في بيت ابو عايض
دخل هاجس وراه عايض الي من زود فرحته كان مرتبك للحين ومستحي ، ما يدري ليه لكن طغى عليه مشاعر الفرحة حتى ما عاد استوعب على نفسه ونطق هاجس : بالله انت مستانس الان ولا وشو! ؟
التفت له عايض : والله اني مستانس لكن ما ادري وش بلاني كذا مو عارف اقول شيء خايف خالي فهمني غلط واني مو مستانس ولا متشرف بنسبه
رفع حاجبه هاجس : لا والله! ؟ انت من فزتك يوم قلنا ما تبي تعرس خليته يدري انك تبي بنته ومن زماان
فز عايض بخوف : صدق! ؟ يعني يمكن الحين يرفض ويظن فيني البلا ، لا إله إلا الله والله اني ما ادري وش سويت بنفسي الحظ من كل مكان ناوي علي
زفر هاجس الي ابتسم وهو يقترب يمسكه من ذراعينه : هدي يا اخوك هدي نفسك ، ناسي ان هاذا خالك! ؟ اذا اخطيت ما يدور عليك زلة لا يروح يدور لك عذر ، وهو من زمان اشوفه منتظر عليك ترد له خبر ولا كان ما يبي نسبك كان زوج بنته يومك اقفيت ولا عطيته خبر
زفر عايض بإرتياح واخيراً : وانت صادق معك حق ايه والله ، امشي امشي ندخل عند ابوي ينتظر منا خبر
هاجس : انت ادخل وانا لاحقك
رفع حاجبه عايض بضحك : وين مستعجل! ؟
مسح هاجس على وجه مستحي ويضحك : والله ما شفتها امس كانت نايمة
فطس عايض يضحك : روح روح انا اقول وين عقلي وانت طاير عقلك قبلي
مشى عايض يدخل وهاجس التفت يشوف الحريم من بعيد قاعدين بالحوش تحت الظل وابتسم يقترب وهو متوقع يشوف ديار بينهم لكن ما شافها وعقد حواجبه ينطق : وينها ديار! ؟
التفتت ام هاجس الي ابتسمت اول ما شافته : هلا هاجس تعال يا ولدي تعال اشرب قهوة اختك
التفت هاجس لهيا الي كانت قاعدة وبحضنها ولدها وهي تنطق : تعال زهبت القهوة الحين لأجلك انت
ما قدر يردهم وهو يتقدم يجلس بمسافة عن هيا وهو يلتفت هاللحظة ويطيح عينه على محمد بحضن هيا ، وداهمه مشاعر اول مرة يحس فيها ، انه يشوف قدامه طفل صغير بريئ وما يقدر يقسى عليه ولا يلومه لأنه يدري ما زاله صغيير وبريئ ما يخطئ ولا يخون ولا يقسى ، شعور انه يتسائل اذا جاه الضنا كيف بيتعامل معه! ؟ وهو الي الصغار اذا شافوه هربو منه لانهم يخافون منه ، كان شارد في محمد لدرجة انه ما لاحظ حتى مدة يد جنان الي وقفت مستغربة من شروده ونطقت : تفضل يا هاجس
صحى هاجس وهو يلتفت بإدراك ويمد يده ياخذ فنجان القهوة ، وابتسمو كل الحضور لشرود هاجس كأنهم عرفو سبب شروده بمحمد بذات ، والتفت هاجس لأمه : وينها ديار ليه ما تجي تجلس معكم! ؟
ام فهاد : الجو متغير عليها و داخت شوي قلت ادخلي ارتاحي
تغيرت ملامح هاجس في ثانية وهو يقوم : انا بروح اشوفها
قام من عندهم وهو يتوجه غرفته بسرعة وخايف عليها دخل الغرفة وكانت هي بهالوقت قدام الدولاب ويوم شافته توسعت ابتسامتها بسرعة وهي تقفل باب الدولاب وتلتفت له بجسده وهو يقترب منها يمسكها من ذراعيها : قالو أنتس تعبانة
عقدت حواجبها بإستغراب : مين قال اني تعبانة! ؟ انا طيبة بس دخت من الجو ، الظاهر للحين مو مصدق اني حامل
رخي خوفه وقلقه وهو ينزل راسه ويداهمه ضحكة خفيفة : الصراحة مو مستوعب إلا الان واذا قلتي امزح ما اقول تكذب
ديار : طيب طيب نشوف بعد خمس شهور
ضحك هاجس وهو يقترب ويلمها لحضنه وكأنها طفلته وابتسمت ديار تغمض عيونها وهي ملتمة بصدره : وين رحت قبل اصحى كنت اظن بصحى والقاك
ابتسم هاجس من عتابها الرقيق : رحت عند خال عايض
عقدت حواجبها وهي تبتعد تشوف ملامحه : ليه! ؟
تأملها لثواني وسط ابتسامته الي كانت ملياانة حب وشوق رغم انه سهر البارح يشرب من ملامح : لأجل عرس عايض ، كفاية الي جاه بسببي
توسعت ابتسامة ديار بفرحة : يعني عايض بيتزوج بنت خاله!! ، مهرة بتجي هنا!؟؟
كيف كانت المشاعر تطير داخل صدره من فرحتها وهو ينطق : بتجي
ضحكت ديار بفرحة مو مصدقة
اقترب هاجس يسحبها معه ويقعدها فوق السرير وينسدح ويحط راسه بحضنها
كانت ديار للحين شاردة بفرحتها بعايض ومهرة : والله اني فرحت لعايض يا هاجس مهرة بنية طيبة يا بخت عايض فيها ويا بختها بعايض
كانت يبتسم لكلامها وهو يسحب يدها يبوس بطن كفها مثل ما اعتاد ويحضن خده بكفها باللحظة الي ابتسمت ديار بحب وهي تتأمل حركات هاجس الي ما كان يزيدها إلا عشق وتعلق في كل مرة ، وانحنت براسها وهي تطبع قبلة في جبينه تنطق بنبرة هامسة للحب : جعلني ما أبكيك يا هاجس
زفر من اقصاه وهو يرخي راسه بحضنها ويتأمل عيونها بغرق
غارق وهو راضي بالغرق ، راضي انه يموت غرقان في بحر عيونها العسلية ، وراضي انه يكون أسير نظراتها ، سجين وهي سجانه وأعظم حكايات الهوى أن يطيح السجين بحب سجانه ، أنه ينعدم بسيف السياف الي كان يعشق ساعات التأمل فيها ، ويصحى من شرود تأمله ويذكر ان المقصود عيونها ، لا هي سياف ولا سجان ولا بحر هي عيون جابت أجله وفعلت فيه فعول السيف والسجان والبحر ، هي مجرد عين الغرق فيها كالغرق في البحر ونظرة تطعن عروق صدرك ورموش تخليك أسير عيونها
أنت تقرأ
يسد الغلا دينها و يعمي عين العدا ويضيمها
Romanceفـي غربـتي تغرب الـنور عـن عيــني وش حاجتي في نور عين غاب غاليها امر السفر يا نـظر عيـني قضـى فـين نفسي علـى ما تعاف امر الله حـاديها يمـك حبيبي عظـيم الشوق يدعيني يسري بعروقي كما تسري الدمـا فيها علــى خـطرها حيـاتي يـا مـعنـيني بُعدك عطـبها...