الخاتمة الرابعة ❤

24.6K 1.3K 109
                                    

#ختامية_آل_الجارحي.
                        #الخاتمة_الرابعة.
(إهداء الفصل للقارئات الغاليات "علا أشرف"،"ميسان عماد"،"زينب الخطيب"  ، شكرًا جزيلًا على دعمكم المتواصل لي، وبتمنى أكون دائمًا عند حسن ظنكم..بحبكم في الله...قراءة ممتعة 💙)

ابتلع ريقه بتوترٍ جليٍ، حينما وجد سيارة أبيه تدنو منه، فأزاح عنه حزام الآمان وردد بتحذيرٍ مسبق لها:
_رحمة بابا مش لازم يعرف اللي حصل من شوية.
هزت رأسها وهي تشير إليه بتأكيدٍ، زُف بحديثها:
_متقلقش مش هتكلم في حاجة!
فتح باب سيارته وخرج منها وهو يخبرها:
_خليكِ هنا أنا راجع.
تابعته بهدوءٍ وهو يدنو من السيارة، متوجهًا للمقعد الخلفي جوار ياسين الجارحي، إنغلق باب السيارة من خلفه وانقطعت عنها الرؤيا، فلم ترى سوى الزجاج اللامع المعتم، إسترخت بجلستها وهي تفكر عن سبب وجوده بذاك الوقت، وأكثر ما شغل عقلها هل رأى ما فعله عمر بهؤلاء؟!
                                *******
بسيارة ياسين الجارحي.
استقر جواره بالمقعد الخلفي للسيارة بالتحديد، حيث يراقبهما السائق بفضولٍ كان يشتعل بعينيه  المتلصصة عليهما من مرآة السيارة الأمامية، يبدو بأنه كان شاهدًا على بطولة عمر منذ قليلٍ وبالطبع شاركه أبيه الأمر، ولكنه حاول استبعاد تلك الشكوك وتمنى أن يكون مرورهما عابرًا لم يتطفل على فعلته، فتنحنح وهو يتساءل بإرتباكٍ صريح:
_هو حضرتك كنت فين؟
مازالت عسليته تراقب توتر معالم ابنه باستمتاعٍ، وكأنه إفتقد لأيام طفولته المثالية، تردد نبرته الثابتة مجيبة على سؤاله:
_كنت في ميتنج وإتاخرنا بالرجوع.
واستند بيده على ساقه الموضوعة فوق الأخرى وهو يسدد إليه سؤاله:
_ بتعمل أيه هنا في الوقت ده؟
حديثه الهادئ ينافر غموض عينيه التي تكشف شيئًا لا يرغب بتأكيده، ومع ذلك أجابه:
_رحمة كانت محتاجة طلب من بره وطلعت معاها.
هز رأسه بتفهمٍ، وأشار إليه:
_هات عربيتك وحصلنا.
فتح باب السيارة وما كاد بإنغلاقه حتى استمع لنداء أباه الخافت:
_عمر.
انحنى من نافذة السيارة يرى ماذا هناك؟  ، فمنحه ياسين بسمة خبيثة وإتبعها صوته الرخيم:
_اللي عملته ميتخفش منه.
برق بعينيه بصدمةٍ، ففقد القدرة على التعبير بما يود قوله، تجاهل ياسين حالته تلك، وردد بحزمٍ للسائق:
_إطلع يا فؤاد.
تحركت السيارة نصب عينيه ومازال يقف محله، فما أن غادرت الشارع الرئيسي حتى تهدل فمه بابتسامةٍ خاطفة، عاد عمر للسيارة مجددًا، ليجدها تسارع بأسئلتها الفضولية والقلق يناهزها:
_طمني يا عمر، عمي عرف حاجة؟
منحها ابتسامة ساخرة قبل أن يحرك مقود السيارة، مردفًا بتهكمٍ:
_هو في حاجة هو ميعرفهاش!!
                            ********
طال وقوفها بالشرفة ومازالت تنتظر عودته، حاولت الإتصال هاتفيًا به كثيرًا ولكنه خارج التغطية،  طوفها سكينة فور أن اهتدت عينيها بسيارته التي تنهب الطريق حتى باتت داخل حدود القصر، فأسرعت نور للأسفل لتستقبله بذاتها.

أحفاد الجارحي ..ج5.. ترويض الشرس  ..آية محمد رفعتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن