Part 17✨

16 9 0
                                    

Rahma_Reda ( جميع الحقوق محفوظة للكاتبة  )

أوقف سيارته أمام قصر زوج خالته و خرج منها بهدوء لا يشبه أبدا العاصفة التي كانت تضرب أعماقه و تكاد تعصف بقلبه...أزال سترته و فك ربطة عنقه التي أحس بها على وشك خنقه ثم تقدم بخطوات سريعة رشيقة صوب منزل أميرته الشقية...
كان يعلم بأن لا أحد غيرها في المنزل و هذا ما دفعه للمجيئ لديها وأيضا لسؤال الخادمة التي فتحت له الباب عنها دون غيرها و التي سرعان ما أشارت للصالة الصغيرة الموجودة في أحد زوايا القصر...لقد كان عازما و حال أن يراها على أن يمسكها من كتفيها و أن يهزها بعنف حتى تفهم أن تصرفاتها وحركاتها الطفولية قد تسبب في يوم من الأيام في إصابته بأزمة قلبية... لكن كل ذلك إختفى فجأة ما إن وقع نظره عليها و بدل أن يفعل ما جاء من أجله وجد نفسه يقف جامدا مكانه ليتأملها مأخوذا بما كان يراه أمامه...كانت ترتدى منامة قطنية وردية اللون تزينها قلوب صغيرة توزعت بطريقة عشوائية على أكمامها وصدرها...شعرها كان مبعثرا بفوضوية على الوسادة الصغيرة التي كانت تضعها خلف رأسها...و الأهم من ذلك كله أنها كانت غارقة في النوم....إقترب منها بهدوء كي لا يوقظها...إنحنى راكعا أمامها كي يستطيع رؤية ملامحها عن قرب و بدون شعور مد يده ليمررها على تقاطيع وجهها في الهواء دون أن يجرؤ على إيصال أصابع يده ليلمسها حقا...كانت تبدو بريئة جدا...ناعمة...نقية...حلوة و مغرية بطريقة لا تصدق...و هو ...هو كان يشعر بقلبه على وشك القفز من مكانه و إلتهامها ربما...
إبتسم لأفكاره ليهمس لها فجأة بشوق لم يستطع مقاومه:- آآآآه يا نرمين.. لو تعرفي بس.. لو تعرفي اللى بتعمليه فيا  !!! ( إتسعت إبتسامته ليسترد بحنان و هو يداعب الهواء قرب شفتيها  ) بس لو ان خالتى اكتفت ب سعد و آسر.. و ممكن ندى.. مكانش هيبقي ده حالى دلوقتى.. كنت هبقي اكتر من مرتاح و سعيد و مبسوط.. لكن و للاسف.. جابتك.. خلفتك.. و من اول يوم ليكى فى الدنيا و انتى زى تعويذه سحرية كانت من نصيبى.. سحرتينى.. شقلبتى كيانى و جننتينى....
توقف عن الكلام بسرعة عندما تحركت فجأة بنعومة لتتفوه بكلمات غير مفهومة لم يفهم منها سوى إسم رجل ما إن نطقت به حتى جعلت كل الحنان والحب اللذين كانا يرتسمان على ملامحه يتحولان لغضب أعمى...
وقف بحدة ليخرج من الصالة كأن شياطين الجحيم تسير في أعقابه ليفكر بجنون...لقد ذكرت إسمه...إسمه اللعين خرج من بين شفتيها و هي نائمة...
لقد كانت تحلم به مما يعني أنها ربما تقابله أو حتى تفكر فيه.. أو ربما هي معجبة به أو...تبا...تبا ...تبا ...
تخلل شعره بعصبية و هو يفكر بألم أنه ليس أمجد ...كل شيئ إلا هو...ذلك النذل ،...ذلك الوحش في جسد إنسان...سيتقبل كل شيئ منها وسيتحمل أي شيئ ماعادا لو إكتشف أنها تراه أو حتى فكرت برؤيته...تحرك باتجاه الباب ليخرج من القصر وهو لايزال يلعن و يسب المدعو أمجد النعمانى...دخل لسيارته...أخذ نفسا عميقا ثم أخرج هاتفه ليتصل بها و هو يفكر أنه آن الأوان ليبصمها ببصمته كي تنسى مجرد التفكير أو النظر لرجل غيره و إذا كان لابد عليها أن تحلم فسيكون به هو لا برجل غيره و ليذهب التعقل والأصول للجحيم ...ثم أليس كل شيئ مباح في الحب والحرب؟!!

رواية " قُبُلات و أمَانِىّ_2021 " ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن