البارت 13

3.1K 140 32
                                    

ما بين ظلمة الليلة وهواجيس عقله وقلبه ،..وما بين شاله ومرباعه كان واقف ،..وحين تسحبه هواجيسه بهاجس وتجره ،.وحين تسحبه هواجيسه بمهرة وصدها اليوم ،ويتسائل بداخله وشهو الي كان مضايقها!؟ معقول اني ضايقتها بنظراتي بدون قصد مني!؟ معقول اني ازعجتها بحركة ما قصدها!؟؟
وشلون ابعلمها اني ما اقصد حاجة ولا لي نية ب حاجة!؟
،. تنهد من القلب ناطقآ: الله يصلحتس يا مهرة ،.مدري وين سِرتي فيني،. قاعد بوادي وهواجيسي فيتس تاخذني لوادي ،.
قام من مكانه وهو يرمي الشال على كتفه من حِدة البرد ،.وسار صوب العزبة يمضي باقي ليله بين هالمعز والغنم ،. وكان السبب الرئيسي هو رغبته في ان يلمح مهرة،..لعلها تخطي هالليلة وتمر من قدامه ،.. وكانت ابرك الساعات لعايض انه يقترب صوب العزبة ويسمع صوتها وحسيسها لكن خاب امله وما سمع صوت احد والتفت يلقي نظرة همن ما كان في احد ،..ظلام دامس وصوت الليل،.. دخل عند الغنم داخل وهو يقعد على رجوله ويمسح على الحمل الصغير الي لامن شافها تذكر مهرة ليلة الي غطاها بشاله،.. تراكمت الابتسامات بوجهه وهو يلقي نظرة لشاله وللحمل الي ذكروه في ليلة مستحيل ينساها،.. قعد لدقايق طويلة نفس مكانة يمسح على الحمل بكل هدوء وهو غارق بين هواجيسه،..لحد ما سمع صوت البنات خارجين من باب المطبخ صوب المكان الي كانو يكشتو فيه دايم ،..وكان يقدر يلمحهم من بين ثقوب القفص  ،وكانو قريبين ويسمعهم بوضوح 
نطقت شمس وهي تقترب عند مهرة الي كانت غارقة بين هواجيسها ومشاعرها المبعثرة :قاعدة هنا ونحن ندور عليك!؟
صحيت مهرة على صوتها وهي تلتفت لها واضح عليها الفزعة: هاه!؟
شمس قعدت صوبها وهي تنطق ببتسامة وسيعة مع رفعة حاجب: الظاهر كنتي تهوجسي ،.اعترفي بوشهو!؟؟؟
ضحكت بخفة متظاهرة : من قال كنت اهوجس!؟ بس انا احب اجلس الليل برا شوي
شمس تغطي نفسها زين من حِدة البرد :بهالبرد!؟
ضحكت بخفة: ايه عادي
جا لهم صوت الجازي وهي تنطق :شمسس ،.. لقيتي مهرة!؟
مهرة ضحكت: مهرة بلحمها وشحمها قاعدة معها
الجازي :يمه ليه قاعدين بهالظلام شغلو نور الجوال ولا حاجة!؟
مهرة: حلو كذا
قعدت معهم الجازي وهي تنزل اكمامها تغطي كفوف ايدينها: بردد يا بنات وشلون تتحملون!؟
شمس : يالله نتحمل عشان بعد فترة بنرجع جدة
مهرة التفتت لها :بترجعون!؟
شمس: بعد ما تخلص الاجازة اكيد
سكتت مهرة لوهلة تفكر وشلون بترجع لوحدها مثل ثبل بعد ما يرجعون،. ونطقت شمس بحماس :اقول مهرة
رفعت نظرها لها :عيونها
شمس: شرايك تقولين لنا قصة زي ذاك المرة
تذكرت مهرة واطلقت ضحكة خفيفة: نبينا محمد وامنا عائشة!؟
شمس :ايه
مهرة: ابشري من عيوني والله.، بس وش تبين احكي لتس اليوم!؟
شمس : عادي اي شيء
مهرة تمهلت لوهلة  تفكر ونطقت: زين بحكي لكم اليوم وشلون تزوجو نبينا محمد صل الله عليه وسلم وعائشة،.
جهزت جلسها شمس بحماس :يالله
نطقت مهرة بصوتها المعروف بالهدوء والرقة وهي تنطق : طبعآ كلنا ندري ان رسلونا صل الله عليه وسلم كان متزوج قبل والي هي امنا خديجة رضي الله عنها ،.وبعد زواج سعيد دام قُرابة ال خمسة وعشرين سنة ،..قدر الله وان تتوفى امنا خديجة رضي الله عنها ،..ويومني اقولكم خديجة فأنا اتكلم عن اول من اسلمت بالتاريخ ،.والي فدت زوجها بمالها ونفسها حتى توفت بين احضانه ،.وشهدو الكل على  حزن نبينا صل الله عليه وسلم ،وكانت اكثر الايام حزينة في تاريخ سيرة رسولنا الكريم ،.وكان من الي شهدو على  حزن نبينا هي احد الصحابيات ،.والتي كانت خطابة وتدعى خولة ،.بعد عدة اشهر من وفاة امنا خديجة،. كان الرسول يحلم باحلام غريبة! كان يظهر له جبريل و حَده بنية حييل جميلة،. لابسة فستان من الحرير ،ومغطى وجهها ،.وما كان يدري منهي هالبنية ،.وفي اليوم الثاني حلم رسولنا صلى الله عليه وسلم مرة ثانية،. وظهر له جبريل و حَده نفس البنية واقفة،. تكلم جبريل وقال هاذي حرمتك يا محمد ،.فأستغرب نبينا من المشهد الغريب ،.وقال اكشف عنها ،.وكشف عنها جبريل،. وشاف نبينا ان البنية هي عائشة ابنة الصديق،. فرد رسلونا على جبريل يقوله "إن يك هذا من عند الله يمضه " يعني اذا هاذا من عند الله ف بيتحقق اكيد،. صحى نبينا في اليوم الثاني،. وكان ما يدري حاجة عن عائشة غير انها أحد بنات ابي بكر الصديق،. اول من أمن به من الرجال ونصره،. والي كان معه في كل مشقه ودرب ،.والي صار اول خليفة للمسلمين،. قرر رسلونا انه ما يعلم احد في حاجة ويكتمه في نفسه،. والحين خلونا نبتعد شوي وابي اعرفكم شوي عن حياة امنا عائشة،. حيث ولدت عائشة وابوها ابو بكر الصديق وامها ام رمان وثنينهم كانو قد دخلو الاسلام ،.وبالتالي تربت عائشة بيئة اسلامية بالكامل ،.يعني من نعومة اظافرها وهي تشوف اهلها يصلو ويصومو ،.عائشة ولدت بالاسلام ،يعني ما سجدت ابد لصنم ولا اشركت بالله سبحانه وتعالى ابد حتى نشأتها كانت مختلفة تمامآ عن باقي امهات المؤمنين،.وتروي لنا عائشة بعض من طفولتها بأنها كانت بنية نشيطة حيل ،.كانت تحب تشاكس مع الاطفال ،وتجري للمطر وقت نزوله وتنط فوق الطين ،.وكانت عائشة مثل شباب جيلها ،.من  يومن ولدت تخيرت لشاب اسمه جبير بن مطعم ،.اي يعني ابوها ابو بكر الصديق اتفق مع مطعم ابو جبير بانهم يتزوجون بعض لمن يكبرو ويبلغو ،.وهاذي كانت عادة اجتماعية بين العرب حزتها ،.نرجع الحين لنبينا الي بعد عدة ايام غريبة مضاها وهو يحلم بجبريل يحكي له عن زواجه بعائشة ،.جاءت عنده الخطابة خولة والي كانت تشوف حزن و وحدة نبينا ،فدخلت عليه وهي تقوله"يا رسول الله الا تتزوج؟"فأجابها الرسول "من؟"من عساه يتزوج بعد خديجة!؟ فاجابته خولة تسأله ان كان يبي يتزوج من الثيب والي هي المَرة المتوفي رجلها ،او البكر والي هي ما سبق لها الزواج من قبل
،فاجابها الرسول منهي الثيب!؟فقالت له سودة بنت زمعه  ،.وكانت سودة مَرة كبيرة وعودة وعندها عيال ومسلمة ،.فسالها النبي ومنهي البكر!؟ فاجابتها خولة باروع جواب  "بنت أحب الناس إليك " وعرف حزتها نبينا ان الاحلام الي كان يشوفها بتتحقق وقال لها روحي لهم وشوفي اذا بيوافقون علي او لا ،.فقامت خولة صوب بيتهم وشافت ام رمان وقالت لها جيت لكم بخبر كبير وبركة وعظيمة حيل ،رسلني رسول الله اخطب له عائشة استانست ام رمان حييل بالخبر وقالت ودي اوافق لكن انتظري رجلي يرجع ونساله ونشوف ،.ولمن رجع ابو بكر لقى ام رمان وخولة ينتظرونه ،.فقالت خولة بفرحة جيت لك بخبر كبير وبركة وعظيمة حيل ،.اجابها بإستغراب وشهو!؟ فقالت رسلني النبي اخطب له عائشة ،.وشهو متوقعين كانت اجابته!؟
رفعو اكتافهم بعدم العلم وكملت مهرة ببتسامة وضحكة خفيفة  : اجابها ب "إنما هي ابنة اخيه.،هل تصلح له!؟ "شوفو الى اي درجة كان مقربآ منه ،.كان يشوفه اخ حقيقي له لدرجة يسال ان كان بنته تحل له او لا ،. فرجعت خولة لنبينا وعلمته فيما قاله ابو بكر وابتسم نبينا من اجابة ابو بكر البريئة وقال ارجعي له وقولي له انا اخوك وانت اخوي بالاسلام ،وبنتك تصلح لي ،.فرجعت خولة وسألت عنه عند ام رمان فقالت له انه راح عند ابو جبير لان ابو بكر ما يخلف وعده مع احد ،.ونروح الحين عند ابو بكر الي دخل عند ابو جبير وهو يبغى يفسخ الخطوبة بأي طريقة ومن حسن حظ ابو بكر ان قبل ان يتكلم فاتحه ابو جبير بالموضوع وقاله نبي نفسخ الخطوبة خشيآ ان ولدنا يدخل الاسلام معها ،.وجت لابو بكر جاهزة مجهزة واستانس ،.وخرج من عندهم وهو مستانس حييل ،ورجع بيته وعلم خولة ان تعلم النبي بموافقتهم ،.وراحت خولة تبشر النبي بموافقتهم ،.وجا رسولنا يخطب عائشة ،.وراحت ام رمان تخبر بنتها ان الرسول جا لاجل يخطبها،. وشافت الرسول يكلم ابوها وشافها الرسول بعد وكانت اول مرة يشوفو بعض ،.وبعد ذالك  ولمدة خمس سنوات تحكي لنا امنا عائشة انها بدت تكبر يوم عن يوم ،وكان الرسول يزور صديقه يوميآ ويصلون ويكلمون بعض ،.بعد ثلاث سنين طويلة حصلت الهجرة ،.وهاجر النبي وابو بكر الصديق المدينة ،.وبعد فترة ام رمان وعائشة شدو رحالهم ولحقوهم للمدينة و
قاطعها خروج ضحى الي كانت تنادي بإسم مهرة ،.والتفتو لها البنات ونطقت شمس بإنزعاج من قطعها لشدة تركيزهم مع مهرة: وجع يا ضحى وشتبيين انتي!؟
ضحى ناظرت لجلستهم وهي ترفع حواجبها :حركاات قاعدين هنا ولا تعلموني!؟
الجازي :مدري عنك وينك والحين جاية تقولين ما نعلمك
ضحى : صبركم علي،.بس الحين امك تناديك يا مهرة تقول نزلي الألحفة وافرشي بالمجلس عشان بينامو
مهرة قامت ببتسامة خفيفة على شفاهها: يالله يا بنات بكمل لكم بعدين بفرش واغسل الفناجين
الجازي : خذي راحتك يا قلبي
مشت مهرة من عندهم بعجلة تتم شغلها ،.وقامت شمس من وراها ودخلت اما جازي قعدت مكانها ،.وفي نفس هالوقت الي كانت تسرد فيه مهرة عن القصة كان عايض ساند راسه بالشبك ويسمع لها لحد ما جت ضحى وقاطعتها ،وزفر من القلب وهو ينطق بداخله ،.جيتس ابي اقوم من طحتي ،.عز الله اني طحت زود طيحتي طيحة
،.وشلون كان كل ماله يزداد انجذاب وحب لمهرة ،.وما بينه التزامه وتمرد قلبه كان المنصاب من الطرفين ،.وماهو متأكد من صحة مشاعره الي كان ينكره انها حب ،.وكان يزيد النكر ويقول ويكرر"اعجاب " رغم رغبته الدائمة بسماع صوتها وشوفتها وحركتها بين الحلال حوله ،.قاطع هواجيسه صوت جواله يرن بجيبه ،.ونزل راسه بفزعة وهو يدخل يده بجيبه ويخرج جواله ،.وقبل يشوف من رد بسرعة لاجل يسكت هالجوال  ،.جاه صوت هاجس الي نطق يتأكد:عايض!؟
قام من مكانه بروعة وهو ينطق: هاجس؟؟؟؟ هااجس انت وينك!؟؟ ليه ما ترد علي ،والله على شوي كنت بلحقك،.وينك طمني عليك انتي طيب!؟
اطلق ضحكة خفيف وهو ينطق:شوي شوي علي يا رجال وشفيك!؟
عايض : مختفي لك يومين ولا ترد ولا تدق وشلون تبيني اكون!؟ علمني الحين وينك وصلت ولا ما وصلت!؟
هاجس: لا الحمدلله وصلت،.وانا الحين بالعارضة ،.ولا تحاتي انا طيب و كلنا طيبين
عايض: زين علامك ما ترد علي ولا تدق!؟
هاجس:ضيعت جوالي
عايض عقد حواجبه:ضيعت جوالك!؟ وشلون ضيعته!؟
هاجس زفر وهو يقوم من مكانه ويروح صوب الدريشة : سالفة طويلة علمتك فيها لا رجعت،. الحين علمني ابوي ما سأل عني!؟،. عسى ما علمته اني ما رديت عليك!؟
عايض:لا لا تحاتي ما علمته،. بس لو متأخر ليلة زيادة كان بيدري لاني كنت بركب هالسيارة وبلحقك
هاجس :معليك طيب مافيني شيء وانا اخوك
عايض :زين سويت ودبرت لك جوال ودقيت،. بس لو مدربها من اول لاجل ما اخاف عليك
تراكمت الابتسامات بوجه هاجس الي نظره كان عند ديار الي كانت عند الحلال والي فزعت من الخيل الي وراها  ونطق بإبتسامات وسيعة مترقبآ حركاتها الطفولية حتى بالوقت الي تكون فيه لوحدها :ايه والله زين اني جبتها معي
عايض عقد حواجبه : جبت معك وشهو!؟
تدارك هاجس وهو يصد نظره من الدريشة وهو ينطق بضحكة ويمسح عيونه :ولا حاجة
عايض :قفل قفل ورح نام واضح النوم غلاب ومغلبك
هاجس نطق بضحكة :مافي حي غلبني عشان يغلبني النوم
ضحك عايض: زين بسجل الرقم عندي بدق واتطمن عليك الصبح،. وانت بعد دق علي بين حين لاجل اتطمن
هاجس :ابشر
عايض: يالله انتبه لنفسك
هاجس :وانت بعد
قفل هاجس من عند عايض وهو يرفع نظره للدريشة الي توسعت ابتسامته خليط مع ضحكة من غفوته الي يغفاها لامن نظر لها،. وشافها قايمة من مكانها تنفض ايدينها وداخلة،. حط الجوال فوق الدرج وراح سدح مكانه بكل هدوء وهو يرفع ايده ويحط ظهره يده على عيونه مثل عادته.، متظاهرآ بالنوم،. وما كان ثواني والا سمع صوت فتح الباب ودخولها ،.وسمع صوت الباب تقفله بكل هدوء وبطئ لاجل ما تزعج هاجس،. وتقدمت صوب السرير وهي تقعد مثل هدوء دخولها وتترقب ملامح هاجس،. مدت ايدها ببطئ وهي تحركه بشويش ونطقت بصوت هامس :هاجس؟!،،. يا هاجس؟!!
ما تجرأ يرد عليها وهو بداخله متسائل وشهو الي تبيه!؟ تسلل الخوف لقلبها وهي تقرب اذنها لصدره تختلس السمع لنبض قلبه،.ورفعت نفسها وهي تقرب اصبعها صوب انفه تتحسس تنفسه،. وسرعان ما زفرت براحة وهي تنطق : الحمدلله انك عايش،. ظنيتك متت
هاجس ما عرف وشلون كتم ضحكته امامها،. خوفها الي شهد عليها واجد لكن كان هالمرة غريب ومضحك نوعآ ما،. عضت شفتها بتردد لرغبتها في ان تحط راسها بحضنه مثل اليومين الماضية،.وكان العائق لرغبتها هو خوفها من انه ممكن يكون صاحي،.ونطقت بنفس همسها :هاجس!؟ انت صاحي!!؟
ما رد عليها وقدرت تتطمن وهي تقرب ببطئ لحضنه وتحط راسها بحضنه، جاهلآ عن سبب رغبتها النوم بحضنه،. ممكن كان الامان الي تعودته خلال اليومين،. وممكن كان الدفى الي افتقده من زمن طويل ولقته بحضنه،. ورغم وضوح كرهها في ان تكون سجينة الا انها كانت تحتمي بقفصه الصدري برغبتها بدون اي ضغط،. وكان السبب الرئيسي لتظاهر هاجس بالنوم قبل مجيئها،. هو جشعه بحضنها الي مو بس هي الي تعودته حتى هو تعودها وصار ينتظرها،.

يسد الغلا دينها و يعمي عين العدا ويضيمها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن