم على احر من الجمر.
رغم اتصالها بالآغا اكثر من مرة والاطمئنان عليهم.
وصلوا وترجلوا من السيارة.
استقبلهم سعدون مبتسماً وهو يقول : الحمد لله
على سلامتكم نورتي يا ابنتي سمر !
شكرته سمر ، واقترب منها أمير ليتأكد من ستر
ذراعيها مع شعرها بالحجاب.
كان هذا الحرص والغيرة عليها ،حتى من الرجل العجوز ، يمنحها شعوراً بالسعادة وشعوراً بالامان
من قبل أمير .
أنت تقرأ
الحب للشجعان
Romanceتعمل خادمة لدی عائلة ثرية بعد أن فقدت آخر فرد لها بعائلتها وصارت وحيدة. ويقع سيد تلك العائلة بحبها وتبادله المشاعر، لكن القدر لايرحمها، وتجري الأمور معها بقسوة، فهل سيكون هذا الحب منقذها ؟ أم للشجاعة في الحب رأيٌ آخر؟