ويمر عليهم ايام من اجملها الايام الي كانو يعيشوها ، حتى ممكن اجمل من أيام كان الحضن والمحرم حلال عليهم ، يمضو الليل والنهار وكل واحد متوله على الثاني ويسمع صوته
، واليل يا طولها عليهم وهم يمضوها بالسوالف والقصايد والطرب ، واللقاء الي كان ينتظرها هاجس على الجمر والي ناشد عنها وقال " يا ذا الوطن ما عاد شفنا عربكِ" كان مدته ثواني فقط ، تحط التمر بيده وهي ترجع تلحق البنات حتى من خوفها عليه ، لكن كانت ثواني كافية لهاجس الي كان يتأمل بالرطب وكأنه اغلى ما عنده ويرجع فيه الزمن يوم يشوفها بدون حدود وجدران وناس ، يوم تجيه وتمد له من التمر وتقعد معه بالساعات حتى يجيهم صوت الحريم ينادونها
اما بنسبة لديار الي كانت تعيش أعذب ساعات يومها تقعد معه من ورا الجدار وهي تسمعه ، وبما ان ابو عمير وعياله كانو مشغولين مع الضيوف كانت ديار ماخذة راحتها ما غير تسوي لهم القهوة وتقعد بالحوش ان كان الجو حلو ولا حر ، كل شيء كان يهون بس حتى تكون معه وتسمعه ونفس الشيء هاجس الي صار مكان نومه وقعدته بالمكان الاقرب لبيتهم والجدار الي يفصلهم
في الفجر اذن وفز هاجس على صوته وهو تووه مغمض بعد ما قضى ليل طويل مع ديار الي انقطع صوتها في لحظة هدوء وعرف ان النوم غلبها ولا هي بيدها ما تنام الليل كله
قام يتوضى وهو يطلع متوجه المسجد وحريص انه يكون متلثم مثل عادته حتى ما يعرفه احد واساساً صارو عارفينه من كثر ما يشوفونه واذا جا يقولون" جا الملثم "
صلى الفجر مع الجماعة والناس قامت تتوزع بعد الصلاة وهو قعد محله يسمع للإمام الي يخطب بالناس وينصحهم ويجاوب على اسئلة الي يطرحونه ، قعد متعمق في السماع لحديثه وهو يسأل نفسه داخله" لو اعلمه قصتي ممكن يساعدني!؟" وكان عارف اذا علمه بيعرفه على طول انه هو ولد رابح لان ما ضل احد ما عرف بالقصة الي صارت ، رمى كل شيء ورا ظهره وهو يحس نفسه ميت نوم يبي يرجع حتى ينام وقام من مكانه طالع من المسجد وقبل يخطي خطوته خارج المسجد اوقفه صوت شخص نادى : هاجس
ناداه باسمه وهو يدري ان هنا محد يعرفه غير ديار ، مين الي عرف اسمه وعرفه رغم انه متلثم ما كان قادر يحدد بهاللحظة قبل يلتفت..صحيت ديار على صوت ضيوف ورجال ، قامت من مكانها تمسح على عيونها وطل تركي الي واضح انه كان يدور وينادي نوره وشافها فوق السرير الي بالحوش وتو صاحية ونطق : قومي سوي قهوة في شيبان جو
لفت وجهها تلملم شعرها: طيب
قامت تغسل وجهها وتشوف الساعة كم وتوسعت عيونها بالصدمة تشوف قريب الظهر ، سوت القهوة على السريع وما لحقت تصلي بعد وهي تدور نوره وما تلقاها بالبيت ، استقرت بالحوش اخر شيء تذكر ليلة امس وسهرها مع هاجس وغفوها بنص الحديث ، قعدت تشرب قهوتها إلى ان سمعت صوت الباب وسط ما هي تسمع اصوات الرجال والشيبان بالمجلس ، وجات نوره معها تمر واول ما شافت ديار قاعدة مع قهوتها بالحوش توسعت ابتسامتها : يا وقتها جايبة تمر من النخيل
قعدت معها وديار تصب لها : متى طلعتي صحيت وما لقيتس
نوره: طلعت بدري ومنه مريت على حصيصة
ديار : ليه رحتي لها! ؟ قبل امس رحتي لها
سكتت نوره وهي تحط من التمر قدامهم عشان ياكلون : بس كذا
استغربت ديار لكن ما دققت باللحظة الي طلع فيها عمير ينادي :عميمة يا عمييمة
التفتت نوره تناديه: هاه هنا بالحوش يا امي
جا عمير يشوفهم قاعدين ويتقهوون ونطقت نوره : مين عندنا بالمجلس! ؟ جاين من صبح ربي
ابتسم عمير الي وجه نظره لديار : معلوم يجون من صباح ربي جايين طالبين وخاطبين
فزت ديار الي طاح الفنجان من يدها من الروعة : وش! ؟
لف عمير لنوره : جايين يخطبون ، وابشرتس ابوي واضح عليه الرضى والعريس ما ينعاب
صدمة نوره ما كانت اقل من صدمة ديار : طيب مين هم مين العريس
عمير : سعود ولد محمد
سكتت نوره بصدمتها وديار لفت لنوره تنطق بغصة تترجاها : عميمة
لمست نوره رجلها تحاول تهديها ولفت لعمير : انت روح واذا بغيت شيء تلقاني بالمطبخ
مشى عمير وقامت ديار تنتفض بروعة مو قادرة تتحمل : تكفين يا عميمة والله ما اقدر اصير حلال غيره تكفيين يا عميمة سوي شيء
سحبتها نوره للغرفة وهي تقفل الباب وراها : اسكتي خلاص لا يسمعونتس الحين
اقتربت ديار بسرعة منها وهي حرفياً بدت تنهار وصوتها ينسمع من البكاء وهي تترجاها وسط دموعها وشهقاتها : تكفين تكفين طلبتس سوي شيء مقدر اخذ غيره تكفين يا عمتي تكفيين
ناظرتها نوره لثواني وهي خلاص ايقنت ان شكوكها كلها كانت بمحلها ، زفرت وهي تمسك ديار من ذراعها تهديها بهدوء : لا تخافين يا عيون عميمة ما بتتزوجين سعود
حست ديار انها بتنفجر وهي تنطق بإنهيار : بس وشلوون يا عميمة وشلون!؟؟ مين الي بيوقف قدام وجه ابوي ويمنعه ، ابوي محد يقدر يوقف بوجهه اذا بغى شيء هاذا هو زوجني قبل وغصب عني ولا دريت حتى
سكتت نوره الي حدقت بعيونها مطولاً باللحظة الي ثبتت ملامح ديار بإستغراب وسط دموعها وهي تشوف نوره الي نزلت نظرها بهدوء ونطقت ديار الي ما كانت فاهمتهاا ونطقت : يا عمة
نطقت نوره بسرعة وكأن الي بلسانها حمل وتبي ترتاح منه : انتي حامل يا ديار
كيف عقدت حواجبها بصدمة وذهول وسط دموعها وهي تناظر نوره بصدمة
رفعت راسها وهي تحط عينها بعين ديار الي كانت تنتظر جوابها بملامح مصدومة : اول يوم رجعتي فيه شكيت وتأكدت يوم حصيصة علمتني
انحبس نفسها وهي تترقب ملامحها بصدمة مو قادرة تنطق من صدمتها : بس ... بس كييف! ؟؟؟
اقتربت نوره تقاطعها : متى جات لتس اخر مرة!؟
بلعت ريقها تنزل نظرها بعدم التدارك : من زمان ، بس انا كـ كنت اشرب دوا حتى انزلهم لان تصير معي واجد و
وسكتت وهي تذكر وش الي كان يصير فيها خلال هالفترة من دوخة وترجيع وسكت بصدمة مو مصدقة انها ما عرفت ولا حست حتى من حزنها على وضعها و وضع هاجس ، كانت مصدوومة وهي تحدث بملامح نوره لعل في لحظة تضحك وتقول امزح لكن ملامحها جدية ما تمزح
وفي هاللحظة صحت ديار من كل شيء وهي تتدارك
تتدارك ان هي للحين حلال هاجس ، ما وقع الطلاق لانها اساساً كانت حامل في اللحظة الي طلقها ، كيف انتشر صوت ضحكها وسط صدمتها ودموعها وهي تمرر يدها لبطنها : يعني!! يعنـي هاجس ما طلقني!!!؟ انا للحين حرمته يا عميمة!!؟؟
ناظرت بعيون نوره بفرحة داهمتها وهي مو مستوعبتها تضحك: عمييمة هاجس للحين حلالي وانا حلاله!!!
وتضحك بتدارك كأنها وحدة مجنونة وهي تلف وجهها وتمشي وترجع لنوره بعدم التصديق ، مو قادرة ترمش من صدمة وفيضة مشاعرها بوجود روح داخلها وبوجود الامل معه ، ضحكت للمرة الثالثة بعدم التصديق وهالمرة بشعور مختلف ، شعور أنها تشيل بين حشاها روح وهالروح ما هو الا قطعة من روحها وروح هاجس ، روح يعقدهم مع بعض ، روح بيحمي ثلاث ارباع احزانهم بوجوده داخلها ، غمضت وهي تحط يدها ببطنها تتنفس ببطء : داخلي في روح يا عمتي!! ، روح يخصه و قطعة من روحه
ما قدرت تجاوبها نوره الي كانت مرعوبة والخوف واضح بملامح وجهها تشوف ردة فعل ديار الي ما طمنها ابد ، رجع لها الأمل من اول وجديد ، والوضع ما كان ابد مطمنها خاصة بعد سعود الي جا يخطبها اليوم ، وديار بما انها كانت على تواصل مع هاجس رمت كل خوف باللحظة الي سمعت فيه بالحمل قعدت فوق السرير وهي مو مصدقة إلى الآن الي سمعته
أنت تقرأ
يسد الغلا دينها و يعمي عين العدا ويضيمها
Romansفـي غربـتي تغرب الـنور عـن عيــني وش حاجتي في نور عين غاب غاليها امر السفر يا نـظر عيـني قضـى فـين نفسي علـى ما تعاف امر الله حـاديها يمـك حبيبي عظـيم الشوق يدعيني يسري بعروقي كما تسري الدمـا فيها علــى خـطرها حيـاتي يـا مـعنـيني بُعدك عطـبها...