البارت 33

1.6K 65 11
                                    

وقف سيارته وهو يلتفت يشوف المكان الي وقف يتسائل داخله كم صارله غايب عنه ، بعد ما كان يجي كل يومين قطعها بالشهور وما جاه ، نزل من السيارة وهو يسمع صوت خطوات الناقة الي كانت حييل عزيزة وغالية على قلبه ، الناقة هيلة الي كان اساساً يحبها ويوم درا انها ناقة مهرة زاد حبه لها اكثر واكثر
وقف يمسح عليها بحب وشوق وهو يتمنى هاللحظة انها تطلع صدفة ويلمحها ، لكن هالصدفة بذات كانت بعيدة عنه هالمرة
التفت يمشي للمجلس الي دخله وهو يرمي السلام وقام ابو سديم الي اول ما شافه بدا يرحب ويهلل خاصة وان صارله واجد ما شافه ، حضنه وهو يسأله عن احواله والتفت  بعدها ينادي : يا مهررة زهبي القهوة وجيبيهاا
ابتسم داخله عايض وهو يقعد مع خاله الي قعد وهو ينطق بعتاب لغيابه : وينك يا خالي ما عاد سريت علينا تقول ولد غريب مو ولد اختي
ابتسم عايض ينطق : حقك علي يا خالي حقك علي والله هالظروف اشغلتني وسرقني من القريب والغريب بعد حقك علي
طبطب على كتفه : ما عليه لو اني ما ادري فيك لمتك لكن ادري ما تغيب الا والليالي السود ماهي مقصرة معك ، علمني وشصاير معك
بدا عايض يعلمه باللي صار لكن بالمختصر وختم كلامه يقول : وانا الحين رايح ديرة ابو سعود ، وجيت بودعك قبل امشي الانسان ما يعرف وش يصير في طريق السفر وان اخطيت بيوم سامحني يا خالي
ابو سديم : افا يا ولدي افا والله ما اخطيت ومسامح حتى على الزلة ، بس يا ولدي طريق الليل اقشر لو انك تسافر الصبح
ابتسم عايض لخوفه : ما عليك ان شاء الله ما يصير إلا كل خير
سكت ابو سديم الي قعد يفكر باللي صار وصاير
ونفس هالوقت الي جمدت مكانها مهرة برعب بعد ما سمعت كلامهم وفز قلبها ب رعب يوم قال " الانسان ما يعرف وش يصير معه في طريق السفر "كيف بدا الخوف يقرص  قلبها من هالسفرة ناسية كل شيء بدر منه ، ونادا ابو سديم هاللحظة : يا مهرة القهووة
وفزت تنطق : هاك يبه هاك
وقام ابوها ياخذ القهوة وما قدرت تلمح ولو نقطة من عايض الي نزل نظره رغم ان كان وده يلمح ولو طيفها

كان قاعد بالمجلس شارد في افكاره وهو يتنهد من ظلمه لبنته ، يدري انه ظلمها و وااجد لكنه ما كان يصحى على ظلمه لها كل مرة الا بعد فوات الاوان ، جات نوره تحط الدلة عنده وفنجان القهوة والتفت تمشي لكنه اوقفها : يا نوير
التفت له : سم
سكت وزفر بعدها ينطق : الظهر يمرونها البنات يطلعو النخيل خليها تروح معهم
سكتت نوره تبتسم داخلها لأخوها: ابشر بعلمها
طلعت من عنده وهي مبتسمة وتدور ديار وما لقتها الا بالحوش وهي تطحن الكحل ، ابتسمت وهي تقعد عندها تاخذ الطحانة من يدها : هاتي هاتي ، شيبتي راسي وانا اعلمتس كيف تطحني وانتي ما تتعلمي
صدت نظرها بتعب :  والله انا الي شاب شعر راسي وانا اطحن بالكحل ذا وما تنعم معي
زفرت وسط ابتسامتها وهي تمسك المطحنة : وش تبين بالكحل تطحنينه في عندنا مطحون
ديار : اشغل نفسي وش اسوي تقطع كبدي من الضيق ولا عرفت وش يسلي هالساعة وتمر
نطقت وسط ابتسامتها : قومي قومي فديتس وغسلي هاليدين وشوفي وينها عبايتس البنات بيمرونتس بعد شوي بياخذونتس تروحو النخيل
كيف تمكنت منها ابتسامتها وهي تنطق :كيف! ؟ هو  راضي اروح!؟
ضحكت تهز راسها: راضي راضي ، بس لا تتأخرون
هزت راسها بإبتسامة وهي تقوم : ابشري ما بنتأخر
قامت من عندها وعيون نوره لحقتها لحد ما اختفت وهي مبتسمة لفرحتها وتدعي داخلها لها ، وديار الي راحت تغسل يدينها وتدور عبايتها وطرحتها وبعد ما لقتهم حطتهم بحضنها وراحت تنتظر عند الدريشة تنتظرهم يمرون وينادونها ، كانت متلهفة تخرج من البيت وكأنها ما قد ذاقت طعم الحرية وتبي تذوقه ، ما صحت الا على اصواتهم ينادونها وفزت تنطق بصوت عالي : جااية جااية
مشت تجري للباب وهي تلبس عبايتها بطريقها وقبل تفتح الباب دخل عمير الي عقد حواجبه : وين رايحة؟
نطقت بعجل واضح عليها: رايحة النخيل مع البنات بنجيب تمر ونعود يالله مع السلامة
وقفها : هيه لحظة لحظة ، وانتي يومتس رايحة اخذتي الاذن من مين! ؟ مطلقة وتبي تروح وتعود بكيفها
سمعو صوت ابو عمير ينطق : خذت أذني انا وسمحت لها تروح ، خليها تروح البنات ينتظرونها
سكت عمير وهو يبتعد لها عشان تطلع ، وطلعت ديار الي قررت ما تحط شيء في بالها من كلامه وقابلت البنات بحضن وهي مشتااقة لهم
نطقت شريفة الي مسحت على كتفها مو مصدقة بعد هالوقت رجعو شافوها : ما اصدق عيوني انتس معنا الحين
التفت لها ديار عيونها تلمع من الشوق : ما ادري كم من الوقت مّر لكن والله كن مّر علي الدهر يوم غبت عنكم
تأملتها افراح لثواني طويلة تشوف ذبولها رغم ابتسامتها : وش سوت الدنيا فيتس
سكتت تناظرها ديار الي نطقت : يالله خلي نروح النخيل عشان ما نتأخر وقت نعود
ابتسمت افراح وهم يمشو للنخيل وطريقهم الطويل ما يخلو من سواليفهم مع بعض وهم ياخذو اخبار بعض مثل ايام زمان

يسد الغلا دينها و يعمي عين العدا ويضيمها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن