Part 24✨

14 4 0
                                    

Rahma_Reda205 ( جميع الحقوق محفوظة للكاتبة  )
كانت جالسة في شرفة غرفتهما شاردة تتأمل السماء السوداء المرصعة بالنجوم...تقدم منها بهدوء وودون أن يلمسها جلس بجاورها...كان متأكدا من أنها قد أحست باقترابه منها و بجلوسه بجانبها مع ذلك لم تقم بأية حركة تدل على إهتمامها أو إحساسها به...بدت غارقة في عالمها الخاص...غامضة...و جميلة جدا...
لكن أيضا بعيدة جدا جدا كما كانت أيام لقاءاتهما الأولى...أغمض عينيه للحظات يتذكر تلك الأيام...يتذكرها هى .. تلك الأنثى الجامحة.. الثائرة التي و بنظرة واحدة منها أطاحت بكبرياءه الحرة و قيدته بسلاسل من حديد !
مسح دمعة يتيمة متمردة غافلته و هربت من عينيه غصبا عنه...إبتسم بحزن و هو يفتح عينيه من جديد ليملأهما بمنظرها الساحر ليفكر بحيرة...كيف يجرؤ بعض الحمقى و يقولون أن الزواج يقتل الحب؟؟؟
بل كيف يثرثرون جزافا بأن الزمن و العشرة يقضيان عليه؟؟
...لقد مضت سنوات و سنوات على إتحادهما...لقد غزى الشيب رأسه..ضعفت قواه...و ها هو المرض يوشك أن ينهي حياته و أنفاسه صارت معدودة في الدنيا...
مع ذلك لم يتحول قلبه عن حبها و لو للحظة واحدة.. لايزال يعشقها و يرغبها كما اللحظة الأولى التي جمعها به القدر...لا تزال ساحرته.. أم أولاده...
أولاده !!...آآآآه كم يحبهم و يحبها ؟! كم حلم برؤية أولادهم و الفرح بهم !!!
كم سرحت به الدنيا و كم...و كم...لقد أحسن قيادتهم و كلهم ناجحين و أقوياء و هذا من فضل الله عليه..فقط...فقط لو تحصل معجزة ما فتشتبك قلوبهم قبل أن يغيب عنهم...فقط لو...يالله كم هي غريبة الحياة...مهما عشنا فيها...مهما منحتنا...نجد أنفسنا نتمسك بها و نطلب المزيد...و المزيد منها...لكن هيهات ...هيهات فلا الأمل و لا حتى الأحلام قد تغير ما سطره المكتوب و كتبته الأقدار  !
@Rahma_Reda205 ( جميع الحقوق محفوظة للكاتبة  )
تنهد بصوت مرتفع قبل أن يمد يده ليداعب شعرها بحنان و حب... لكن ما إن أحست به حتى إنكمشت على نفسها كأنها ترفض لمسته تلك كما كانت تفعل و منذ عودتها من سفرها قبل ثلاثة أيام..
و هذا جعله يقف ليقترب منها و بدون تردد ركع أمامها ليقول بحيرة و هو يجبرها على مواجهة عينيه بعينيها عبر إحاطة وجهها براحتي يديه....
" مراد " ليليان  !!! فى ايه؟! ليه بتبعدى عنى؟! و متقوليش يوسف.. لان حزنك على اخوكى ده المفروض يخليكى تلجئيلى انا اخدك فى حضنى و اواسيكى.. مش تهربي منى بالشكل ده  !!!!!
كانت تنظر إليه بطريقة غريبة كأنها تعيش في صراع قاتل مما جعله يسترد بقلق:- فى ايه يا ليليان؟!  ليه كل الصراع اللى جواكى ده  !! مالك يا حبيبتي؟! ايه بالظبط اللى بيحصل معاكى؟!!!
" ليليان " انا.. انا شوفتك  !!
" مراد " ضاقت عيناه عليها باستفهام وعندما لم تتحرك سألها بضياع:- انتى دايما بتشوفينى يا روحي.. فهمينى قصدك ايه؟؟؟؟
" ليليان " حررت وجهها من يديه لتقف بهدوء...إقتربت من حافة الشرفة مما جعله يفعل المثل و هو ينتظر ردها بتوجس ليسمعها تقول بهدوء مخيف:- اخر سفر ليك يا مراد.. يوم ما قولت انك سافرت مكان.. و انا بالصدفه شوفتك فى مكان تانى.. و فى حضن.. فى حضن واحده غيرى  !!!!
أحس كأنها رمته بكأس ماء مثلج...لقد كان يشعر بأن جفاءها وبرودها حتما لسبب ما يجهله كما حذره محمود لكنه لم يتوقع.. بل لم يتصور في أسوء كوابسه أن يكون القدر بهذه القسوة فيجعلها تراه بين أحضان امرأه اخرى ..لقد رأته حقا... لا ...وقد فسرت ما رأته بأسوء طريقة...لقد فهمها محمود في النهاية أكثر منه...و ها هي قد شكت فيه و اتهمته دون أن تسأله...دون أن تسمعه.....
إلتفتت إليه بهدوء تحسد عليه...كانت عينيها صافيتين.. هادئتين.. هذا ما قد يقرأه شخص غيره لا يعرفها في الوهلة الأولى لكن هو...هو إستطاع أن يقرأ و يرى أشياء أخرى...أشياء هزته و زلزلته حتى الأعماق...لقد كانت تسأله و في نفس الوقت ترجوه أن لا يجيبها إذا كان جوابه سيؤكد لها شكوكها...كانت تخبره أنها لا تصدق أنه قد يجرؤ يوما فيكسر وعده لها و مع ذلك رأته...كانت تتألم... تحترق.. و تبكي بصمت...و كان هو أكثر منها...لقد أخفى عنها كل شيئ ليجنبها كل ذلك العذاب مع ذلك أبى القدر إلا أن يقول كلمته الأخيرة... !
" ليليان " ليه يا مراد  ؟! ليه؟؟؟؟
رمش عدة مرات قبل أن تتسع عيناه بدهشة...لقد فسرت صمته على أنه...آآآآه يالله لا...لا ...لا ...ليس أنتِ...تحركت شفتيه ليمحي التهمة عنه و ليخبرها الحقيقة.. ل...لكنه لم يستطع...لم يقدر...ألم رهيب فاجأه و أحسه على وشك أن يشق رأسه نصفين...ألم برغم حدته و قسوته إلا أنه كان يشعر أن الألم بقلبه كان أقوى و أشد.. لتتراقص صورتها أمام عينيه مما جعله يتصرف بسرعة و تهور...تحرك من أمامها ليخرج خارج الغرفة ثم خارج القصر بأكمله  !

رواية " قُبُلات و أمَانِىّ_2021 " ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن