الجزء العاشر

693 21 0
                                    

اتصل أيهم بصديقه مهيمن وطلب لقائه. وتواعدا باحد المقاهي.
جلس ايهم ينتظره وهو يدخن الاركيلة.
وصل مهيمن ولم يصعب عليه ايجاد ايهم رغم ازدحام المكان ؛لانه يعرف جيدا الركن المفضل لديه من المقهى.
سلم عليه وجلس وهو يقول : اطلب لي اركيلة قبل ان تتفوه بأي كلمة !
اشار ايهم للاركيلة التي معه وقال :
ــ وماهذه امامك؟
ــ كلا حبيبي..اولا تعرف مسألة تباعد اجتماعي وكذا.. وثانياً احب ان ادخن براحتي..لا ان نتعارك على اركيلة واحدة !
خرجت ضحكة باهتة من بين شفتي ايهم وقال : 
ــ واضح انك تطبق التباعد الاجتماعي !
ثم نادى على النادل ليحضر اركيلة أخری.
لاحظ مهيمن ان صديقه بدا متوترا وعصبيا وهو ياخذ نفسا كبيرا ويزفر الدخان بالهواء وعيناه تلمعان.
قال مهيمن :
--هذا لقاء خاص  اليس كذلك؟
نظر اليه ايهم وقال بسخرية :
-- وهل انتَ أمراة لتقول هذا؟
ضحك مهيمن وقال :
-- الا يمكن ان يكون اللقاء خاصاً إلا بين رجل وأمراة؟!
ألم تطلب لقائي لأن شيئاً خاصاً او سراً تود قوله لي؟
تنهد ايهم وقال :
-- لأول مرة اراك تشغل عقلك !
-- هل اردت رؤيتي لتفرغ غضبك علي فقط ؟!
ابتسم أيهم بمرار وقال :
ــ أنا فقط مستغرب انك ادركت إني بحاجة للبوح إليك !
-- انت صديقي الاقرب..واعرفك جيدا من نظرة عينيك  ونبرة صوتك ! كما انه ليس من عادتك ان تطلب رؤيتي بمفردي من دون دعوة بقية الشلة !
اخرج ايهم تنهيدة كبيرة من صدره وقال :   بصراحة..هناك امر اتعبني..واود ان افضفض لكَ
لعلك تساعدني قليلا.
وبتلك الاثناء وصلت الاركيلة الخاصة بمهيمن.فسكت الاثنان ريثما يبتعد النادل.
-- كلي آذان صاغية ياعزيزي !
-- بصراحة حدثت مشكلة في المنزل...
-- ياساتر !.. اكمل .
تردد ايهم عن الكلام ، وراح يسحب نفساً طويلا من الاركيلة ويطلقه بالفضاء.
قال مهيمن :
--اكمل ايهم .
-- لقد اكتشفت ان...خادمتنا على علاقة باحدهم .
نفث مهيمن الدخان من فمه وقال :
-- و إن يكن؟! لا احد يخلو من العلاقات هذه الايام !
-- ليست هذه المشكلة..المشكلة ان هذا الشخص دخل منزلي  عندما كنت انا والعائلة غير متواجدين.
-- والخادمة في المنزل؟
اومأ بنعم.
--  لا اصدق..الم تقل عنها انها بنت خلوقة وبريئة؟
--  و متى تحدثت عنها أنا؟!
--  صحيح انك كنتَ تتجنب الحديث عنها...لكنك ذكرت ذلك حين وجدتها  تلك الليلة..وعلى ماكان يبدو
فكنت اعتقد انها عند حسن ظنك  لغاية هذا اليوم !
--  انا اخبرك بالامر  لأني....
و اطلق الدخان من فمه  ثم اكمل :
--..لأني أشك ان هذا الشخص هو....أمير !
-- هاا؟! وما الذي جعلكَ تشك أنه امير؟
--  ألم تلاحظ كيف اهتم بها بحفل عيد ميلاده؟ وكيف يراقصها وينظر إليها ويحدثها كما لو ان بينهم معرفة مسبقة؟
--  هذا ليس سبباً لتشك به..فهذه تبدو مسألة طبيعية بما ان خادمتكم جميلة بصراحة..وهذا لايعني ان امير سيندفع بهذا الشكل !
--  هه...هل نسيت انه ايضا كان يتصرف معي بفضول حولها..اتذكر آخر مرة تدخل وسأل عنها ؟ ذلك اليوم بالذات تم دخول منزلي من قبل أحدهم ! كنا مدعوين عند بيت عمي..أتذكر ؟
أسترجع مهيمن ذاكرته وقال :
--  نعم اتذكر..واتذكر انك تعصبت وقتها وأمير غادر  ولم يشاركنا الغداء.
--  أرايت ؟ لم تكن مصادفة ًعلى ما اظن !
-- فلنفرض انه امير..مالذي تريد فعله؟ وانت لاتملك دليلا ضده؟
--  هذه مهمتكَ انت ...ستحاول استدراجه بالكلام.
--  وهل هو غبي لهذه الدرجة ليكشف نفسه أمامي؟!
-- مهيمن..يجب ان تعرف ولو معلومة صغيرة..حاول
ان توقع به  عله يفلت لسانه ويعترف بشيء.
نفث مهيمن الدخان من فمه ثم قال :
--  أيهم..أنسيت ان امير صديقنا..ليس من الرجولة
ان أثير فتنة بينكما !
انفعل ايهم وقال:
-- ليست رجولة ًهاا؟ وماذا تسمي دخوله منزلي كاللصوص و انتهاكه لحرمة بيتي ؟هل هذه رجولة؟!

الحب للشجعانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن