وخلال الايام التي تلت اصابة رونق ، كانت سمر قد اهتمت بها وبمراعاة حالتها، وبدأت تجهز لها الاكلات الصحية وتوليها مزيداً من الاهتمام من كل قلبها.
وبالمقابل فأن رونق بدأت تشعر نحوها بالاحساس بالذنب لأنها كانت تظلمها بتصوراتها الخاطئة.
وبدأت تحسن من معاملتها لها،وكانت سمر سعيدةً بذلك التغيير الجميل والمطمئن. وبعد تحسن حالة رونق بالكامل ، بدت بينها وبين سمر صداقة جديدةً وطيبةً .
.....................................................................
ومن جهته ،فإن أيهم لم يعد قادرا على كبت مشاعر الحب والاعجاب بسمر اكثر..وقرر ان يعترف لها بحبه.
كانت هي تعلم بداخلها أنه معجب بها وربما يحبها ، لكنها كانت تشعر إنه ليس من حقها أن تتقبل هذا الشيء ، لكونها مجرد خادمة عندهم ، وإذ ما احبها فأنه لن يتزوجها بحكم وضعها كخادمة ووضعهم الأجتماعي المرموق.
................................................................
كانت تحاول فتح إحدى علب المربى..وصعب عليها الأمر..وبتلك الاثناء جاء أيهم وشاهد المنظر..ضحك وتناول العلبة من يدها ،فأخذتها الرجفة والأرتباك لدى رؤيته.
وكان غطاء العلبة طوع يديه ،وفُتح بكل سهولة.
تناولت سمر العلبة من بين يديه وشكرته قائلة سيدي. وهي تطرق بنظرها للأسفل.
أعاد اخذ العلبة ووضعها على طاولة الطعام الموجودة بجانبهما واقترب منها ورفع رأسها وقال: كم مرة اقول لك لا تناديني بسيدي..اسمي أيهم...وبالمناسبة...لدي اعتراف لك و....
فقاطعته وحملت علبة المربى وقالت وهي تهم بصب المربى في ألاناء الصغير: لقد تأخرت بالفطار على السيدة سعاد..اسمح لي سيد أيهم و...
فامسك بذراعها وادراها نحوه وقال بعصبية: أولا لا تناديني بسيدي مرة أخرى ابداً..وثانيا لا تديري ظهرك لي وتقاطعيني وانا احدثك !
توترت اكثر وبدت يداها ترتجفان وقالت:اسفةسيدي... اقصد أيهم
لكني فعلا تأخرت ع السيدة سعاد...لديها علاج لأخذه.
رمقها بنظرةٍ حادة ومليئةٍ بالحب في الوقت ذاته وقال: حسنا اكملي عملكِ..لكن لدي حديث طويل معكِ ..ربما نتحدث في المساء.
...............................................................
لم تكن سمر على مايرام بقية النهار ، فقد تملكتها مشاعر مضطربة لا تعرف ماهيتها ، بسبب رغبة أيهم في التحدث اليها مساءاً.
وجاء المساء..وحاولت سمر أن تنهي اعمالها قبل مجيء أيهم لتذهب لغرفتها وتقفلها وتصطنع النوم ، لتهرب من محادثته..
لكنه عندما عاد ، كانت هي لاتزال تعمل في المطبخ ، وكانت رونق تتحدث معها ،بينما ألام سعاد قد نامت منذ مايقارب الساعة.
سمعتا صوت الباب الرئيسية يفتح ، فأدركتا انه أيهم..قامت رونق لتراه..فصاحت سمر: رونق...ممكن تبقين قربي حتى انتهي من اعمالي؟!
اومات لها بالموافقة وذهب لترى أخيها ، وسألته عن سبب تأخره.
أجابها إنه نسي الوقت مع اصدقائه..وذهب ليستحم ويغير ملابسه بينما تعد له سمر العشاء.
فقالت رونق: ألم تتعشى حتى الان؟! ماذا كنتَ تفعل اذا؟!
رمقها بنظرةِ تعصب وقال: لقد ذهبنا للعشاء ..لكن لم اكن جائعاً بوقتها..جعت الان...ثم من طلب منكِ انت ان تعدي العشاء..اذهبي للنوم واتركي سمر تحضره لي.
أدار وجهه عنها، وصعد لغرفته ، وعادت رونق لسمر وقالت لها:
ايهم جائع...لكن اخبريني سمر..لماذا انتي متوترة هذا اليوم وتريدين ان ابقى معك؟
فردت عليها بتلكأ : انا بخير ..لكن احببت ان اقضي معكِ الوقت ، قبل ان ننام..لكن ان كنتِ نعسانةً فلا بأس اذهبي للنوم
سأجهز العشاء للسيد أيهم واذهب للنوم.
فأخبرتها روزق انها لا تشعر بالنعاس ولن تنام قبل الثانية صباحا.
..........................................................................
نزل ايهم وسال عن والدته ، اخبرته رونق انها بخير.
اكملت سمر تحضير العشاء .وقرر ايهم ان يتناوله في المطبخ.
فأحست سمر بالتقييد ، واحس ايهم هو الاخر بالتقييد من وجود اخته معهم..فقد رغب بالتحدث الى سمر لوحدهما.
اكمل عشاؤه..ونظر لأخته وقال:
-- ألن تذهبي للنوم؟!
-- لازال الوقت مبكرا..ليس موعد نومي..لكنني عادة ابقى بسريري..واليوم سمر طلبت مني ان اسهر معها حتى تكمل اعمالها.
نظر ايهم نحو سمر ،نظرةً ثاقبةً وقال: هكذا !! حسناً اسهرا كما تشاءان..سأذهب أنا للنوم..تصبحان على خير.
اطرقت سمر بنظرها للأرض ، بعد ان اربكتها نظرة الغضب بعينيه.
....................................................................
في اليوم التالي:
كانت سمر مشغولةً باعمال المطبخ، كعادتها، وجاء أيهم ، وجلس على طاولة الطعام ، وراح يحملق بها .
فقالت بارتباك: اهلا سيد ايهم..صباح الخير..هل اجهز لكَ الفطور؟
اخرج حسرة من قلبه ثم قال: ها قد كسرت اتفاقنا وقلت سيد أيهم...وكسرتِ اتفاقنا وطلبت من رونق ان تسهر معكِ لتتهربي من حديثي ...متى سنتحدث برايكِ؟!
فقالت : قل ماعندكَ الان ..سيدي.
فقام ووقف امامها وطلب منها ان تنظر لعينيه ، ارتبكت ،لكنه اصر.
فنظرت لعينيه ورأت فيهما الحب والغضب معا.
قال لها بكل جرأة : أنا احبكِ...وستحبينني انتي ايضا !
فقالت بدهشة: ماذا تقصد؟ هل الحب بالأوامر؟!
اجاب: بل بالمشاعر !
فقالت: وماذا تعرف عن مشاعري؟
اجاب : اعرف ان مشاعركِ رقيقة وشفافة..ستصابين بالعدوى مني عاجلا أم أجلا.
اربكتها نظراته الجريئة..وابتسمت لا اراديا..وابتسم هو الاخر وقال: احبكِ..انتي لي شئتِ ام ابيتِ !
وغادر المكان ، وضلت هي جامدة بمكانها..وقد حلقت ملائكة الحب فوق رأسها !
..................................................................
مرت الايام واستمر أيهم بتذكير سمر بحبه لها ، بنظراته وهمساته ..وكانت هي قد بدأت بالأستسلام لمشاعرها التي تميل اليه..وكيف لا تميل ، وهي ترى الحب والاهتمام لأول مرة بحياتها !
كانت تشعر بالسعادة ، وبالوقت ذاته ، كانت تخشى المجازفة..فالحب بالنسبة لفتاة بوضعها مجازفة حقيقية..خصوصا مع الشاب الذي تعمل خادمة عنده.
لكن الامور تطورت رغما عنها ، بعد أن بدأ ايهم بالتصرف معها كحبيبة حقيقية .
حيث الغزل والتعبير عن الاشتياق واللمسات البريئة ، التي كانت في بعض الاحيان تكاد تتحول الى لمسات جريئةلو لا حذر سمر وصدها له.
...............................................................
مرت الايام وكبر حبهما، حتى طلب منها ان تفعّل احد برامج التواصل ليتبادلا الحديث معا.
لكنها لم تستجب له خوفا من ان يشغلها عن عملها اويطلب منها ان تتصل به او ماشابه ، مما يثير ارتباكها واحراجها.
...................................................................
احست ر ونق بوجود علاقةً بين اخيها وخادمتهم ، فقررت ان تحاول استدراجها بالحديث والتأكد من الامر.
طلبت منها أن تجلس معها في صالة المنزل ، استغربت سمر واحست أنها تريد معرفة شيء.
فقالت:
-- مارأيك ان نذهب لنجلس في المطبخ..لنتحدث بينما انهي بعض اعمالي هناك.
-- أتركي اعمالكِ الان..ارتاحي قليلا ولنتحدث برواق.
جلست سمر وانتظرت ان تبدأ رونق بالحديث.
قالت رونق : اود ان اسألكِ سؤالا..وارجو ان تجيبي عليه بكل صراحة ..وصدقيني سأتفهم موقفكِ بكل رحابةِ صدر .
احست سمر بتوتر وأومات بالموافقة، فسالتها رونق:
-- هل ببنك وبين ايهم علاقة حب؟
توترت سمر اكثر واصفر وجهها وقالت : لما هذا السؤال.. أهناك ماجعلك تشكين بذلك؟!
ابتسمت رونق وربتت ع يدها وقالت لها: لا داعي للاحراج..
الحب شيء جميل ولا ارادي..لكن فقط كوني متأكدةً من مشاعر ايهم ..هو اخي واعترف لكِ انه في الاونة الاخيرة تغير كثيرا واصبح اكثر نضجاً وعقلانيةً..كان طائشاً جدا..لكنه تغير منذ فترة..والحمد لله..لكن لابد ان تتأكدي من مشاعره تجاهك قبل ان تسلميه مفاتيح قلبك.
فقالت سمر ، وقد اخذها الحياء :
-- لا شيء بيننا..مجرد اعجاب !
-- الاعجاب بداية الحب...المهم انا فقد اريدك ان لا
تعيشي تجربتي الفاشلة التي عشتها بالحب !
فتسآلت سمر بإندهاش: هل عشتي قصة حب ؟! ألن تحكيها لي؟
-- سأحكيها لك لكن في وقت آخر.
...........................................................
حل المساء،وحل معه توتر سمر، لأنه وقت تواجد أيهم في المنزل.
حاولت جاهدة ان تنهي عملها في المطبخ لتذهب لغرفتها وتغلقها،قبل عودته. لكنه عاد مبكرا ، وكانت ألام سعاد وأبنتها لاتزالان جالستان في صالة المنزل.
القى التحية على امه ، وقبل جبينها ، وقال سأغير ملابسي واعود ..لكن سأذهب اولاً لأخبر سمر ان تعد لي العشاء.
نظرت اليه رونق وقالت بخبث: لماذا تتعب نفسكَ..أنا سأطلب منها ذلك !
رمقها بنظرة تحدٍ وقال: لا شكر ..ابقي مكانك..اريد ان ارى ماذا يوجد في الثلاجة.
ضحكت رونق وهي تقول: اهاا ..الثلاجة..صحيح!!
...................................................................
دخل المطبخ بهدوء..وراح يتأمل سمر بكل شغف وابتسامته العريضة بادية ، والقى تحية المساء.
ففزعت وقالت ، ويدها على موضع قلبها: أا..اهلا سيد أيهم ..مساء الخيرات.
اقترب منها وقال ضاحكا : أسف لاني افزعتك ..لكن كم انت جبانة!
ضحكت هي الاخرى بتوتر وقالت : نعم انا جبانة..هل اعد لك العشاء؟!
اقترب اكثر وامسك بيدها وابعد قطعة القماش اللي كانت تمسح بها الاسطح ، وألقاها جانبا، وقال: كنت جائعا..لكن رؤية وجهك الجميل..انستني الجوع.
اطرقت بنظرها نحو الارض ، فرفعه قائلا : اتركي الخجل وارفعي نظرك نحوي..احب رؤية عيناك البريئتان!
كان الارتباك قد اصابها بالرعشة ، ارتباكها من وجوده وارتباكها من وجود الام وابنتها التي قد تأتي فجأة فتصاب بأحراج اكبر.
قال لها : سمر..هل تحبيني بقدر ما احبك ؟!
لم تعرف بماذا تجيبه..فقلبها يعترف بحبه..وحياؤها يمنعها من الاعتراف.
تلاقت اعينهما للحظات..كاد فيها ايهم ان يهم بتقبيلها..لكنها
افللت من قبضته..وحاولت ان تعود لمسح الاسطح.
وهي تقول : أرجوك ايهم..صح انا مجرد خادمة عندكم..لكن لا يجوز أن تفعل كل ما ترغب به معي !
ابتسم بسخرية وقال : وهل تعتقدين أني استغلك ؟..سمر انا اعشقك ليس فقط احبك..احببتك منذ أن رأيتك تلك الليلة وغيرتي كل شيء بداخلي...نعم لقد تغيرت على يديك..هذا مايفعله الحب..ألا تعتقدين ذلك؟
لم تجب وضلت متوترة ، فقرر تركها وقال قبل أن يغادر : سأنتظر ردك غداً.. أن كنت تبادلينني المشاعر أم لا .. والافضل أن تفعلي برنامج تواصل (وتساب)لتخبريني مشاعرك من دون توترٍ ولا ارتباك...سأنتظر جوابكِ .
............................................................
في اليوم التالي ، وبعد حيرةٍ وتردد كبيرين ، قررت ان تفعّل برنامج التواصل وفعلته.
وتفاجأت بإستلامها رسالةً على الخاص من ايهم بعد دقائق من تفعيله..كتب فيها : واخيرا ؟!!
ابتسمت ولم ترد عليه.
...............................................................
في المساء ، عاد أيهم وانتهز فرصة عدم وجود احد في صالة المنزل ،فأتجه للمطبخ ،حيث سمر لازالت تعمل .
القى تحية المساء ، فالتفتت بفزعٍ نحوه ، وردت عليه السلام.
تأفأ٘ف وقال: افف..ألى متى ستبقين هكذا؟..كلما سمعتي صوتي تفزين مرعوبة! هل صوتي بشع لهذه الدرجة؟!
اعتذرت وقالت: اعذرني..انا اعاني من هذه الحالة مع الجميع ..صدقني.
قال : سأصدقك..كيف حالك انتي؟!
أجابت : بخير الحمد لله.
وسالها : هل نامت أمي ورونق؟
فأجابت بتوتر : لا اعلم لكنهما صعدتا لغرفتيهما منذ ساعة تقريبا.
اقترب منها وحاول لمس خدها، فأبتعدت عنه وقالت: هل تريد أن اجهز لكَ عشاءاً او شرابا؟
اخرج حسرةً من قلبه وهو ينظر أليها بحاجب مرفوع وقال:
كلا ..لا اريد شيء..سأصعد لغرفتي..وانتي اذهبي لغرفتك..وأياك ان تطفئي الانترنت..سنتحدث قليلا..اتفقنا؟
هزت رأسها بالمواقفة.
.............................................................
اكملت عملها بالمطبخ وذهبت لغرفتها، وتفقدت هاتفها ،لتجد عدة رسائل قد وصلتها من أيهم .
بدأ قلبها يخفق بشدة ، وما ان قرأت الرسائل حتى كتب لها :
-- أين كنتِ..لماذا تأخرتي؟!
كتبت:
-- اكملت عملي بالمطبخ و رأيت رسائلك للتو.
-- لم يكن لديكِ الكثير من العمل حسبما لاحظت..كما إني طلبت منكِ أن تذهبي لغرفتكِ وتتركي المطبخ !
احست سمر ان ايهم بدأ يحاول فرض سيطرته على تحركاتها ، وكان هناك شعور متناقض حول ذلك الامر ، فهي من جانب تشعر بالسعادة والانوثة لكونها اصبحت تحت امرته واهتمامه
ومن جانب آخر ، فأنها تشعر بان ذلك سيسبب لها نوعا من الاحراج والتقييد.
كتبت له :
-- ولماذا انت منزعج؟..أ تشعر بالنعاس؟!
-- كلا ..لست نعساناً..لكن اكره الانتظار !
-- اسفة لم اقصد أن اجعلكَ تنتظر .
-- لا تتأسفي..المهم..ما رأيك بالمراسلة..اليست افضل لكِ من الحديث المباشر؟
-- نعم افضل.
-- نعم لأنكِ كثيرة الخجل والارتباك بالواقع...عسى ان تكوني اكثر استرخاءا واقل ارتباكا هنا !
-- ان شاء الله.
واستمرا بحديثٍ عفوي طويل..حتى غفى الاثنان دون ان يشعرا.
.............................................................
واستمر الوضع هكذا..كل ليلة يتبادلان الحديث حتى ساعات متأخرة من الليل ..واحيانا حتى الصباح.
وتطورت احاديثهما لكلام مليء بالمشاعر..وكان ايهم جريئاً بطرح مشاعره وحبه لها..بينما هي كانت متحفظةً رغم انها تبادله الحب.
..............................................................
وبما أنها كانت تقضي نهارها في المطبخ ، وليلها في المراسلة مع ايهم..فقد بدأت تشعر بنحولٍ وخمول خلال النهار ، وتجد صعوبةً في اداء اعمالها مهامها المنزلية .
ولاحظت سعاد العيون الذابلة لسمر ،فسألتها: هل انتِ بخير يا ابنتي؟ أراكِ شاحبة الوجه وغائرة العيون؟!
اجابت سمر : انا بخير سيدتي..أنا فقط اعاني من ارق هذه الايام.
فقالت سعاد : اتركي اعمال المطبخ واذهبي لفراشك ..وحاولي النوم .
فقالت انها بخير ولابأس بالامر وستنهي اعمالها ثم تذهب لتحاول النوم.
لكن سعاد اصرت عليها ، فذهبت لغرفتها ورمت بجسدها على السرير وغطت بنومٍ عميقٍ .
.................................................................
حل المساء وسمر لاتزال تغط بنومها ،استغربت رونق وقالت محدثة والدتها : ألا تزال سمر نائمة؟ تبدو كمن لم يذق طعم النوم منذ اشهر !
وقالت سعاد : المسكينة تتعب..وعندها ارق..حمدا لله انها استطاعت أن تنام..اتركيها على راحتها.
ابتسمت رونق وقبلت جبين والدتها وهي تقول : كم انت رقيقة القلب يا ماما..أنا ايضا اتعاطف معها لكن سأوقضها حتى لا تشبع نوم ويصعب عليها النوم في الليل..فتتلخبط نومتها.
..................................................................
وذهبت لأيقاظ سمر ، لاحظت انها تغط بنوم عميق ، فربتت على كتفها وقالت : انهظي ياسمر..لقد حل المساء .
فزت سمر بفزع وفركت عينيها وقالت : أحقا...لم ادر بنفسي..أنا اسفة !
ضحكت رونق وتسآلت : ولماذا تتأسفين..لم تغرق السفن
اذا نمتِ..لكن احببت ان اوقظكِ لكي لاتكتفي من النوم الان ويصعب عليك ان تنامي جيدا في المساء.
شكرتها سمر ونهضت لتغسل وجهها وتبادر بعملها في المطبخ.
.................................................................
عرف ايهم ماحدث مع سمر ، واحس بالذنب لانه يجعلها تسهر ،
ذهب اليها وهي كالعادة في المطبخ ، وشاهدها تتثآب وهي تعمل ، ضحك وقال :
-- أرى أنك لم تشبعي نوم بعد !
احست بالاحراج وقالت :
-- لقد نمت طويلاً ..لكن لا ادري لما لا زلت أشعر بالنعاس؟
-- نوم النهار لايعوض نوم الليل..أنا اسف لأني اجعلكِ تسهرين وانت متعبة خلال النهار !
-- لا عادي ..لكن قل لي كيف تتحمل السهر ؟!
-- أنا معتاد على السهر...وستعتادين انت ايضا .
وغمز لها وقال :
-- جهزي العشاء سريعا..نادي رونق لتساعدك ..لتنتهي بسرعة..لأني اليوم متلهف للحديث معك
اكثر من كل يوم !
وارسل لها قبلة بالهواء وغادر المطبخ.
................................................................
كبر الحب بين أيهم وسمر لدرجة كبيرة ، ولم يكن يخفى ذلك على رونق ، فالحب تحت سقف واحد ،مفضوح.
وبعد أن تأكدت رونق من حبهما لبعض ، قررت ان تحدث أخيها بشأن امر ربما يكون هو قد نسيه او يتجاهله او أنه يعتبر علاقته بسمر علاقة عابرة لاتقف بطريق ذلك الامر.
أرادت أن تتأكد لتطمئن على وضع سمر .
....................................................................
طرقت باب غرفة أخيها ، ودخلت عليه ، وحيته بتحية المساء نظر اليها وتسآل : اليوم منورتني في غرفتي !
ضحكت وقالت بعد أن جلست على الاريكة الموجودة في الغرفة :
-- اشتقتُ لكَ..منذ فترةٍ ونحن لانراكَ كثيرا..تنهض صباحا وتخرج للعمل..وتعود ليلاً ولاتجلس معنا إلا قليلا !
-- معكِ حقك..أنا مقصر معكم ..لكن تعرفين ظروف العمل والاصدقاء واعود متعباً في الليل..كما انكِ والوالدة غالبا ماتصعدان لغرفتيكما ولا اجرؤ أن ازعجكما.
-- أيهم..اريد ان اذكركَ بموضوع ٍ !
-- وهو؟
-- موضوع خطوبتكَ من منى !
إنتابه الضيق ، وقطب حاجبيه ،وقال: وماالذي ذكرك به؟
ردت عليه : ذكرني به حبك لسمر...انت بحكم الخاطب..
لماذا تورط الفتاة بحبك؟!
نهض من فراشه بعصبية وقال:
-- من قال أني ساتزوجها؟..الاتفاق قديم..ولم نعد نتحدث فيه..كما ان منى الان خارج العراق.. وعندما تعود..يحلها الف حلال.
.......................................
أنت تقرأ
الحب للشجعان
Romanceتعمل خادمة لدی عائلة ثرية بعد أن فقدت آخر فرد لها بعائلتها وصارت وحيدة. ويقع سيد تلك العائلة بحبها وتبادله المشاعر، لكن القدر لايرحمها، وتجري الأمور معها بقسوة، فهل سيكون هذا الحب منقذها ؟ أم للشجاعة في الحب رأيٌ آخر؟